علي عبد الله صالح يخلف الرئيس علي عبد الله صالح

21-09-2006

علي عبد الله صالح يخلف الرئيس علي عبد الله صالح

يبدو أن الديموقراطية الجديدة، التي تكرر ذكرها بكثرة مؤخراً على المنابر اليمنية، قد تصبّ في صالح الرئيس الحالي علي عبد الله صالح، مع إعلان فوزه الساحق وفقاً للنتائج الاولية للانتخابات، فيما بدأت بعض أصوات المعارضة، التي برزت في أقوى مشهد لها أوراق الاقتراع وعليها صور المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية في اليمنمنذ ثلاثة عقود من الحكم الصالحي ، تعبر عن مخاوفها من عمليات تزوير .
وبعد ساعات قليلة من بدء الفرز، أعلن رئيس اللجنة الانتخابية العليا اليمنية عبد الوهاب الشريف أن الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح حصل على 82 في المئة من أصوات الناخبين المفروزة، وفق النتائج الاولية. أضاف ان النتائج الاولية التي حصلنا عليها بعد فرز 1250 من صناديق الاقتراع هي التالية: 82 في المئة لصالح الرئيس علي عبد الله صالح و16 في المئة لفيصل بن شملان .
وتابع الشريف أن بقية مرشحي الرئاسة الثلاثة حصلوا على اثنين في المئة من الاصوات، مؤكداً أن الرئيس صالح نال مليون صوت فيما حصل بن شملان على 186 ألف صوت بعد فرز 1250 صندوق اقتراع. وأوضح ان الاحصاء الاخير لعدد المشاركين في عملية الانتخاب الرئاسية والمحلية بلغ خمسة ملايين و300 ألف ناخب وناخبة، مشيراً إلى أنه لا يزال هناك مراكز انتخابية لم يصل عدد ناخبيها بعد.
ورغم بعض التجاوزات والحوادث الفردية وحالات الاقتراع العلني المحدودة، مرّ النهار الانتخابي الذي فتح أبوابه عند الساعة الثامنة
صباحاً وأغلقها عند الثامنة مساء، مثلما كان متوقعاً ووفق ما تعهدت كل الفعاليات: لا مظاهر مسلحة في غالبية المحافظات، ولا تجاوزات سوى ما أعلن عنه في بعض الدوائر، إلى جانب إجماع دولي وعربي، وأيضا محلي متحفظ، على نجاح الاختبار الديموقراطي الجديد.
ورغم ذلك، حصد اليوم الانتخابي ثمانية قتلى خارج العاصمة، حيث لقي خمسة أشخاص حتفهم جراء قتال بين أنصار المرشحين، فيما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات سقوط ثلاثة قتلى بينهم مرشحو المؤتمر الشعبي العام في محافظة عمران، والحزب الناصري في مديرية جبل حبشي في محافظة تعز، بالاضافة إلى مدير مديرية خيران في محافظة حجة.
وافتتح اليوم الانتخابي مرشح المؤتمر الشعبي العام الحاكم الرئيس علي عبد الله صالح، الذي أدلى بصوته في المعهد الفني في صنعاء، واعتبر أن هذه الانتخابات هي بمثابة عرس حقيقي للديموقراطية اليمنية، قائلا نؤسس لمستقبل اليمن الجديد في إطار التداول السلمي للسلطة، والفائز الأول والأخير هو شعب اليمن .
بدوره، أدلى مرشح اللقاء المشترك المعارض فيصل بن شملان بصوته، في منطقة السويري في حضرموت. ورأى ان يوم 20 أيلول يعتبر من أيام اليمن التاريخية، وندعو جميع المواطنين إلى أن يتجهوا الى صناديق الاقتراع في عملية منظمة وسلمية .
وقد شهد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والمحلي مشاركة كثيفة في التصويت، حيث تجري الانتخابات الرئاسية بالموازاة مع المحلية في 333 دائرة في مختلف أرجاء اليمن. وقال أمين العاصمة يحيى الشعيبي  إنها مساهمة كبيرة تفوق نسبتها 80 في المئة من مجموع عدد الناخبين البالغ حوالى تسعة ملايين. وذكر مسؤولون أن نحو 100 ألف عنصر في أفراد قوات الأمن عملوا على تأمين العملية الانتخابية، فيما وضع 100 ألف في حالة تأهب تحسباً لأي طارئ.
وعند انتصاف اليوم الانتخابي، عقدت اللجنة العليا للانتخابات مؤتمرا صحافيا نفت فيه اعتقال شخص في شبكة القاعدة كان ينوي تفجير مركز للاقتراع. وذكرت اللجنة ان مجموع المراقبين الدوليين بلغ نحو 349 مندوباً عن الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وجمعيات أميركية ومؤسسات دولية وعربية أخرى. وأجمع بعض هؤلاء  على جدية العملية الانتخابية، مبدين إعجابهم ب التنظيم .
وعقب انتهاء عملية التصويت التي مُدّدت لساعتين في بعض المراكز بسبب الاقبال الكثيف، قال الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي سلطان البركاني ، إنه يقيّم العملية الانتخابية بشكل إيجابي، رغم بعض المخالفات من قبل اللقاء المشترك ، مضيفاً ان الاقتراع جرى في جو من الجدية والنزاهة لأنه لا يمكن القيام بعمليات تزوير كون 46 في المئة من اللجان الانتخابية تابعة للمعارضة . كما اعتبر ان الحديث عن صناديق معلبة امر وهمي ، مبديا ثقته بالفوز.
في المقابل، قال رئيس الدائرة السياسية لحزب الاصلاح المعارض محمد قحطان، ، ان حجم الخروقات المؤسف لا يليق بحزب المؤتمر ولا بصالح ، معتبرا في الوقت ذاته انه رغم كل الترهيب والاقصاء، توجه ناخبونا للاقتراع . أضاف أنه راضٍ بشكل عام عن الانتخابات. وفيما توقع الفوز، أعرب عن تخوفه من عمليات تزوير خلال الفرز، قائلا إن المؤشرات تنذر بشر .
بدروه، تخوف مدير الحملة الانتخابية لبن شملان، زيد الشامي، من التزوير خلال الفرز. وقال ان الانتخابات مرت بشكل لا بأس به رغم بعض المخالفات . كما قال مساعد مرشح اللقاء المشترك سالم بن طالب، ، إن الناس ملتزمون بالهدوء وان لا مظاهر للسلاح .
وفي السياق ذاته، قال مدير مركز الدراسات والبحوث اليمني ناصر يحيى  ان تمديد الاقتراع لساعتين ينذر بتزوير، وتصلنا معلومات عن ارسال صناديق معلبة الى بعض المراكز ، مشيرا الى خروقات كثيرة مثل اجبار الناس على الاقتراع العلني. واعتبر انه لا يمكن الحديث عن عرس ديموقراطي ، متوقعا جولة ثانية من المنافسة الرئاسية في حال لم يحدث أي تزوير .
من جهته، قال مدير مركز دراسات المستقبل فارس السقاف ، ان هذه الانتخابات جدية وحقيقية وقد توفر لها الكثير من الضمانات ، مضيفا ان حصول بعض الحوادث امر طبيعي في مجتمع مسلح . وفي حين رأى ان شعبية بن شملان تراجعت في الآونة الاخيرة في مقابل شعبية صالح، قال أصبح الجميع الآن ملتزمون بالعمل على استكمال العملية الديموقراطية.. لا يمكن العودة الى الوراء .

محمد علي حريصي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...