سناء البياتي مكتشفة صفر اللغة

12-09-2006

سناء البياتي مكتشفة صفر اللغة

رُشحت الدكتورة سناء البياتي الباحثة في مركز إحياء التراث العربي في بغداد، للحصول على جائزة نوبل.

وذلك عن اكتشافها الصفر في اللغة، إذ إنها اكتشفت التنظيم الذي يعمل بموجبه الدماغ لتوليد الجمل، ويشكل هذا التنظيم الذي اكتشفته منهجاً نحوياً لجميع اللغات فضلاً عن أنه يخطو بقواعد اللغة العربية خطوات علمية تؤدي إلى تيسير النحو العربي وتطويره. ‏

على هامش احتفالية حلب للثقافة الإسلامية التقت تشرين الدكتورة سناء البياتي التي استطاعت أن تخترق جدران اللغة الفولاذية لتضع باكتشافها منهجاً متطوراً للنحو العربي بعد اكتشافها الصفر في اللغة، فما المقصود بالصفر في اللغة؟ تجيب الدكتورة سناء: اكتشاف الصفر في اللغة يعني اكتشاف النظام الذي يعمل بموجبه دماغ الإنسان لإنجاز اللغة. 

وقد سميته الصفر لأنه مرحلة بدء انطلاق الجمل في اللغة، وهو بذلك يشبه الصفر في الرياضيات في كونه بدء الإعداد، وكما أن الصفر في الرياضيات هو المرحلة الماثلة ما بين الأعداد الموجبة، والأعداد السالبة، كذلك الصفر في اللغة هو المرحلة الماثلة ما بين انبثاق الأفكار والتعبير عنها بجمل واضحة. ‏

ہ ما هي الأسس أو المراحل التي بنيت عليها استنتاجك؟ ‏

ہہ لقد اكتشفت أن الفكرة تمر بثلاث مراحل لكي تُنجز في شكل جملة، المرحلة الأولى: هي مرحلة تحديد المعنى العام للجملة، بمعنى كونها جملة خبرية مثبتة أو منفية أو استفهامية أو شرطية..الخ. ‏

المرحلة الثانية: هي مرحلة تحديد العلاقات بين أجزاء الفكرة، وهذه المرحلة تمثل الربط بين الكلمات، والنظام الذي يعمل بموجبه الدماغ في هذه المرحلة نظام هرمي مذهل يبدأ برأس الهرم وينتهي بالقاعدة، ورأس الهرم هو (الإسناد) والقواعد الثلاث الأخرى هي التخصيص والإضافة والتوضيح (أو ما يسمى بالاتباع) فالإسناد يربط المسند بالمسند إليه، والتخصيص يربط المفعولات كلها، والحال والتمييز، والمستثنى بالإسناد والإضافة، إما إضافة مباشرة أو إضافة بوساطة أدوات الإضافة المسماة بحروف الجر، وهي ترتبط بالإسناد أيضاً، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والتوضيح الذي يربط التوابع (الصفة، البيان) بالإسناد أيضاً بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهكذا هي شبكة العلاقات بين الكلمات كلها ترتبط بالإسناد «رأس الهرم» والنظام الهرمي كما تعلمين من أرقى النظم. ‏

المرحلة الثالثة: هي مرحلة تحديد الكلمات المناسبة واختيارها من بين الكم الهائل الموجود في دماغ الإنسان، فتخرج الفكرة بعد أن تدخل في هذا المعمل (معمل انتاج الجمل) وقد أصبحت جملة ذات معنى تام. ‏

ہ خلال عقود طويلة ماضية، برز العديد من اللغويين والنحويين، وكانت لهم دراسات لغوية رائدة، في رأيك لماذا لم يتوصل أحد قبلك إلى اكتشاف كهذا؟ 

ہہ في الحقيقة لم يكتشف أحد من قبلي هذا النظام الذي يعمل بموجبه دماغ الإنسان لإنجاز الجُمل، وهذا الموضوع له علاقة بعلم التشريح (تشريح دماغ الإنسان) وعلم النفس المعرفي، وعلم اللغة، وربما لم يخطر ببال أحدهم البحث في نظام إنتاج الجمل في اللغة. ‏

ہ ماذا أضاف هذا الاكتشاف لعلم اللغة والنحو؟ ‏

ہہ هذا الاكتشاف نتج عنه تطوير لقواعد النحو العربي، بل سيكون بلا ريب ثورة في عالم اللغة، كما كان اكتشاف الصفر في الرياضيات ثورة في عالم الرياضيات، وذلك لأنه يحقق لنا الوصول إلى قواعد للنحو العمومي (The universal Grammar) لأن النظام الذي يعمل بموجبه دماغ الإنسان لإنجاز اللغة نظام مستقر في دماغ الإنسان أياً كانت لغته. ‏

ہ هل تم تدوين هذا الاكتشاف في كتاب وحصلت على حقوق حمايته؟ ‏

ہہ لقد تمكنت بفضل الله من تأليف كتاب يعتمد على هذا الاكتشاف وعنوانه «قواعد النحو العربي في ضوء نظرية النظم»، وسجل هذا الاكتشاف باسمي في معهد التراث العلمي. ‏

ہ إن اكتشاف أية نظرية يقابلها الكثير من ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض، كيف تنظرين إلى هذه الردود، ولاسيما من قبل منظري علم اللغة؟ ‏

ہہ لقد استطعت إقامة العديد من المحاضرات والندوات في أقسام اللغات العربية والإنكليزية في مختلف جامعات بغداد، ووضحت فكرة هذا الاكتشاف ولكن وللأسف وجدت أن أقسام اللغات الأخرى قد تقبلت فكرة اكتشاف الصفر في اللغة أكثر من قسم اللغة العربية وذلك لاطلاعهم على نظريات حديثة، ولتقبلهم للأفكار المتطورة في اللغة، أما علماء اللغة العربية فوجدت منهم من يتحمس للفكرة، ومنهم من يقف منها موقف الذهول، ولكن لم يستطع أحد أن يدحض أو يُخطئ هذا الاكتشاف لأنني كنت أطالبهم بموقف مغاير ومقابل لهذا النظام الذي يعمل به الدماغ لإنجاز اللغة. ‏

ہ هل لك أن تحدثينا عن طبيعة عملك في معهد إحياء التراث العلمي العربي؟ ‏

ہہ العمل في معهد إحياء التراث على إحياء تراثنا العربي، وبناء منهج نحوي متكامل على هذا الاكتشاف لأنني، لم أبحث من هذا الموضوع من لا شيء بل تمكنت من الوصول إلى ما وصلت إليه من التراث، وعملي ينهض بالتراث وباتجاه تطويره حتى نضاهي ما وصل إليه علماء اللغة في العالم، وبناء على هذا الاكتشاف تم ترشيحي لنيل جائزة نوبل، وتمت دعوتي مؤخراً إلى جامعة كمبردج للعمل معهم على هذا الاكتشاف. ‏

ہ سررنا بوجودك في مدينة حلب، ماذا عن مشاركتك في احتفالية حلب؟ ‏

ہہ في الحقيقة لا يمكنني أن أعبر عن سعادتي في مشاركة الشعب السوري ولاسيما أبناء مدينة حلب في اختيار مدينتهم عاصمة للثقافة الإسلامية، وقدومي مع الوفد العراقي لم يأتِ من فراغ وإنما جاء من القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين السوري والعراقي، ورحلتنا من بغداد إلى حلب كانت مضنية جداً، استغرقت حوالي عشرين ساعة، توقفنا أكثر من مرة لساعات طوال بسبب قطع الأمريكان للطريق، وفي بعض الأحيان كنا نسير على الطريق الترابي الذي فيه الكثير من المخاطر التي لا توصف. ‏

ولكن مع هذا التعب، كان الأمل يحدونا في أن نصل ونشارك إخوتنا في احتفاليتهم، ونشاطرهم ويشاطرونا الأفكار والرؤى والآمال في أن يسود العدل والسلام في المنطقة. ‏

عزيزة السبيني

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...