بسبب السياسة: انقسام مشيخة العقل الدرزية

25-09-2006

بسبب السياسة: انقسام مشيخة العقل الدرزية

خاضت الطائفة الدرزية في لبنان امس، بعد سنوات من الانتظار، انتخابات مجلس مذهبي، بموجب قانون جديد لتنظيم مشيخة العقل والاوقاف الدرزية. ولم تأت هذه الخطوة لتضع حداً للتجاذبات الحادة بين فريقي النائب وليد جنبلاط عراب القانون والنائب السابق طلال ارسلان، بل لتظهّر الصراعات بينهما بشكلها النافر.
وفيما كان الناخبون الدروز اللبنانيون يتوجهون امس، الى اقلام الاقتراع لانتخاب اعضاء المجلس المذهبي، الذي سينتخب بدوره شيخ عقل في مهلة شهر، كان ارسلان يعلن في اطار مهرجان في خلدة، ابو فيصل نصر الدين الغريب شيخ عقل آخر، بحضور كبار مشايخ البياضة، علماً ان قائمقام الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث اعلن تعليق مهامه في بيان اصدره امس الاول.
هذه الازدواجية في منصب شيخ العقل، كان حذّر منها ارسلان والشيخ غيث، مع وضع مشروع قانون المجلس المذهبي. الا ان اعتراضات هذا الفريق لم تثن القيمين على المشروع من تمريره ليصبح قانوناً نافذاً.
وللقانون الجديد قصة طويلة بدأت مع اقراره في مجلس النواب لمرتين، بعد رده في المرة الاولى من قبل رئيس الجمهورية اميل لحود.
وبعد مضي شهر على اعادة اقراره، لم يوقع خلاله الرئيس لحود عليه، نشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 12/6/.2006
وفي حين كان القانون يلزم الشيخ غيث بالدعوة الى انتخاب مجلس مذهبي خلال شهر، تقدم الاخير بالتنسيق مع ارسلان بطعن لابطاله في المجلس الدستوري، من منطلق قناعتهما بان جنبلاط استغل نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة ليستفرد بقانون احادي يهدد اوضاع الطائفة واوقافها.
وبما ان المجلس الدستوري معطل، فقد جمد الطعن في الادراج. وبعد انقضاء المهلة القانونية، احيل الامر الى رئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا القاضي نهاد حريز، ليوجه بنفسه الدعوة في 2/8/2006 لانتخاب مجلس مذهبي.
وتعتبر تسمية شيخي عقل للطائفة الدرزية اليوم بمثابة عودة الى الوراء، وتحديداً خلال الستينيات، اذ صدر قرار بتوحيد مشيخة العقل في العام 1970 بناء على اتفاق بين الراحلين كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان، على ان يتناوب على المنصب شيخ جنبلاطي وآخر يزبكي.
اما اليوم وقد عادت هذه الصيغة القديمة، فيطرح سؤال حول مصير هذه الطائفة واوضاعها واوقافها ومن سيدير المجلس المذهبي؟ اي من القرارات الصادرة عن شيخي العقل ستكون نافذة؟
وفي وقائع الانتخابات، يبلغ عدد الناخبين الاجمالي حوالى 10600 ناخب، في مراكز عدة في بيروت والمناطق.
ويتوزع الناخبون في بيروت على حملة اجازات (600) ودكتوراه (287)، خبراء محاسبة (60)، صيادلة (123)، اطباء اسنان (196)، اطباء (505)، محامين (245) ومهندسين (1663).
كما يتألف الناخبون في المناطق من رؤساء بلديات واعضاء مجالس بلدية (916)، مخاتير واعضاء اختياريين (314)، مسؤولي خلوات ومجالس دينية (265).
والجدير ذكره ان الانتخابات استثنت الاقتراع في ثلاث قطاعات لفوز مرشحيها بالتزكية. وهم عمر غنام عن الصيادلة، نديم ابو الحسن عن اطباء الاسنان، وكل من غسان عياش، رياض شديد وعادل طربيه عن اساتذة الجامعات.
كما تم التوصل الى اتفاق على مرشحي الهيئة الدينية داخل المجلس، ليفوز بالتزكية 16 من اصل 30 شخصاً كانوا قد ترشحوا في هذا المجال، وذلك بناء على تنسيق بين المرشحين واعضاء اللجنة المشرفة على الانتخابات، وبرعاية رئيس الهيئة الروحية الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين.
اما الفائزون فهم: في الشوف علي زين الدين ومحمد حلاوي وحسان بو ضرغم ومحمد ابو شقرا. في عاليه محسن الجردي وسامي ابي المنى والدكتور نايف ملاعب وهادي العريضي. في بعبدا هزاع الغزال وعماد فرج. في راشيا يوسف ابراهيم واسعد سرحال. في حاصبيا سليمان شجاع وسعيد بو حمدان، وفي بيروت والمناطق سامي عبد الخالق وبيان سليم.
والى جانب الاعضاء المنتخبين في المجلس المذهبي، والذين يقدرعددهم ب68 عضواً، يضم المجلس اعضاء دائمين وهم: شيخ العقل المنتخب، الوزراء والنواب الحاليون والسابقون، قضاة المذهب الدرزي الحاليون والسابقون، والعضوان الدرزيان في المجلس الدستوري ومجلس القضاء الاعلى.
استمر انسحاب عدد من المرشحين لعضوية المهن الحرة في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز حتى الساعات الاخيرة قبل بدء الانتخابات، ولكن من دون ان يؤثر ذلك على حماوة عملية الاقتراع في بيروت.
مدرسة رمل الظريف الرسمية هي المركز الانتخابي الوحيد في بيروت. شهدت امس، حركة لافتة في الطابقين الاول والثاني، حيث توزعت اقلام الاقتراع، ولا سيما قرابة الظهيرة. علماً ان فترة التصويت امتدت منذ الثامنة صباحاً ولغاية الخامسة بعد الظهر.
مندوبو المرشحين يصطادون الناخبين على مدخل المبنى، ويتغلغلون بكثافة امام ابواب الاقلام. لم تقتصر الاوراق التي يباغتونك بها على اسماء مرشحيهم، بل تُرفق بسير ذاتية عنهم وعن برامجهم.
قطاع حملة الاجازات الجامعية هو من اكثر القطاعات التي شهدت تنافساً انتخابياً. عدد المرشحين استقر على 15 مرشحاً يتنافسون على ثلاثة مقاعد.
ويجمع عدد من الناخبين ان المنافسة تبلغ اشدها على مستوى المرشحين عباس الحلبي وحليفه سعد العنداري، والمرشح سامر ابو مجاهد.
عدد اقلام الاقتراع في هذا القطاع فاق عدد الاقلام الاخرى. في البدء وقف الناخبون ينتظرون دورهم امام مداخل اربع اقلام، ولتخفيف الضغط استحدث قلمان آخران بعيد الظهر.
اما عدد ناخبي اعضاء المجلس من المجازين الجامعيين فلم يتم حصره. لا لوائح شطب في هذا المجال. تتفاوت الارقام بين 4آلاف وستة آلاف ناخب.
يقول المرشح حسن البعيني ان هناك حوالى خمسة آلاف ناخب بموجب جدول تم اعداده من دون ان يكتمل، مشيراً الى ان هناك متعددي الاختصاصات، اي حملة شهادات دكتوراه ومحاماة على سبيل المثال، ولكن لا يحق لهم الاقتراع الا في قطاع واحد فقط.
في المقابل، شهدت اقلام الاقتراع المخصصة للمحامين والمهندسين والاطباء وخبراء المحاسبة، حركة بطيئة بعض الشيء، ومتفاوتة في ما بينها على امتداد النهار. علماً انه فاز بالتزكية كل من عمر غنام عن الصيدلة، والدكتور نديم ابو الحسن عن طب الاسنان، وكمال طربيه، غسان عياش، ورياض شديد عن حملة الاجازات الجامعية.
وشهد اليوم الانتخابي الطويل زيارة كل من النواب مروان حمادة واكرم شهيب، ووائل ابو فاعور لاقلام الاقتراع للادلاء باصواتهم.
وسُجلت مقاطعة مناصري الحزب الديموقراطي اللبناني ، الحزب السوري القومي الاجتماعي ، و تيار التوحيد اللبناني .
اللافت هو المشاركة النسائية للمرة الاولى في انتخابات المجلس المذهبي، مع وجود عدد من المرشحات مثل: غادة جنبلاط وندى تلحوق عن المحامين، وندا ذبيان، امل رسامني وسهير ابو زكي عن المجازين الجامعيين.
لم تشكل السيرة الذاتية لابو زكي، بطاقة تعريفية كافية عن المرشحة. بعض الناخبين فضّلوا التحدث اليها عن كثب قبل وضع اوراقهم داخل صندوق الاقتراع.
تصف ابو زكي قانون المجلس المذهبي الجديد بانه منصف للمرأة ، والمجلس النيابي هو ممثل الشعب وهو الذي منحنا هذا القانون، واي شيخ عقل آخر يعين خارج هذا القانون هو غير شرعي .
وتعزو سبب الشرذمة في الطائفة الى عدم تطور البعض مع القوانين. لا نسمح لاحد ان يعين احد بالنيابة عنا، تقول، يجب ان يكون المجلس منتخباً من الشعب الذي يمثله .
خصص قلما اقتراع لانتخاب ثلاث اطباء في عضوية المجلس المذهبي من اصل سبعة مرشحين. بلغ عدد الناخبين في الاول قرابة الواحدة بعد الظهر، 75 ناخباً من اصل 290 ناخباً. بحسب رئيس القلم محمد شهيب.
وشدد المرشح الدكتور وليد غزيري على اهمية العملية الديموقراطية، ويأمل بوحدة الصف الدرزي، معتبراً ان تسمية شيخ عقل ثان امر غير قانوني، واذا كان لهم مآخذ على القانون، فليس هناك شيئاً كاملاً على الاطلاق . وتوقع ان يصل عدد الناخبين الاطباء الى مئتين من اصل حوالى ,500 مبرراً نسبة المشاركة بان عدد من الاطباء لم يدفع اشتراكاته السنوية، وعدد آخر خارج البلاد .
يتنافس عشرة مهندسين على ثلاثة مقاعد. من المفترض حسم المعركة على ايدي 1663 ناخباً. الا ان الاقبال هنا كان ضعيفاً، لم يتعد عدد الناخبين المئة مهندس من اصل 921 ناخباً في احد القلمين المخصصين لتسمية المهندسين.
وانسحبت وتيرة الاقبال ذاتها على القلم المخصص لانتخاب عضوي خبراء المحاسبة من اصل 8 مرشحين، وثلاثة محامين من اصل 11 مرشحاً.
تحت عنوان: قلم ممثلي بيروت وباقي المناطق توافد اغلبية الناخبين لانتخاب عضوين من اصل 8 مرشحين. قرابة الظهر وصل عددهم الى 33 ناخباً من اصل 41 ناخباً. ويشرح رئيس القلم سامر ذبيان ان بعض القرى الدرزية المتواجدة بشكل متفرق ضمن اقضية معينة، تم نسبها الى محافظة بيروت، مثل: زرعون، وابل السقي في مرجعيون، وعرّيبي في جزين والمريجات...
وتؤكد الناخبة المحامية سنا جوهري على اهمية ان نعطي رأينا في انتخاب شيخ عقل ملائم، يفترض ان يكون مثقفاً ويتحدث لغات اجنبية، وليس جاهلا .
واستغرب الناخب الدكتور زياد ابي عقل كيف ان لبنان دولة القانون والمؤسسات ولا تُحترم القوانين الصادرة عنها . ويأسف لعودة الطائفة الى شيخي عقل، معتبراً ان محاولات شق الصفوف تقوم بها جهات خارجية. 
وفي  الشوف: كانت منطقة الشوف امس، على موعد مع اليوم المنتظر منذ العام ,1966 تاريخ آخر انتخاب للمجلس المذهبي الدرزي.
...ثانوية بعقلين الرسمية سارت على خطى بقيّة المراكز الانتخابية الدرزية المنتشرة في راشيا، حاصبيا، المتن، عاليه وبيروت. احتضنت قلم الاقتراع المخصص لانتخاب ممثلي المنطقة. عناصر قوى الامن الداخلي والجيش بلباسهم المعروف انتشروا في كل مكان لتامين الاجواء الامنية الملائمة.
رئيس القلم ناجي كرباج احيط بكاتب اضافة الى ممثلين عن الناخبين، حيث عين كل مرشح مندوبين ثابتين ومتجولين، عملوا لايصاله الى المجلس المذهبي، وقد شارك اكثر من ثمانين في المئة من الهيئة الناخبة المؤلفة من اكثر من 370 ناخباً لايصال ثمانية مرشحين من 16 (بعد ان انسحب 7 مرشحين من اصل 23).
الكل بدا متحمساً للمشاركة، من رؤساء بلديات ومخاتير، الى المجالس البلدية والاختيارية ما عكس النسبة المرتفعة للاقبال. كل شيء كان طبيعياً، لكن مفاجأة ظهرت بالنسبة لبعض المرشحين حيث ان لائحة كانت قد شكلت من دون علم الجميع بها، وقد ضمّت: بهيج ابو حمزة، خالد العماد، وهيب فياض، عصام ابو زكي، نصير عامر، بدري تقي الدين، سعيد ابو ذياب، ونعيم الزعر، ما دفع البعض الى استغراب هذه المسألة في حين راى آخرون فيها وسيلة ديموقراطية حقّة، لكن كل شيء سار تحت جناح الديموقراطية فلم تكن هناك ضغوط او اية وسيلة غير ديموقراطية، خصوصا ان النائب وليد جنبلاط كان قد اعطى تعليماته لمحازبيه بعدم التدخلا بأي شكل من الاشكال لايصال هذا المرشح او ذاك، علما ان هناك قطاعات اخرى كرجال الدين مثلا قد فازت بالتزكية في الشوف بمباركة المرجعية الروحية الدينية العليا.
...صناديق الاقتراع التي فتحت عند الثامنة صباحاً اقفلت عند الخامسة بعد الظهر، فتلتها عملية الفرز الأولية للأصوات في قلم الاقتراع باستخدام الكاميرا والشاشة، قبل ان توضع النتيجة في ظرف مقفل بالشمع الأحمر نقله رئيس القلم والكاتب بمرافقة القوى الأمنية الى اللجنة المشرفة في مقر رابطة العمل الاجتماعي في فردان تمهيداً لإعلان النتيجة النهائية. 
وفي عاليه والمتن الاعلى: انطلقت الانخابات عند الثامنة صباحا. جاءت الانتخابات في اجواء هادئة، لم تشهد تشنجات او اشكالات، وهي ترافقت مع اجراءات امنية مشددة اتخذتها عناصر قوى الامن الداخلي معززة بحضور كبير لعناصر الجيش اللبناني، في مراكز الاقتراع وعلى الطرقات العامة والساحات في القرى، كتدبير احترازي.
ففي المتن الاعلى، تمت تزكية مرشحين عن المقعدين المخصصين لرجال الدين هما، الشيخ عماد فرج والشيخ هزاع غزال، فيما انحصر التنافس بين لائحة المتن الاعلى المكتملة وتضم كلا من سامر صالحة، العميد المتقاعد رياض الاعور، الشيخ كميل سري الدين، المقدم كامل رشيد مزهر وعمر فارس حاطوم، وبين مرشحين منفردين هما الدكتور عصام ابو الحسن وفوزي ابو نصار، وتشكلت الهيئة الناخبة من رؤساء واعضاء المجالس البلدية والمخاتير واعضاء المجالس الاختيارية، وبلغ عددهم في قضاء بعبدا 178 ناخباً.
وفي قضاء عاليه، كانت الاجواء الانتخابية ناشطة اكثر، حيث كان التنافس بين لائحة تضم ثمانية مرشحين هم وجدي مراد (رئيس بلدية عاليه)، فؤاد الريس، حكمت الاحمدية، منير حمزة، فاروق الجردي، ربيع غريزي، عصمت صعب والوزير السابق عادل حمية، واللائحة الاخرى نواة لائحة مشكلة من ثلاثة مرشحين منفردين هم رياض اللحام، حسين ابو غانم ويوسف السوقي.
وعن المشايخ في قضاء عاليه، تمت تزكية اربعة مرشحين بعد انسحاب مرشحين منافسين، وهم: محسن الجردي، الدكتور نايف ملاعب، هادي العريضي، سامي ابي المنى. 
وفي راشيا: لم تتمكن بعض المرجعيات السياسية في طائفة الموحدين الدروز، التي عارضت قانون المجلس المذهبي الدرزي الذي اقره مؤخرا مجلس النواب، والتي دعت الى مقاطعة العملية الإنتخابية، من تسويق آرائها وتثمير مواقفها في صفوف الكثيرين من محازبيها وأنصارها، لجهة إقناعهم بهذه الفرضية، على الرغم من حركة الإتصالات السريعة التي شهدتها الساحة الريشانية خلال الساعات الأخيرة مع العديد من رؤساء المجالس البلدية وأعضائها، والمخاتير والهيئات الإختيارية، فضلا عن جس النبض الذي طال المئات من حملة الإجازات، الى جانب إستطلاعات رأي القطاعات المهنية.
وتدل الوقائع الميدانية لليوم الإنتخابي، أن بلدية عيحا المحسوبة على النائب السابق فيصل الداود، رفضت التجاوب مع دعوته لمقاطعة الإنتخابات على الرغم من الممانعة التي أبداها الداود أمام أنصاره من أعضاء المجلس البلدي، الذين أصروا على ممارسة حقهم ترشحاً، تمثل برفض رئيس البلدية الدكتور أسد شرف الدين الإنسحاب، وإنتخابا عن طريق الإقتراع، في حين قاطع المجلس البلدي في بلدة حلوى مسقط رأس النائب السابق الداود الإنتخابات، هذا المجلس الذي يرأسه كمال الطويل، الى جانب المقاطعة التي برزت من قبل بعض اعضاء المجالس البلدية والهيئات الإختيارية المنتمين الى الحزب السوري القومي الإجتماعي، ولا سيما رئيس بلدية عين عطا خالد ريدان (قومي) والأعضاء القوميين في المجلس البلدي.
بالمقابل فإن الحزب التقدمي الإشتراكي، لم يستطع فرض التوصية التي وجهها الى محازبيه بعدم الترشح، وإفساح المجال امام المناصرين والمستقلين، بعدما رفض بعض المرشحين الإشتراكيين الإنسحاب من المعركة الإنتخابية على الرغم من إصرار الحزب على تنفيذ هذه التوصية، وحث المعنيين على التجاوب معها، بحيث إقتصر التجاوب بالإنسحاب على المرشح الحزبي معين داوود حمدان من عين عطا ، في حين تابع المرشحان الحزبيان الآخران سليم زاكي ، وشمس الدين ناجي من راشيا معركتهم الإنتخابية.
وكان تنافس على المقاعد الخمسة التي ينص عليها القانون لمنطقة راشيا بين سبعة مرشحين هم: الدكتور أسد شرف الدين (وهو كادر من كوادر الحزب السوري القومي الإجتماعي)، الدكتور منير حجاز (مستقل) إنما هو ينتمي الى عائلة معروفة بانتمائها الى الحزب القومي وولائها للنائب السابق فيصل الداود، الدكتور سامي أبو لطيف (من مناصري الحزب التقدمي الإشتراكي)، المحامي معزّة جمال (من مناصري الحزب التقدمي الإشتراكي)، شمس الدين ناجي (ينتمي الى الحزب التقدمي وهو قائد قدامى الكشفيين في الحزب)، سليم زاكي (ينتمي الى الحزب التقدمي الإشتراكي)، المهندس أمين شديد (من مناصري الحزب الإشتراكي).
يبلغ عدد رؤساء المجالس البلدية وأعضائها، الذين وردت اسماؤهم على لوائح الشطب الصادرة عن وزارة الداخلية 128 عضوا، إنما الذين يحق لهم الإنتخاب 122 عضوا، نظرا لكون الأعضاء الستة الباقون هم مستقيلون قانونيا من عضوية مجالس البلديات التي ينتمون لها، بينما يبلغ عدد المخاتير وأعضاء الهيئات الإختيارية الذين يحق لهم الإنتخاب 43 عضوا، بحيث يصبح المجموع العام للذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم 165 عضوا.
أما بالنسبة للهيئة الدينية، فتتمثل منطقة راشيا بشيخين وفقا للقانون، حيث فازا بالتزكية وهما الشيخ أبو ربيع أسعد سرحال، والشيخ يوسف أبو إبراهيم، بعدما توصلت المساعي التي قادها كبارمشايخ المنطقة الى إنسحاب الشيخ يونس محمود، والشيخ أمين ابو درهمين.
وفي حاصبيا: لم تنجح في آخر لحظة المساعي الوفاقية لتمرير لائحة وفاقية للمذهب الدرزي في حاصبيا والتي سعى اليها الحزب التقدمي الإشتراكي والنائب أنورالخليل،حيث أصر المرشحان غالب سليقا من الفرديس ونعمان نوفل من الكفير على خوضها مهما كانت النتائج في وجه اللائحة الإئتلافية بين الإشتراكي والخليل، التي ضمت كلا من: أحمد ابو سعد، غازي الخطيب، أديب شروف، مالك ابو غيدا، فيصل قيس، في الوقت الذي أعلن فيه باقي المرشحين إنساحبهم من هذه المعركة حفاظا على وحدة الصف وهم فاضل ابو ابراهيم، وسام شروف، حسيب نصر، اديب يوسف، علي جماز، فايز خفاجة.
العملية الإنتخابية إنطلقت عند الساعة الثامنة صباحا في مبنى المدرسة الرسمية، في ظل مقاطعة التيار الإرسلاني الذي حشد أنصاره الى خلدة للمشاركة في اللقاء الذي دعا اليه النائب السابق طلال أرسلان، في حين سجل إنتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية وسط حاصبيا وعند مداخلها وفي محيط قلم الأقتراع.
الجو الإنتخابي كان هادئا طوال النهار فكان الناخبون المسجلون وعددهم 107 يتقدمون من قلم الإقتراع ويدلون بأصواتهم في جو مريح بعيدا عن أي التشنج وقد وصل عدد المقترعين الى 61 معظمهم من المؤيدين للنائب الخليل والإشتراكي.
عملية فرزالأصوات التي إنتهت عند حوالى الساعة السادسة عصرا شهدت مفاجأة أسفرت عن خرق المرشح المنفرد غالب سليقا 38 صوتا على حساب مرشح اللائحة الإئتلافية غازي الخطيب الذي نال 30صوتا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...