السينما الأخرى والتلفزيون

04-10-2006

السينما الأخرى والتلفزيون

يلاحظ المشاهد العربي حيزاً كبيراً تمنحه القنوات الفـضائـيــة العــربـيـة للسينما وعرض أفلامها القديمة والجديدة، خصوصاً أن بث هذه الأفلام شكّل ولا يزال مادة غنية تغطي ساعات طويلة، أي أنها حاجة لتلك الفضائيات، تعينها وتخدمها.ومع أن عرض هذه الأفلام استنفد كل الحصيلة السينمائية القديمة والجديدة، الا أنه لا يزال محصوراً في الأفلام المصرية ولا يتجاوز ذلك إلى غيرها من الانتاج السينمائي، على رغم أهمية الكثير من الأفلام العربية التي أنتجت في المشرق والمغرب.

يحدث هذا، على رغم انتفاء العائق القديم، عائق صعوبة فهم اللهجات العربية، بعد عقد ونصف عقد من البث الفضائي العربي، وما أحدثه من تقريب للهجات وقدرات متنامية على فهمها والتعامل معها.

المشاهد العربي لا يعرف الكثير عن السينما السورية، وما حققته من أفلام جاء بعضها في فنية متقدمة، وقدم موضوعات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية. هذه الأفلام، ومثلها الأفلام التونسية والجزائرية واللبنانية ليس أمامها سبيل للوصول إلى المشاهدين العرب سوى العروض التلفزيونية، إذ هي في الأساس سينما لا تملك فضاء تسويقياً، فتظل محصورة في نطاقات ضيقة مثل المهرجانات والمناسبات الثقافية والعروض الخاصة الأخرى.

ثمة حاجة كبرى إلى تنويع المشاهدات السينمائية على شاشاتنا الفضائية، بل إدارة حوارات نقدية جدية حول تلك الأفلام، في مضامينها وأشكالها الفنية، ففي بحث المشاهد العربي عن المتعة والفائدة، لا بد أن يمر من قناة التعدد والتنوع حيث لكل تجربة سينمائية ذائقة خاصة، وطرق إنتاجية خاصة بها، ناهيك عن أن مثل تلك العروض المتنوعة تفتح أمام المشاهد العربي باب التعرف على قضايا إنسانية واجتماعية، وحتى سياسية قد لا يعرفها أو هو لا يلم بها في صورة واضحة، ويصبح ذلك أكثر أهمية حين نتحدث عن الأفلام الأشهر والأكثر أهمية في تاريخ الإنتاج السينمائي العربي، والتي حققت في حينه نجاحات كبرى على الصعيد الدولي.

نقول ذلك عموماً، لنعود نؤكد في شكل خاص واستثنائي على أفلام السينما الفلسطينية المختلفة، والتي تحققت –غالباً - بفضل دعم ومساهمة محطات تلفزيونية عالمية كبرى، ونجحت فنياً مثلما نجحت في إيصال وجهات نظر سياسية فلسطينية إلى أوسع قطاعات الرأي العام الغربي، بينما لا تزال بعيدة عن دور العرض السينمائية العربية التي تبحث عن تسويق تجاري لا يتوافر لمثل هذه الأفلام راهناً.

إنها حاجة وضرورة ، والفضائيات العربية هي الأكثر قدرة على تحقيقها ، فهل تفعل؟

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...