الشيوخ المودرن

11-10-2006

الشيوخ المودرن

ليس كتاباً في الفقه، ولا بحثاً فكرياً من طينة مؤلفات نصر حامد أبو زيد أو لويس عوض، عبد الرحمن بدوي أو صادق جلال العظم... “الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني” الذي قامت مباحث المصنفات في مديرية أمن الجيزة، بمصادرة نسخه من «مكتبة مدبولي» في القاهرة، بناء على تعليمات «مجمع البحوث الإسلامية»، أقرب إلى تعليقات حماسية وعفوية ومباشرة على الراهن الفكري والديني في مصر، من وجهة نظر كاتب غير معروف هو محمد فتوح الذي يشير غلاف الكتاب إلى أنه يحمل «دكتوراه في علم النفس البيئي من جامعة عين شمس».
يهاجم الكاتب الردة التي تسبب بها الفكر «الفاشي» لجماعات تريد «أسلمة كل شيء في الحياة». كما يبدي شفقته على الجماعات الإسلامية «لأن أعضاءها معقدون من النساء، عليهنّ تنصبّ كل محظوراتهم وتزمتهم وتعصبهم وتطرفهم باسم حماية الأخلاق والفضيلة... لا كلام في الاقتصاد أو الفلسفة أو حل مشكلة الفقر. كل الفتاوى الإرهابية منشغلة بأجساد النساء».
محمد فتوح أقرب إلى مواطن يفش خلقه ضدّ مظاهر «الفكر الديني الوهابي السلفي الرجعي» في مصر: ومنها ملصقات المترو «المتطرفة» وانتشار مكبرات الصوت «الزاعقة» التي تنقل الصلوات الخمس من المساجد إلى الشوارع، وانتشار كتب الجن وعذاب النار، وكثرة الصحف الدينية التي «تلعب على الدين والتفرقة العنصرية».
وبعد المصادرة، وزّع المؤلف بياناً يوضح فيه أن كتابه «لم يتعرض من قريب أو من بعيد لجوهر الدين الإسلامي، لكنه في بعض مقالاته ينتقد ظاهرة الشيوخ المودرن ممن يروجون لنوع من التدين الشكلي الذي تسبب في صنع عقليات متعصبة لا تقبل بالآخر. لقد أشاعوا مناخاً من الإرهاب الفكري باسم الدين». ويستنكر محمد فتوح “الممارسات القمعية التي تغتال العقل وتصادر الرأي”، مشيراً إلى أن “المصادرة تمت من دون إذن من النيابة وبشكل غير قانوني”. ويعبّر عن عزمه سلوك «كل السبل القانونية» للحصول على حقه.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...