شباب يفلت من رقابة الأسرة ليقع في أسر المجتمع

25-09-2006

شباب يفلت من رقابة الأسرة ليقع في أسر المجتمع

الجمل: تبدو رغبة الاستقلال عند الشباب أشبه بلازمة تكرر عند كل جيل، وتتبدى في الانجذاب إلى أساليب عيش مختلفة، والتأكيد على خصوصية الحياة الشخصية، تظهر في المطالبة بالانفصال عن الأهل في السكن، وغالباً ما تؤدي إلى تخلي الأهل عن بعض المتمردين شديدي المراس.
/اخرجي من بيتي، فإذا كانت حياتنا لا تعجبك يمكنك أن تعيشي أينما شئت، أخرجي لنرى أي شارع سيتلقفك؟! / تلك الكلمات ما زالت ترن في ذاكرتي ـ تقول رانيةـ عندما طردتني والدتي من المنزل بسبب معارضتي لقراراتها التي تخص مستقبلي، لم تتوقع أمي أن كلامها الغاضب ذلك وضعني أمام خيار صعب، إما العيش وحيدة وأنا لا أملك من المال ما يضمن لي عيش بمستوى اقل من عادي، أو أن أخضع لشروط الحياة معها.
ظاهرة الاستقلال في الأجيال السابقة تبدو أوضح ما يكون في الرغبة لدى الشبان في الانفصال عن ذويهم لدى الزواج وإرادتهم بناء حياة زوجية بمعزل عن الأهل. نجد اليوم أن الأجيال الشابة لم تعد ترغب بالاستقلال لعامل الزواج فقط، بل أضافت إليه أسباباً أخرى تبدو غير جوهرية للأهل، كأنما هناك خللاً أصاب الأسرة السورية، فالبواعث باتت متعددة بين الشبان والفتيات أيضاً، من الشعور الحاد بالأسر والتوق للحرية، والانطلاق بعيداً عن الأجواء الأسرية الضيقة، والرغبة في علاقات بسيطة تختلف عن النظام العائلي المعقد بالقرابات والحساسيات والخلافات القديمة، عدا الكبت الناجم عن تعدد المحرمات والضيق من الممنوعات، كذلك الرغبة الجارفة في التجربة، تجربة كل جديد.
زيد لطف اختار الاستقلال، لعدم قدرته على العيش المشترك مع الأهل بعد فترة طويلة عاشها بعيداً عنهم حيث يروي زياد تجربته: كان لطبيعة عمل والدي خارج البلد دور في استقلالي المبكر عن العائلة ومنذ كان عمري 16 سنة كنت مستقلاً في بيتنا المجاور لبيت جدي، عندما عادت العائلة لتسكن دمشق لم يعد بإمكاني مشاركتهم المنزل مع أنني أمضيت معهم أربع سنوات عانيت خلالها من ضغوط نفسية كثيرة، حيث تغير نمط عيشي تماماً، مثلاً كان هناك من يرتب غرفتي بشكل يومي وحسب ما يراه ملائماً مما يتسبب بضياع أشيائي، إلى جانب أمور أخرى كثيرة مثل عدم إمكانية تلقي المكالمات في أي وقت، أو استقبال الأصدقاء والسهر معهم دون تحفظ  بسبب وجود آخرين في البيت. اليوم ورغم الحرية الكبيرة التي أتمتع بها في منزلي الخاص اشعر بالوحشة، وهذا جعلني اختار صديق يسكن معي  بأقل قدر ممكن من ضرائب الشراكة المعيشية.
النظام الأسري المديني والريفي السوري يخول الوالدين حق التدخل في أدق التفاصيل اليومية للأبناء ويطالبهم على الدوام تبرير تصرفاتهم وعلاقاتهم الرفاقية والعاطفية مما يخلق أعباء إضافية تبدو بلا معنى، لجيل من الشباب صارت له رؤيته الخاصة للحياة المختلفة عن رؤية الآباء، إن الشباب أنفسهم يعترفون بأنه ثمة تصرفات كثيرة يقومون بها لا يحكمها سوى العبث واللامبالاة دافعها الفضول والتجربة .

نهى تقول أكثر ما كان يزعجني في البيت تدخل أمي في حياتي الشخصية، والسؤال عن مصدر أي شيء يخصني. إحدى المرات أهداني زميل بالعمل سبحته  فقط لأنني أعجبت بها، ولم تكن تربطني بذلك الشخص أي علاقة، وعندما وجدتها أمي بين أشيائي أثارت عاصفة من الأسئلة والظنون وصلت حد الشتائم، وبعد أن وجدت عملاً في دمشق استأجرت في الدويلعة مع زميلة، وضعي اليوم مريح فقد صرت أكثر عناية بغرفتي، التي تعكس شخصيتي وذوقي الخاص كما أنني أتعامل مع أشيائي بحرية ودون خوف من أن يراها أحد أو يسألني عن كل صغيرة وكبيرة .
هناك من الشباب من تحدث عن الرغبة بالعيش المستقل على الرغم مما يتطلبه ذلك من استقلال اقتصادي وأعباء مادية . معتز تحدث، عن الثمن الباهظ الذي تكبده في سبيل أن يستقل عن أهله فيقول: صممت على البحث عن عمل في وقت مبكر مما جعلني أؤجل دراستي الجامعية ومن ثم أقوم بخدمة العلم وبعدها عدت للدراسة وهكذا كان على أن أدفع عشر سنوات من عمري لا تخلص من فضل أهلي علي ولأنشأ نفسي بنفسي، ورغم الحرية التي أعيشها أشعر أنني لم احصد شيئاً آخر سواها، فلا بيت ولا عمل جيد، فقط  غرفة سيئة خالية من الشروط الصحية، وسرير متواضع وأحلام كثيرة .
 لعل مشروع الزواج المؤجل عند غالبية الشباب يضعهم في مواجهة مشكلة معقدة في مجتمع لا يبيح العلاقات العاطفية والجنسية خارج رابط الزواج والذي هو غير متاح بسهولة فيتساءل منير هل من الواجب علي أن لا أقيم علاقة عاطفية أنا بأمس الحاجة إليها، وان لا أمارس الجنس مع فتاة أحبها، لأنني مضطر للعيش مع أسرتي؟ يتابع منير لدى أول فرصة وفرت لي دخلاً معقولاً  تركت منزل أهلي  واستأجرت في منطقة شعبية غرفة متواضعة ورغم ظروفها المعيشية غير اللائقة والمتدنية قياساً إلى البيت الذي تربيت فيه ، اشعر بالارتياح لأن الغرفة التي أعيش فيها هي لي وبإمكاني أن استقبل فيها من أشاء حتى صديقتي بوسعها الإقامة عندي دون أي مشكلة بعيداً عن وطأة أهلنا ومعارفنا. 
النزعة نحو الاستقلال بعيداً عن الروابط الاجتماعية التقليدية تكاد تمثل ظاهرة حتى لدى الفتيات، تقول راما: هناك تقليد عام في مجتمعنا لا يسمح للفتاة بالاستقلال عن أسرتها إلا عن طريق الزواج، لكن الظرف الاقتصادي الذي يؤخر الزواج، يجعل   حلم استقلال الفتاة عن عائلتها حلماً صعب المنال، إلا انه يبقى هو الحلم والطموح الأقوى من الرغبة بالاستقرار في بيت الزوجية المتروك لمصادفات  الحظ والقسمة والنصيب !!
كما يؤدي تدني مستوى دخل الفرد وحالة البطالة التي يعاني منها الشباب في المجتمع السوري إلى مشاركة اكثر من أسرة في العيش تحت سقف واحد، يلاحظ انه تحت وطأة هذا العامل ازدادت الهجرة الداخلية إلى مراكز العمل المتوزعة في المدن الرئيسية كحلب وحمص وحماه ودمشق، بحثاً عن فرص عمل، كما لم تعد تلك الهجرات مقتصرة على الشباب الذكور بل هي بنسب اكبر بين الفتيات، فهناك أعداداً كبيرة من العاملات الشابات في قطاعات التعليم والصحة والصناعة، وذلك ما افرز ظاهرة الشباب المستقلين عن أسرهم القاطنون في الأحياء الجديدة. رنيم موظفة إدارية في إحدى الوزارات اضطررت للعيش مستقلة بسبب ظروف العمل وهي تشارك مجموعة من البنات السكن في شقة لأسباب اقتصادية وأخرى اجتماعية، تقول :عندما جربت الحياة المستقلة صار من غير الممكن العودة إلى حياتي السابقة، فالعيش ضمن كنف العائلة عبئ ثقيل، رغم عدم وجود مشاكل حقيقية في علاقتي مع أسرتي، لأن العرف الاجتماعي يملي عليهم قبل أن يملي علي نوع من العلاقة غالباً ما يحجز حريتي الشخصية ويتحرز على تصرفاتي، لا أفكر بالعودة مطلقاً إلى بلدتي حتى لو وجدت عملاً هناك إذ لا قيمة للحياة والعمل بدون حرية.
خالد يقول : معظم أصدقائي يعيشون بعيداً عن أسرهم، اغلبهم من محافظات أخرى و منهم من استقر نهائياً بالعاصمة  بعد انتهاء أسباب الابتعاد عن الأهل كالدراسة وخدمة العلم، حيث تغريهم فسحة الحياة المستقلة والحرية التي يتمتعون بها على الرغم من الظروف السكنية غير الملائمة في اكثر الأحيان بسبب ارتفاع أجور الغرف.
في دمشق تبرز ظاهرة الشباب المستقلون عن اسرهم بشكل لافت اكثر من المدن الأخرى لخصوصيتها كعاصمة، وتوسع أحيائها الجديدة التي تستوعب الأعداد الهائلة من الشباب الوافدين إليها ليس فقط بقصد العمل، وإنما للتحصيل العلمي، أو لأداء خدمة العلم الإلزامية. لكن كيف يتعامل المجتمع مع هؤلاء الطارئين الجدد؟.
أم خلدون صاحبة بيت للإيجار تقول : لا أقبل  في بيتي شباناً ذكوراً أياً كانت ظروفهم، أؤجر فقط فتيات، واشترط التعرف على ذويهن قبل أن أسلمهن البيت، خلال خبرتي الطويلة في الحياة صرت اعرف من النظرة الأولى نوعية الفتاة فهي إما من عائلة شرشوحة أو محترمة.  ذات مرة جاءتني فتاة ادّعت أنها طالبة جامعية، مصطحبة شخصاً قالت انه والدها، تبين لي فيما بعد أنها ليست طالبة، وذلك الرجل صديقها، لم أواجهها بالحقيقة بداعي الستر وقدرت أنها تحبه وظروفها لا تسمح بزواجهما، لكن فيما بعد انفصلت عن ذلك الرجل وصارت تحركاتها مشبوهة وأغلب زوارها من الرجال، كما وصلتني معلومات عنها تقول بأن أهلها من سكان المدينة ذاتها مما جعل الجيران يتغامزون عليها وعلى بيتي، بادرت إلى تحذيرها عدة مرات وبعدها طردتها. منذ تلك الحادثة أصبحت أطالب بأوراق ثبوتية لكل مستأجرة مهما بدت لي أنها طيبة.
ربما تعامل الجوار مع تلك الظواهر يختلف بين حي وآخر فما زالت الأحياء القديمة المحافظة مثل الميدان والشاغور لا تتقبل سكن الغرباء فيها حتى في حال أقام  شاب أو شابة في هذه الأحياء فهما موضع رقابة مشددة، وحتى في الأحياء الدمشقية الأكثر انفتاحاً مثل باب توما والقصاع والعباسيين التي تستقبل الكثير من الطلبة الشباب فثمة شروط للسكن فيها أهمها احترام عادات وتقاليد الحي، وهذه الشروط تخف وطأتها في أحياء أخرى ناجمة عن التوسع العشوائي والتي معظم قاطنيها من الغرباء عن المدينة مثل المزة 86 أو مزة جبل وكذلك السومرية والدويلعة، وفي الضواحي القريبة جداً من المدينة مثل قطنا وصحنايا وقدسيا ، وفي تلك الأحياء تبدو مظاهر الانفتاح  جلية في مجتمع هجين كونته الأنماط الدخيلة للحياة الراهنة، وهي مظاهر تكاد تكون مألوفة في دمشق مع مرور الزمن فمن يعرف المدينة في الثمانينات يلحظ الفرق الكبير في شوارعها اليوم بعد مرور عقدين من الزمن مع أن ذلك لا يعني ان تبدلاً جذرياً قد طرأ على التقاليد الاجتماعية.عفاف تحكي أن ظروفاً قاسية فرضت عليها العيش في بيت مستقل وهو فقدانها الأهل ومع أن عفاف كانت تحلم بيوم يكون لها منزلها الخاص وحياتها التي تعيشها بحرية تقول صار لي خمس سنوات أعيش وحيدة في حي القصاع، وهي حياة صعبة في مجتمع لا يرحم، ففي حين كنت أتضايق من رقابة الأب والأم أجد نفسي اليوم مراقبة من مجتمع بأكمله وما تلك الرقابة الأسرية التي كانت تخنقي سوى رقابة ضئيلة بالقياس إلى نظرات الجوار السليطة المسلطة علي.
 بشرى متزوجة تبدو تجربتها مختلفة إذ اختارت مواجهة المجتمع مهما كان الثمن، وبسبب ظروف أدت لغياب زوجها لم تقبل بالعودة إلى بيت الأهل، متجاوزة كل الضغوط الاجتماعية التي تمنع ذلك. تقول بشرى: العودة إلى بيت العائلة بعد الزواج مشكلة كبيرة وقد حاولت ذلك لكنني اصطدمت مع أمي التي تريد التحكم بحياتي، لم انج من المجتمع الذي لا حقني بالشك وكان الحل أن أشارك قريبة زوجي في السكن، مهما كانت ضريبة استقلال عن الأهل في مجتمعنا تبقى ثمناً بخساً للحرية الحياتية التي لا تسمح بها العائلة. بينما يؤكد سمير حسن من خلال تجربته أن المجتمع يتقبل أي شخص يحترم نفسه ولا يؤذي أحداً ويمكن أن يرتبط الجيران مع الساكن الجديد بعلاقات مودة تشكل بالنسبة له عنصر حماية بل ورعاية له، ويضيف سمير عندما كانت تأتي صديقتي ولا تجدني في البيت كانوا جيراني يستقبلونها لتنتظرني عندهم مع علمهم بأن لا رابط شرعي بيننا.
عمار يعرض تجربته من زاوية مختلفة نوعاًَ ما فيقول: الظرف الاجتماعي لا يسمح للفتاة العيش بمفردها، وهو ما يقود إلى التحايل على المجتمع بطرق مختلفة منها ما قمت به مع مجموعة من الأصدقاء حيث تقاسمنا أجر شقة جيدة في مشروع دمر، لكل واحد منا غرفته وحياته الخاصة، واشترطنا ألا يتدخل أحد بشؤون الآخر، بالطبع لكل واحد منا صديقته التي تزوره بشكل دائم وأحياناً تقيم في غرفته لعدة أيام وكأنها مستأجرة حيث ترتب الغرفة وفق مزاجها، وخصوصيتها التي تفتقدها في بيت أسرتها، وإحداهن مثلاً كانت تساهم في دفع الإيجار وبعض المصروفات كالكهرباء والماء والهاتف. مع الحرص ألا نعلن ذلك أمام صاحب البيت، أو أي شخص من معارف أسرتها، هذا لا يعني أن المؤجر لا يعلم بما يجري في منزله لكنه لا يهتم إلا بالحصول على الإيجار في أول الشهر.لكن ماذا عن الجيران ؟ يتابع عمار: في البداية لم نسلم من نظراتهم المرتابة، ومع مرور الزمن تعودوا على وجودنا، خاصة وأن وجوهنا لا تتغير كما أننا لا نزعجهم بأي تصرف مسيء، ومنهم من أقام معنا علاقات طيبة وكذلك مع صديقاتنا.
ليس الشبان هم اللذين يعانون فقط وإنما الآباء أيضا ألا نستطيع القول بأن تعدد المفاهيم قد أساء للأسرة السورية ؟! فبينما ينطلق الشبان من تلك الرغبة القوية بتأكيد الذات، نجد بالمقابل أن إرادة الآباء في الحفاظ على تماسك الأسرة في مجتمع بات من العسير إن لم يكن من المستحيل أن يستطيع الشاب وحده الصمود أمام ضغوطه الاجتماعية والمعيشية والأخلاقية السائبة، والتنافس والطموح والوصول بأي ثمن. السيدة شذا مدرسة في الجامعة تقول: كنت أحاول دوماً أن أكون صديقة لابني الشاب لأحافظ عليه تحت ناظري، ولم تخلو علاقتنا من اصطدامات كنت مضطرة فيها للتنازل أمامه في سبيل الحفاظ على التواصل بيننا، وكما يبدو لي أن مفاهيم كثيرة لديه تبدو مختلفة عن مفاهيمنا كأهل، في إحدى المرات عدت إلى المنزل في غير موعدي وجدته مع صديقته في غرفة نومه فلم اجرؤ على إعلامهم بوجودي رغم حقي بذلك وفضلت الانسحاب بهدوء تجنباً لموقف محرج جداً تقبل الأمر صعباً جداً وكذلك مواجهته ورفضه. بعد ذلك شجعت فكرة انفصاله عن الأسرة، مما جعله ينفلت من أي رابط اسري، فاتهمني زوجي بإفساد ابننا، عندها استسلمت وتركت الأب يتولى إعادة ابني إلى المنزل ريثما يتمم تعليمه الجامعي.
من المؤكد ان رغبة الاستقلال عند الشباب تصدر عن الشعور بالأسر والكبت الناجم عن النظام الأسروي المعقد في مجتمعاتنا، والرغبة التي كانت لدى الأجيال السابقة حلماً يصعب تحقيقه بات اليوم وكأنه حقاً لا بد من انتزاعه، لكن ألا يتعرض الشاب لانتهاكات فعلية لمثله ومبادئه وأخلاقياته التي هي مثل ومبادئ وأخلاقيات الأسرة في سبيل حريات طائشة وفالتة يدفع الشاب ثمنها، وأحياناً لا يطول الأمر عندما يعود الولد الضال طائعاً إلى منزل الأسرة؟! ورغم كل ما يقال عن قيم الأسرة فلا ينبغي على الإطلاق الحفاظ على تماسكها تحت مزاعم ومظاهر زائفة .

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...