جولة ميدانية على مراكز بيع الأسمنت

15-10-2006

جولة ميدانية على مراكز بيع الأسمنت

شهدت محافظة ريف دمشق انفراجاً كبيراً في سوق مادة الاسمنت بنوعيها الابيض والأسود وتلاشت الأزمة الخانقة التي كانت تعيشها بصفتها أكبر محافظة استثمارية وصناعية وتشهد نمواً عمرانياً مطرداً وبعد عامين من الأزمة شهدت أسواق المحافظة تقارباً غير مألوف لسعر الاسمنت الأسود المنتج محلياً مع نظيره المستورد في حين حقق الاسمنت الأبيض انخفاضاً في سعر المبيع بالسوق عما هو محدد في منافذ مبيع العمران..

وفي جولة ميدانية على مراكز ريف دمشق ودمشق شوهد الفارق بين سعر مبيع منافذ العمران 6635 السوق 6700 ليرة في حين غصت ساحة مركز عربين بالمادة ووجد رصيد في مركز فرع دوما يزيد على الألف ومئة طن.‏

وبرفقة لجنة الكشف المركزية في المؤسسة على منافذ المبيع يوم الاثنين الماضي كان الواقع بعيداً عن المألوف حيث انتفى الازدحام كلياً عن أبواب ومنافذ بيع العمران وغابت الطوابير وسماسرة السوق السوداء.‏

وفي مركز حرستا لحرفيي منطقة السليمة الصناعية لم نجد سوى الموظفين وحسب رئيس المركز إن الاحتياطي من الاسمنت الأسود يزيد على 400 طن في المستودعات ويتم يومياً توزيع كمية مئة طن بموجب قسائم صادرة عن اتحاد الحرفيين لحوالي 131 حرفياً وبمعدل تسليم 50% من مخصصاتهم الشهرية المقدرة بأربعة آلاف ومئتي طن.‏

وعمدت الإدارة إلى إلغاء سجل الدور بعد توفر المادة وزيادة العرض على حساب الطلب.‏

وأوضح رئيس مركز دوما أن المركز يخدم 92 حرفياً و 212 مرخصاً ويتم توزيع 2175 طناً في المركز للمتعاملين يومياً وبشكل فوري بعد إلغاء العمل بنظام الدور.‏

ويوم الاثنين الماضي كان رصيد المركز من الاسمنت الأسود 1121 طناً وكمية 301 طن اسمنت أبيض ويتم توريد كمية 125 طناً يومياً وإن المعاناة زالت كلياً من المركز مع بداية أيلول الجاري بعد زيادة في الوفرة.‏

وخلال جولتنا في مركز عربين وجدت كميات من المادة مجمعة في ساحة المركز تنتظر من يحضر للشراء وحسب مسؤول المركز فإنه خلال نفس اليوم لم يحضر من الحرفيين لشراء المادة سوى 13 من أصل 169 حرفياً و 423 مرخصاً.‏

ويرد إلى المركز يومياً حوالي 300 طن يباع منها وسطياً 130 طناً في اليوم الواحد وهناك أكثر من 32 طناً رصيداً باقياً في المركز.‏

وعن أسباب عزوف الحرفيين عن شراء المادة أوضح رئيس المركز أنه بعد توفر كميات من الاسمنت المستورد في الأسواق عزف بعض الحرفيين والمتعاملين عن شراء المادة ولجؤوا إلى السوق لأن سعر المستورد المعروض أرخص من سعر المادة في المركز.‏

وقال رئيس جمعية صناعة الاسمنت والمنتجات الرخامية بدمشق إن العروض الحالية حققت توازناً في العرض والطلب وأوجدت أريحية في تعامل الحرفيين معها.‏

وقال المرخص فايز مصمانية الذي التقيناه في مركز دوما إنه فتح دفتره منذ حزيران ولا توجد لديه مشكلة في استجرار حاجة مشروعه مع أنه يستجر وسطياً في الشهر حوالي 20 طناً.‏

وأفاد بعض وكلاء الحرفيين في مركز حرستا بانتفاء الأزمة حالياً لكنهم يعانون من وجود بعض الأكياس التالفة.‏

وأشار السيد زياد المرعي معاون مدير فرع ريف دمشق أن حاجة المحافظة يومياً من المادة تقدر بخمسة آلاف طن.. يرد إليها يومياً 3500 طن من معمل عدرا و 250 من انتاج طرطوس و 150 طناً من معمل حلب تذهب منها كمية 320 طناً يومياً إلى محافظات درعا والسويداء والقنيطرة.‏

وتوزع كمية المحافظة في مركز عدرا للقطاع العام ومراكز دوما والشيفونية وعربين والمليحة وجرمانا والكسوة والأشرفية وداريا والمعضمية وقطنا والزبداني والتل والقطيفة والنبك ويبرود للمرخصين والحرفيين والمتعهدين.‏

ولكن كيف يتم تلافي العجز يقول المرعي : يقدر العجز اليومي بمعدل ألف طن يتم تلافيها من خلال منح الحرفيين نسبة 50% من مخصصاتهم واعتماد نظام الدور للمتعهدين والمرخصين.‏

وتوزع كمية 1500 طن دوكما يومياً في معمل عدرا لمشاريع القطاع العام والمجابل الاسمنتية المعتمدة من قبل الصناعة.‏

وعن الحلول التي اتخذتها العمران لضبط أداء المراكز للحد من التلاعب أوضح معاون مدير الفرع:‏

عمدت الإدارة إلى ضبط أداء المراكز والعاملين فيها من خلال تدابير احترازية ساهمت في الحد من استغلال طالبي المادة وهناك جولات يومية على المراكز من قبل لجان الكشف المركزية والجهات الرقابية.‏

وفي حال ثبوت أي مخالفة تتخذ بشأنها الإجراءات القانونية وفيما يخص المرخصين والمتعهدين وإن ثبت مخالفة أحدهم تحسم مخصصاته ويحرم من التعامل وتم ضبط بعض المشاريع المنفذة وقيام المتعهدين بمتابعة استجرار المادة..‏

وهناك ثماني شركات قطاع خاص تستجر يومياً 900 طن من الاسمنت الأسود و 13 شركة قطاع عام وتعاوني تسحب ما معدله 700 طن. من معمل عدرا دوكما فيما يسلم الحرفيون كمية 13 ألف طن شهرياً.‏

وحسب سجلات العمران ليوم 17-9- تم استلام كمية 3,527 طناً من معمل عدرا كان نصيب المحافظة منها 1,704 أطنان معبأة وكمية 1,1519 طناً دوكما ونصيب القنيطرة 216 طناً ودرعا عشرة أطنان والسويداء 79 طناً.‏

وفيما يخص الاسمنت الأبيض تم إخراج كمية 17,5 طناً من مجموع المراكز وبقي رصيد مقدر بحوالي 530 طناً.‏

رغم توفر المادة في مراكز العمران والأسواق مازال سعر الاسمنت المحلي أغلى من المستورد ويبيعه بعض المخصصين في السوق السوداء بهدف الاستفادة من فرق السعر.‏

وخلال حزيران الماضي بيع الطن المنتج محلياً بسعر 8 آلاف ليرة انخفض في تموز إلى سعر 7400 ليرة وارتفع في آب الفائت إلى 7800 ليرة وبيع يوم 18-9-2006 بسعر 6900 ليرة أي بزيادة مئتي ليرة على تسعيرة العمران فقط..‏

وبالمقابل بيع الطن المصري المستورد بسعر 7800 ليرة في حزيران و 7500 في تموز وآب فيما انخفض مطلع أيلول إلى 6900 ليرة وفي يوم 18-9- كان سعره في السوق 6700 ليرة فقط.‏

وانخفض سعر مبيع طن الاسمنت الأبيض إلى 7500 ليرة فيما سعره المحدد في مراكز العمران 7700 ليرة.‏

وأعادت إدارة فرع العمران التباين السعري إلى تدني المواصفات الفنية للاسمنت المستورد.‏

عدنان سعد

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...