العراق : تزايد حالات العقم والولادات المشوهة

17-04-2006

العراق : تزايد حالات العقم والولادات المشوهة

شكا مواطنون يسكنون قرب المنشآت النووية او المواقع التي تعرضت الي الهجوم بالقذائف المشعة الي اهمال الدولة باجراءات الحد من خطورة الامراض التي يسببها الاشعاع في انتشار الامراض. مضيفين انهم اضطروا الي ترك منازلهم القريبة من هذه المواقع خوفا من تعرضهم الي الاصابة بامراض خطيرة.
فيما طالبت وزارة العلوم والتكنولوجيا الحكومة العراقية بتوفير الدعم المالي من اجل رفع وازالة اثار المنشآت المدمرة فضلا علي دعم الجهات الدولية لتبادل الخبرات في معالجة ورفع بقايا هذه المنشآت.
ويقول عبد الوهاب نصر وهو احد ساكني دور (منشأة القعقاع) التابعة (لهيئة التصنيع العسكري) التي تعرضت الي هجوم صاروخي امريكي اعقبه عمليات سلب ونهب دون مراعاة ان هذه المنشاة كانت تنتج اسلحة ومواد اخري تدخل في صناعة المتفجرات وفيها نسبة عالية من السموم فضلا علي وجود بعض الدبابات العراقية التي احترقت بفعل القصف)، مضيفا ان (هذه الانقاض لم ترفع حتي الآن).
واضاف عادل ياس الذي يمتلك قطعة ارض زراعية انه (لا يستطيع زراعة هذه القطعة بسبب هياكل الاليات العسكرية المحترقة والتي من الممكن ان استخدمت اسلحة ممنوعة خلال استهدافها) موضحا انه (يتخوف من ان يكون محصولها غير صالح للاستهلاك البشري جراء انبعاث الاشعة الي داخل التربة وبالتالي تلوث المحصول).
مشيرا الي انه (لا يستطيع رفع هذه الاليات القريبة من ارضه بسبب الوضع الامني وضعف وضعه المالي لان هذا الامر يحتاج الي تكلفة عالية).
مؤكدا ان (اية جهة رسمية او مستقلة لم تحضر لمعاينة هذا الوضع وتقليل آثاره علي السكان).
وقال عبد الله علي الذي يسكن في المنطقة ذاتها (لقد كثرت في السنوات الاخيرة حالات الاصابة بالعقم وتشوه الولادات والتي أكد الاطباء ان اسباب هذه الحالات هي تعرضهم الي الاشعاعات لانهم يسكنون بالقرب من هذه المنشاة العسكرية التي استهدفت من قبل قوات الاحتلال عند دخول العراق فضلا علي ما تحتويه هذه المنشاة.
من مواد كانت تنتجها قبل واثناء الحرب).
من جانبه قال مدير العلاقات الدولية في وزارة العلوم والتكنولوجيا عماد سليمان النعيمي ان (هذه الانقاض بقيت مكشوفة منذ كانون الثاني 1991 وحتي الآن) مؤكدا (خطورة هذه المنشاة النووية المدمرة علي البيئة والصحة العامة وعلي التربة) مشيرا الي اننا (بدأنا بعد 9 نيسان 2003 بالانفتاح علي العالم وعلينا ان نعيد النظر بهذا الموضوع) مؤكدا (وجود دراسات اولية حول هذه المواقع وموجوداتها ومكوناتها وما يوجد فيها من مواد مشعة وغيرها اضافة الي مخاطرها الاشعاعية).
واكد النعيمي (مفاتحة الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية عام 2003 لمساعدتنا في رفع وازالة اثار هذه المنشات المدمرة لان وزارة العلوم والتكنولوجيا مهتمة بهذا الموضوع حيث وضعت الوزارة خطة عمل تتضمن محاور عدة وكذلك هنالك اسئلة واستفسارات من قبل الوكالة الدولية التي يجب ان تتوفر لديها معلومات لكي تصدر قرارا بهذا الشان) مؤكدا ان (الوكالة طلبت بعض المعلومات التي اصبح جزء منها جاهزا اما القسم الاخر فانه يتطلب عملا وجهدا كبيرين وموارد مالية كبيرة لاكمالها).
مضيفا (لقد قمنا بجمع المعلومات وقدمناها للوكالة خلال مؤتمر شاركت فيه 16 دولة و25 خبيرا من الوكالة الدولية وقد شاركت وزارة العلوم والتكنولوجيا في هذا المؤتمر الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا للمدة من 21- 23 شباط الماضي حيث عرضنا ما هو متوفر في العراق من ابنية ومنشات متضررة وحسب المواقع النووية وتم تقديم ذلك بافلام موثقة حيث اصبحت مطالب العراق واضحة امام الوكالة الدولية) ان (هذه المطالب تتعلق بالجوانب التشريعية والتخطيطية والتنفيذية وقد نوقشت هذه الامور خلال المؤتمر فضلا علي مناقشة بعض الامور العلمية) مشيرا الي ان (الوكالة التنفيذية اقترحت تنفيذ العمل علي 3 مراحل وهي مراحل تجميع البيانات وتقديم البيانات واسلوب تنفيذها ومن ثم معالجة النفايات وطمرها). واكد النعيمي ان (النفايات المشعة هي ليست نفايات مساكن او منازل لذا يجب تقليل حجم هذه النفايات لعدم امكانية طمرها ما لم نحقق وسيلة للمحافظة علي الاجيال المقبلة).
مشيرا الي ان (الطمر النهائي لها يخضع لضوابط عديدة وانها أعقد بكثير من مرحلة تشغيل المنشآت النووية) موضحا ان (عملية وقاية تسرب النفايات المشعة الي البيئة تبقي مسؤولية الاجيال المقبلة التي يجب ان تحافظ عليها).
واوضح مدير العلاقات الدولية في وزارة العلوم والتكنولوجيا وجوب ان (تكون هناك دراسة مستفيضة لاختيار مواقع الطمر الجيولوجية والمائية ودراسات تكسر التربة وغيرها ما يتطلب اختيار اكثر من موقع).
مؤكدا ان (الجهات المسؤولة عن اختيار المواقع هي وزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة البيئة واننا في المرحلة الاولي لتهيئة العدة وعملنا علي ما في جعبتنا للمضي قدما باتجاه المشروع وهناك اجتماعات يومية بهذا الشأن).
وعن موقع التويثة وتاثيراته علي البيئة اوضح النعيمي ان (موقع التويثة يحتوي علي مفاعلات نووية مدمرة وفيها بناية تصنيع الوقود ومحطة معاملة النفايات المشعة وان هذه الابنية ذات مواصفات خاصة وماتزال الجرعة الاشعاعية فيها عالية ومايزال قسم منها متاثرا بالقدم والتآكل فيما ظل قسم من المواد والاجهزة والمعدات مكشوفة للهواء وهي تحتوي مواد مشعة) مؤكدا ان (موقع التويثة اصبح مستودعا لكل النفايات المشعة التي كانت في مواقع خارجية ويتطلب جهدا كبيرا لمعالجة الموضوع يستلزم تدخل الدولة في تمويل المشروع خاصة مجلس الوزراء والبرلمان ووزارة المالية ويتطلب من هذه الجهات التدخل بثقل وليس في الدعم المالي فقط وانما تجعل منه برنامج متابعة وتخليص المجتمع العراقي من هذه المشكلة لافتا الي اننا كوزارة العلوم والتكنولوجيا نحاول ان نستغل علاقاتنا الجيدة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعم هذا المشروع من خلال التدريب والخبرات الفنية التي يحتاج اليها المشروع).

 

 

المصدر : الزمان

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...