«حالة إنكار» كتاب أمريكي يحذر من كارثة في العراق

30-09-2006

«حالة إنكار» كتاب أمريكي يحذر من كارثة في العراق

أثار الصحافي والكاتب الاميركي بوب وودورد، ضجة جديدة في الأوساط الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة، قبل أسابيع من الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في تشرين الثاني المقبل، بإصداره كتاباً يحذّر فيه من تحوّل الوضع في العراق إلى كارثة بسبب سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش، ويكشف فيه اسرار العلاقات المضطربة بين كبار المسؤولين الاميركيين.
وفي كتابه حالة من الإنكار اتهم وودورد، بوش بإخفاء مستوى العنف في العراق حيث يتعرض الجنود لهجوم كل 15 دقيقة وان الموقف هناك يتفاقم رغم إصرار بوش على مزاعمه بإحراز تقدّم .
ويروي الكتاب أن البيت الأبيض، الذي تمزقه التجاذبات الوظيفية والانقسامات حيال الحرب في العراق، تجاهل تحذيرا عاجلا من كبير مستشاري الأمن القومي في العراق روبرت بلاك ويل الذي دعا في أيلول العام 2003 إلى تعزيز القوات الأميركية في العراق بما لا يقل عن 40 ألف جندي لمواجهة التمرد الناشئ آنذاك .
وذكر الكتاب أن ويل وكبير المسؤولين الأميركيين في العراق بول بريمر، أبلغا رايس ونائبها ستيفن هادلي في محادثة هاتفية جماعية من العراق بالحاجة الماسة لمزيد من القوات. لكن البيت الأبيض لم يتعامل مع الطلب.
إلى ذلك، ينقل الكتاب حوارا جرى، بحضور مسؤولين عن تخطيط الحرب، بين بوش واللواء جاي غارنر الذي اختير لإدارة العراق بعد الحرب، في أوائل العام ,2003 والذي قدّم خلاله غارنر خطة تنص على استخدام 300 ألف عنصر من الجيش العراقي للمساعدة على تثبيت الاستقرار هناك.
ويقول الكاتب لم يطرح أي من الحاضرين أي سؤال.. وودّع بوش غارنر بحرارة.. لكنه لاحقا استغنى عن خدمات هذا الأخير وعين مكانه بريمر الذي حل الجيش العراقي وأطلق حملة اجتثاث حزب البعث .
كما يتناول الكتاب تفاصيل العلاقة بين مستشاري بوش، الذين، مهما عظمت خلافاتهم، يرفضون التقييمات المتشائمة للوضع العراقي سواء من القادة الميدانيين أو المستشارين أو الخبراء .
ووصف الكتاب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بأنه معاد لكوندليسا رايس، التي كانت مستشارة للأمن القومي، إلى درجة أن بوش اضطر إلى أمره بالرد على اتصالاتها الهاتفية،
فيما وصف نائب الرئيس ديك تشيني بأنه مصمم على العثور على دليل يثبت زعمه بوجود أسلحة دمار شامل في العراق .
وقال وودورد في كتابه أن كبير موظفي البيت الأبيض اندرو كارد حث بوش مرتين إحداهما بدعم من السيدة الأولى لورا على إقالة رامسفيلد وتعيين وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بدلا منه في أعقاب انتخابات ,2004 ولكن بوش تجاهل هذه النصيحة آخذاً برأي تشيني ومستشاره السياسي كارل روف بأن هذه الخطوة سينظر إليها على أنها تعبير عن الشكوك في مسار الحرب في العراق وستعرضه للنقد.
ويستند كتاب وودورد إلى مقابلات مع أعضاء فريق الأمن القومي التابع للرئيس بوش، ونوابهم وغيرهم من مسؤولي الإدارة المختصين بالشؤون العسكرية والدبلوماسية والاستخباراتية في العراق.. وقد أشير إليهم جميعهم بأسمائهم . لكن بوش ونائبه ديك تشيني رفضا إجراء مقابلات مع الكاتب.
وحذّر وودورد أمس، في حديث مع شبكة سي بي اس ، من أن تقديرات الاستخبارات تشير إلى أن الوضع العراقي سيزداد سوءاً في العام ,2007 فيما يصر الرئيس والبنتاغون (على القول).. كل شيء يسير نحو الأفضل ، ناقلاً عن بوش قوله خلال اجتماع للجمهوريين لمناقشة قضية العراق لن أنسحب حتى لو لم يدعمني سوى لورا وبارني ، في إشارة إلى زوجته وكلبه. وأوضح وودورد أن بوش وتشيني يستشيران هنري كيسنجر، الذي كان مسستشاراً للأمن القومي ثم وزيراً للخارجية في عهد ريتشارد نيكسون في السبعينيات خلال حرب فيتنام، قائلاً هذا أمر لا يصدق. كيسنجر يشن حرب فيتنام جديدة .

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...