راقب قلمك عندما تنشر في أمريكا

11-10-2006

راقب قلمك عندما تنشر في أمريكا

احذر مما تكتب، لا بل مما تفكّر في أن تكتبه أيضاً. آراؤك أصبحت تحت مجهر الرقابة. هي ليست رقابة محلية، بل أخرى تابعة لوزارة الأمن القومي الأميركية. إذ كشفت مصادر في الوزارة أخيراً عن برنامج معلوماتي جديد، بدأ العمل عليه منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، بتمويل من الوزارة، وبالتعاون مع أربع من أهمّ الجامعات الأميركية في مجال المعلوماتية. مهمة البرنامج هي مراقبة جميع المطبوعات التي تصدر في الولايات المتحدة وأنحاء العالم. أما هدفه فهو «اصطياد الآراء السلبية والمعادية للسياسة الأميركية» المنشورة فيها. بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 10.2 ملايين دولار أميركي، على امتداد ثلاث سنوات. ويعمل البرنامج اليوم، في مرحلة تجريبية، على كل المقالات التي نشرت في الصحافة المكتوبة بين العامين 2001 و2002، والتي تناولت مواضيع مثل «معتقلي غوانتنامو» وتعليقات حول عبارة «محور الشر»، و«محاولة انقلاب على الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز»، أو أي انتقاد وجّه إلى السياسة الأميركية عموماً وإلى الرئيس الأميركي جورج بوش خصوصاً. ويهدف هذا المشروع، بحسب البيان الذي أصدرته الوزارة، إلى «الكشف عن قواسم مشتركة ــ من خلال مصادر معلومات مختلفة ومتنوعة ــ يمكن أن تشكل خطراً كبيراً على الأمن الوطني». ويشرح منسّق الأبحاث في المشروع، لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن البرنامج سيسمح بمراقبة «سريعة وأكثر دقّة»، وهو ما يساعد السلطات الأميركية على التمييز بين درجات «الكره» الذي يعبّر عنه الصحافيون في كتاباتهم، وذلك عبر التفريق بين معاني الكلمات وأدراجها وفق سلّم يبدأ بـ «الرفض» ثم «الشجب» إلى «الكره» و«البغض». وقد منحت الوزارة القيمين على البرنامج مهلة 3 سنوات لتطويره وبدء العمل به في شكل جدّي.
وكان «مكتب التحقيقات الفدرالي» قد بدأ منذ أشهر حملة لتجديد وإحياء الوحدة المخصصة لمحاربة الإرهاب، عبر توسيع مجال البحث عن المعلومات وجمعها في مختلف الولايات الأميركية. يبدو أن مستوى «الهوس» في الإدارة الأميركية بلغ حدوده القصوى. هو خوف من عدوّ دائم وغير محدد، يدفعها إلى ابتكار وسائل تساعدها على “السيطرة على زمام الأمور” و “الأمان”. فقد مررت إدارة جورج بوش أخيراً قانون السماح للاستخبارات المحلية بالتنصت على المكالمات الهاتفية لأي فرد يعيش في أميركا، كما فرضت المراقبة على تبادل المعلومات و “الأحاديث” عبر شبكة الإنترنت. وهي بصدد إنشاء برنامج يفرز الآراء المعادية للسياسة الأميركية في العالم. ولكن هل ستقتصر مهمة البرنامج على «تصفية» المقالات الصحافية فقط؟

صباح أيوب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...