هل تنتقل الهوايات بواسطة زرع الأعضاء؟

19-04-2006

هل تنتقل الهوايات بواسطة زرع الأعضاء؟

سؤال جديد يفرض نفسه على الطب اليوم ويعجز الاطباء عن الاجابة عنه: هل من الممكن أن يكتسب المريض المتلقي لأي عضو سمات شخصية وهواية الانسان المتوفي؟ هذا ما حصل بالفعل مع رجل أميركي يدعى وليام شيريدان عندما كان بحاجة لزراعة قلب جديد، وبعد طول انتظار، ولحسن حظه وسوء حظ الشاب كيث نيفيل الذي لقي حتفه في حادث سير مروع، تلقى شيريدان قلب نيفيل بعد أن أثبتت التحاليل بأنه يتناسب مع جسمه.
فبعد فترة من إجراء عملية الزرع أصبح شيريدان ماهرا في الرسم وكانت المفاجأة الكبرى عندما التقى بوالدة نيفيل فرأت الرسومات وكانت نسخة طبق الاصل لرسومات إبنها المتوفى الذي كان بارعا بالرسم، وليس في ذلك الا تفسير واحد، هو أن القصة قد تكون مجرد صدفة أو أن لعملية زرع الاعضاء علاقة في تمرير الهوايات التي كان يتمتع بها الاشخاص الذين تبرعوا بأعضائهم لمن يحتاجها بعد وفاتهم. وفي تقرير عرضته قناة «جي إم تي في» الانجليزية يوم أول من أمس بدا وليام شيريدان سعيدا جدا بلقاء دونا ريد والدة كيث نيفيل التي تحدثت عن سعادتها الكبيرة عندما تعرفت بشيريدان وزادت غبطتها عندما رأت الرسومات التي قام وليام برسمها. وأكد هذا الاخير أنه لم يكن يوما رساما ماهرا وأثبت كلامه من خلال بعض الرسومات التي كان يرسمها في الماضي ولا يمكن مقارنتها مع طريقة رسمه اليوم، واللافت أيضا في الموضوع هو أنه يرسم بنفس طريقة كيث.

وفي المكاتب الرئيسة التابعة لشبكة التبرع بالاعضاء في نيويورك تم التعارف بين أهالي الاولاد الذين قاموا بمنح أعضائهم والاشخاص المتلقين للاعضاء وكان اللقاء فريدا امتزجت فيه المشاعر الحميمة، فلم يغب الحزن وملامحه عن وجوه الحاضرين وبالطبع بدت علامات السعادة أيضا واضحة على وجوه الاشخاص الذين تلقوا الاعضاء احتفالا بحياتهم الجديدة التي كان من المستحيل مواصلتها من دون وجود أناس حاضرين للتبرع بأعضائهم بعد وفاتهم.

في شهر ابريل (نيسان) الحالي تقوم جمعية التبرع بالاعضاء بحملتها الاعلانية بهدف تشجيع الناس على تسجيل اسمائهم على لائحة المتبرعين ويكون ذلك من خلال بطاقة يحملها الشخص في محفظته أينما حل.

يشار الى أنه تم زرع كبد وكلية كيث نيفيل في جسم مريضة أخرى تدعى كاثرين سكوت، ولكن لم تتضح عليها حتى الان أي علامة تشير الى أنها ورثت أية هواية كان يتمتع بها نيفيل عندما كان على قيد الحياة.

فخلال اللقاء الذي جمع والدة نيفيل والمتلقين الاثنين لاعضاء إبنها تم عرض العديد من الصور لنيفيل عندما كان صغيرا بهدف تعريفهما عليه، وقطعا وعدا على أنفسهما بأنهما سوف يتواصلان في اللقاء المستمر بين الفترة والاخرى، فتقول والدة نيفيل إنها ترى ابنها في الشخصين اللذين تلقيا أعضائه وهي فخورة جدا بقراره الذي ساعد شخصين كانا بأمس الحاجة الى أعضائه.

 

 

المصدر : الشرق الأوسط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...