حريق كبير في مكب نفايات طرطوس

10-09-2006

حريق كبير في مكب نفايات طرطوس

ملأت سماء مدينة طرطوس ليلة الجمعة الماضية سحب من الدخان الأسود غطت أجواء المدينة بالكامل وانتشرت على شكل ضباب كثيف جداً في الشوارع ودخلت البيوت دون إذن أصحابها وانعدمت الرؤيا في الشوارع بشكل شبه تام رغم وجود الإنارة وهذه السحب الدخانية نجمت عن حرق القمامة في مكب المدينة الذي يقع شرق المدينة على بعد خمسمئة متر بجانب اوتستراد طرطوس ـ اللاذقية ورغم استدعاء كافة سيارات الإطفاء في المدينة والتي جاءت من فوج الاطفاء والدفاع المدني ومرفأ طرطوس وكذلك صهاريج سقاية الحدائق فإن هذه الآليات لم تتمكن من إخماد الحريق إلا بعد أن غطت سحب الدخان المدينة بالكامل وبقيت حتى الصباح بسبب حركة الرياح التي كانت بطيئة وكأن عملية الحرق كانت مبرمجة لهذه الليلة الصيفية الحارة، وقد تلقى مكتب جريدتنا في طرطوس عشرات الاتصالات من المواطنين يشكون من الدخان الذي يصعب تجنبه.

وهذه ليست المرّة الأولى التي تندلع الحرائق في مكب قمامة المدينة حيث سبق أن اندلعت هذا الصيف مرات عديدة. ‏

ويقول مجلس مدينة طرطوس: إنه لا يحرق القمامة وإن مسببي الحريق هم الأشخاص الذين يبحثون فيها عن النفايات المعدنية مثل أسلاك النحاس ويقول أيضاً: إن هذا المكب مؤقت وليس له بديل حتى يتم تجهيز المكب الدائم في وادي الهدة الذي يحتاج إلى أربعة أشهر على الأقل، لكن تبريرات مجلس مدينة طرطوس غير مقبولة لدى أحد وكان الأجدر به وبعد عدة تجارب أن يضع حراساً على هذا المكب لمنع اقتراب أحد منه والتسبب باندلاع الحرائق وهذا أقل ما يمكن أن يفعله في هذه الفترة وكان المطلوب منه أيضاً إعطاء الأولوية لتجهيز المكب الدائم في وادي الهدة وانجازه بسرعة لأنه الأمل الوحيد لإنقاذ المدينة من التلوث بالقمامة والمطلوب منه أيضاً البحث الجدي عن بديل لهذا الموقع وربما لو كانت هناك جدية في الموضوع لتم تأمين هذا البديل، لكن تقاعس مجلس المدينة عن أداء واجباته وتسليمه بالواقع غير المقبول أدى إلى هذه النتيجة والمعروف أن الأمراض الصدرية والقلبية تكثر في المدينة وإذا ما استمر الحال كما هو حالياً سوف نشهد وفيات ناجمة عن الاختناق بهذا الدخان مستقبلاً وعندها ربما يتحرك مجلس المدينة. ‏

سلمان إبراهيم

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...