سوريا في البرازيل (1)

25-05-2012

سوريا في البرازيل (1)

وفي اليوم الرابع عشر من رحلتنا السورية البرازيلية كانت تنتظرنا مفاجأتنا الحمصية في المشفى السوري اللبناني، ثاني اهم مشفى في العالم لزراعة الكبد، أنشئ بجهود جمعية السيدات السوريات في سان باولو عام 1921 وقد رأينا عند باب المشفى عشرات المصورين الصحفيين ينتظرون وصول الزعيم الوطني والأب الروحي للبرازيليين لويس إيناسو لولا دا سليفيا للعلاج من سرطان الكبد.. استقبلنا مدير المشفى د.رياض يونس (لبناني) ورئيسة مجلس إدارة المشفى د.إيفيت رزق الله (من أصل سوري) وهي حفيدة لإحدى السيدات المؤسسات للجمعية والمشفى قبل 90 عاماً. خلال حديثنا ذكرت رزق الله أن أجدادها أهدوا محافظة حمص ساعتها الشهيرة، فقلنا لها ضاحكين أن أجدادها هم سبب انقسام الحماصنة خصوصاً والسوريين عموماً، حيث أن بعضنا يعيش نبض الحاضر ويتحفز نحو المستقبل، بينما البعض الاّخر يرغب بإعادة عقارب الساعة إلى الزمن العثماني والخلافة الإسلامية، وكان يفترض بهذا الخلاف أن يكون في حيز الصراع السياسي السلمي، لكن دول الجوار والغرب دفعوا السوريين إلى الحوار بالبنادق والمفخخات التي يرسلونها سراً وجهراً، في الوقت الذي فرضوا فيه حصاراً على الإقتصاد السوري وبتنا بحاجة إلى تجهيزات طبية وأدوية لعلاج ضحايا الحوار الوطني بين السلطة والمعارضة.. وقد وعد مجلس إدارة المشفى بتأمين المساعدات الطبية بقدر ما تسمح بها العقوبات المفروضة على الشعب السوري قبل الدولة، خصوصا أن ضحايا الحرب الفقراء لا يستطيعون العلاج خارج سوريا بينما الأثرياء الذين أشعلوا الخلاف قادرون..

وكنا قد بدأنا رحلتنا قبل أربعة عشر يوماً باتجاه برازيليا العاصمة السياسية للبرازيل، أنا والسيدة رمال صالح (مدرسة وموجهة تربوية في مدرسة القرية الصغيرة ) والمشرفة على "مبادرة الوفاء لأسر الشهداء" ، والسيدة رحاب ناصر مديرة دارالفنون بدمشق والتي حولت نشاطات الدار إلى المساعدات الإنسانية بعدالأحداث السورية، وتعاونت مع العديد من التجمعات الأهلية في إطلاق مبادرة (خبز وملح) بمشاركة 200 متطوع ومتطوعة.. وكانت رحلتنا بهدف دعم مبادرة الوفاء لأسر الشهداء..

 بعد وصولنا، سألنا مستقبلونا إن كنا أسرة واحدة، فأكدت لهم أن السيدة رمال تتشارك معي في تشابه الكنية والهدف الإنساني فقط  لكنها من مدينة أخرى، وبذلك ألغينا جزءاً من تهمة الأسرة، ولكي ألغي ما تبقى منها قلت لهم أنه يمكنني أن أحجزغرفة منفردة بالفندق لتأكيد استقلالية السيدة رحاب وأنهالم تأتِ (بصفتها زوجتي).. غير أن السيدة عقيلتنا، وبعدما لاحظت جمال البرازيليات وأجسادهن التي تعتبر من أفضل مايملأ بنطال الجينز في العالم، اقترحت أن نكون معاً في غرفة واحدة .. يتبع

نبيل صالح

   السيدات السوريات اللواتي أنشأن المشفى السوري في سان باولو عام 1921 ولايشبهن نسوان"باب الحارة"

صورة تجمع السيدات السوريات اللواتي أنشأن المشفى السوري في سان باولو عام 1921

 

 

 


التعليقات

ترى لو كنّ هنا ماذا فعلن غير النميمة والثرثرة, وتنقية البقدونس في الوظائف مزحة: كل نساء الدنيا ننظر الى وجوههن إلا البرازيليات ..... المشكلة يا سيد نبيل كان بدنا نتجوز وهالاحداث منعتنا أنا الله. ترجع بالسلامة

يعني المشفى ليس من منجزات الحركة التصحيحية؟

يعني أيها ال "سوري الملحد" سخافتك جعلتك تسخر من الموضوع... شيئ طبيعي منك!

In reply to by سوري ملحد (لم يتم التحقق)

اعتقد جازما انك ملحد و لكن لست سوريا يا ملحد .

In reply to by سوري ملحد (لم يتم التحقق)

الحمدلله عالسلامة و أتمنى أن تكون رحلتكم قد حققت الغرض المرجو منها. في نسخة من نسخ " نظرية المؤامرة" يعتقد احدهم أن باب الحارة هو أساس البلا و أن المخطط المرسوم لإسقاط سوريا بدأ من هناك ، بإحياء النخوة الزائفة و المراجل الصوتية. المهم، إن السيدات الواقفات في الصورة لا يشبهن حتما نساء باب الحارة، و لكن ملابسهن و تصفيف شعورهن تشير إلى حقبة الستينات لا إلى العشرينيات، فوجب التنويه كي لا يخرج من يتهمك بال"تضليل الإعلامي" (الجمل): الصورة مأخوذة عن كتاب حول الجمعية والمشفى أهدانا المشفى نسخا عنه بالإنكليزية والبرتغالية..

ساهم المغتربون الأوائل (و نساهم كمغتربين جدد) في بناء أوطان و بلدان غير سوريانا، بعد أن أجبرتنا حكوماتنا المتعاقبة و خططها الفاشلة و أعمالها الأفشل؛ على الهجرة إلى هذه البلدان واضعين نصب أعيننا العودة. فلا هم عادوا و لا أدري متى أو هل نستطيع العودة يوماً ما. بعد أن فقدت سوريا الأمان و سبل العيش الكريم لمن تُكتب له الحياة. هربنا من الفساد و الرشاوي و المحسوبيات محاولةً لكسب العيش الكريم و الشريف، أمّا الآن صرنا نتمنّى عودة الأمان. كم كنت أشعر بالفخر و الأمان عندما كان يقوم عناصر الأمن و الجمارك بالتفتيش الدقيق في حقائبنا في مطار دمشق الدولي و كنت أقول أنّ سوريا بخير و لكنّي تناسيت أن ما كان يدخل البلاد لم يكن يأتي غبر هذه المنافذ، الأسلحة و المخدرات ووو كانت تأتي بالجملة بعلم من و تحت أعين الفاسدين من الجمارك و حرس الحدود و الأمن. أريد العودة إلى سوريا و أموت فيها. لا أريد أن أموت غريباً فيقول من يسمع بموتي I am Sorry. أريد أن يأتي المُعزّين إلى أهلى و يقولوا "الله يرحموا". أعيدوا لي سوريا. أعيدوا لي وطني أخوكم القاضي

نسال الله ان يعيد الأمان لسوريتنا الحبيبة و تعود الى وطنك و لكن الفساد صعب الاستئصال لان أكثرية شعبنا فاسد او مفسد و هذه حقيقه ينكرها الجميع .تقبل تحياتي .

In reply to by TheJudge

السيد نبيل اذل كان مافي الصورة هو العشرينات قبل 90 سنة فلماذا انت خائف من الخلافة العثمانية وعودة الساعة لزمن الاجداد اذا كان الوضع هكذا بهذا الانفتاح (الجمل): لأن غالبية هاته النساء وعائلاتهن هربن من ظلم العثماني إلى بلاد الله في البرازيل..

الأخ القاضي الهجرات شيء طبيعي بحياة الشعوب ولاتقتصر على السوريين الذين يعزون أسباب هجرتهم للسياسات الحكومية. فتعدادالمهاجرين اليونان والطليان والمكسيك واليهود والفرنسيين والصينيين واليابانيين والمصريين والجزائريين والمغاربة والعراقيين وكثير غيرهم أكبر بكثير من تعداد المهاجرين السوريين سواء في أوروبا أو في أمريكا ولا أظن أن سياسات الحكومات السورية هي المسؤولة عن هجرة الطليان لآميركا, وإذا أردت أن ترجع لبلدك فأهلاً وسهلاً لكن عليك أن تقبل ببلدك ما تقبله في الخارج فكثير من شبابنا يعملون في محطة بنزين أو مطعم في أمريكا وفي سورية لا يقبلون بالعمل أقل من وزير . الأخ ملحد فعلاً نكتك ظريفة وتعبّر عن ذكاء في أستغلال الخبر كما وتعبّر عن قدرة نبيل على التحمل فقد أستطاع نشرها قبل ما يطق من الضحك .

حتى فترة قريبة كانت أميركا الجنوبية تضم أكبر تجمع للسوريين ولم تتفوق سورية على أميركا بهذا إلا عندما تجاوز عدد سكانها 23 مليون ! والسؤال الذي يطرح لماذا هاجر السوريون للأرجنتين والبرازيل ولم يهاجروا بنفس الكثافة لأرض الفرص الأكبر والأقتصاد الأغنى أي الولايات المتحدة .لعلها لم تناسب طبيعتهم الأجتماعية الحميمية ونفسيتهم السمحة , فالولايات المتحدة يا رعاك الله حالة فريدة بين المجتمعات هي البلد الوحيد الذي يمجد المجرمين ويتباهى بهم ويعتبرهم قدوات . ولنتذكر في بدايات تشكل الولايات المتحدة ظهر : - بوفالوا بيل أفاق حقير قتل وأشرف على قتل ملايين رؤوس الجاموس لقطع رزق قبائل الهنود - بيلي ذا كيد ( الولد بيلي ) قاتل حقير أرتكب عدة جرائم وهو سكران وأصبح أيقونة للشباب الأميركي حتى الآن بعد حولي قرنين من وفاته - جيسي جيمس بطل أبطال أميركا و رمزها المفضل وهو سارق قطارات وقاطع طريق وقاتل - سلسلة طويلة من القتلة المتسلسلين وهم فئة من القتلة يكاد يقتصر وجودهم على أميركا فهم قتلة يرتكبوا جرائمهم للمتعة فقط . وتكاد لاتخلوا أميركا في لحظة من اللحظات من قاتل متسلسل في أكثر الأحيان يبز من سبقوه, وكثيراً ما يكون سبب القتل عنده أن يصبح مشهوراً أكثر من القاتل الذي سبقه وقائمة هؤلاء القتلة طويلة من ألبرت فيش إلى جيري هيدنيك وايدموند كيمبر والثنائي أوتيس تول وهنري لوكاس إلى جفري داهمر( منشار تكساس ) وغيرهم كثير ومعظم هؤلاء قد كتبت عنهم كتب وروايات ومثلت أفلام ووضعت صورهم على القمصان وأكواب القهوة . حتى من أعدائها فقد أعجبت أميركا بالزعيم الهندي جيرينومو وهو أحد أكثر زعماء الهنود دموية حتى مع بني جلدته بينما لا يذكر الأمريكان زعماء هنود كبار مثل الثور الجالس و السحابة الحمراء لآن طبيعتهم الأنسانية لا توافق المزاج العنفي الأمريكي وطبعاً لا ننسى رؤوس الإجرام الأمريكي ( والكوني ) الرؤساء الأمريكان من ترومان الذي أمر بإلقاء قنبلتين ذريات على اليابان ( بدون ضرورة فاليابان أنهارت قبل إلقائهم ) إلى نيكسون الذي دك هانوي بالغارات رغم التوصل لإتفاق مع حكومتها مروراً بكل الرؤساء الأمريكيين الذين يتوجب على كل واحد منهم أن يكون له حربه التي يفاخر بها وصولاً للأحمق بوش الذي أرادها حرباً كبرى لأنهم عيروه بأنه لم يخدم في الجيش بشبابه . أميركا أمبراطرية عظمى ولها أنجازات غير مسبوقة في كل المجالات ولكنها تتميز عن غيرها بأن كل الشعوب والبلدان تخجل بمجرميها وإجرامها إلا أميركا تمجده و تتفاخر به . أما نحن (السوريين ) فنحب أن نجلد نفسنا لدرجة أن نحول وجود جالية سورية في البرازيل إلى دليل على فساد السياسات الحكومية ونحول مبادرة إنشاء مستشفى عظيم في بدايات القرن الماضي إلى ... نكتة . أرجوا أن تكون الفورة السورية قد قدمت لمحبي جلد أنفسهم أيقونات يفتخروا بها على الطريقة الأمريكية متل الغليون والأسعد والساروط و العيروط و ..... وأبو نظير ربي يسر.

Awesome blog! Is your theme custom made or did you download it from somewhere? A theme like yours with a few simple adjustements would really make my blog stand out. Please let me know where you got your design. Cheers (الجمل): الموقع من تصميمي وسينوغرافيا أحمد معلا وتنفيذ شركة voala شكرا لرأيك

اسمحوا لي ان اعبر عن اعجابي يهؤلاء السيدات. بالحقيقة استغرب من جهلي بهذا الانجاز وبجهلي بان في سوريا في عشرينات القرن الماضي كان لدينا مثل هذه السيدات فلطالما ظننت بان النساء السوريات في اوائل القرن الماضي من شاكلة نساء باب الحارة. شكرا لك ايها النبيل على اسقاط الضوء على هذا الامر. اسباب الهجرة كثيرة والفساد معشش لدى الجميع ولايكفي ان نتهم الحكومات رغم انهم العامل الاساسي في الفساد ولكن وللحق فان غالبية الشعب السوري فاسد بطريقة او بأخرى. في بداية الازمة احد الاصدقاء الثورجيين قال لي بان الهدف من المظاهرات هو الديمقراطية وحياة افضل لكل السوريين فسالته سؤال لم يستطع الاجابة عليه: قلت له اذا كان هدفكم حياة افضل للسوريين فعندي طريقة افضل من التظاهر والتخريب, فلنقل حسب ادعائكم بان عدد المتظاهرين بالملايين اسبوعيا, لو قام هؤلاء بدلا من التظاهر وضرب الاقتصاد الوطني عدة ساعات يوميا, لو قاموا بعمل تطوعي لمدة ساعة اسبوعيا من تنظيف للحدائق والشوارع , الى مساعدة دور العجزة والايتام والفقراء, فتخيل معي مليون ساعة عمل طوعي اسبوعيا ماذا ممكن ان تفعل لسوريا والسوريين . الامر المؤكد بالنسبة لي بانه اذا استثنينا المتشددين والمجرمين من الثورجيين فالباقي عبارة عن الحمقى والفاشلين والحالمين. الحمقى الذين يظنون بانهم حقا يقاتلون من اجل قضية, والفاشلين الذين يرمون اسباب فشلهم على الاخرين ويظنون بانهم سيصبحوا من المميزين في حال نجحت فورتهم. اما الحالمين فهم الاشد حماقة وهم هؤلاء الذين يؤمنون بوجود مدينة افلاطون الفاضلة. طبعا قسم كبير من النظام هو نظام مجرم وفاسد ولكن لايمكن باي حال من الاحوال ان اصبح مجرم فقط لان غيري مجرم وهذا حال الثورحيين فهم يحللون جرائمهم فقط لانهم يتهمون النظام بالاجرام.

الأخ الكريم أحمد أحمد: تحية سورية أصيلة و بعد، لم أعمل في مغتربي بأقل من مستوى العمل الذي كنت أقوم به في سوريا قبل الإغتراب. رغم احترامي لكل الأعمال و الوظائف الشريفة. فعامل محطة الوقود و غسل الصحون أشرف من قاضٍ مُرتشي أو أستاذ جامعي يبيع أسئلة الإمتحانات أو خفير جمركي أدخل السلاح و المخدرات لتفتك بشعبنا أو مهندس و متعهد يختلس مواد البناء. علينا أن نفخر بالعمل الشريف أياً كان مستواه. يا أخي قيمة الإنسان بعمله، وذكرت في مشاركتي السابقة أننا نبني أوطاناً غير سوريانا، أي أن سوريا أحقُّ في بنائها و شعب سوريا يستأهل أكثر من هذه البلدان التي هاجرنا إليها. أسباب الهجرة متعددة و أنا أقول أن حكوماتنا المتعاقبة بفشلها لم تستطع تحقيق العيش الكريم للمواطنين. في سبعنيات القرن الماضي كان معلّم الصف (ابتدائي) يستطيع أن يعيش مع أسرته و يوفر من راتبه. أما الآن و بجهود الحكومات و خططها الفاشلة فلا يستطيع الأستاذ الجامعي العيش من راتبه. في سبعينيات القرن الماضي كانت الرشوة عيبة. أما الآن فأصبح من لا يرتشِ غبي و لا يعرف كيف يستفيد. عندما تكون غريباً في وطنك فالكل يغنّي موّالاً لا يشبه موّالك تهاجر. هاجر مئات الآلاف من شبابنا بسبب الخطط الفاشلة للحكومات التي لم تستطع تقليص نسب البطالة و البطالة المقنّعة، بل على العكس كرّست مفاهيم و مصطلحات خاطئة، فأصبحت السيارة حلم و البيت حلم و الجامعة حلم. هل تتذكر يا أخي قرار منع بيع السيارت و كم من حالات الزواج و الطلاق الإسمي لشراء سيارة. ماذا تسمّي السماح باستيراد سيارات البيك آب فقط، السماح باستيراد سيارات بمحرك سعة ما دون 1600 سم فقط. قانون الإستثمار و دولار الإستيراد و تصدير (ماء المخلل) وو يا أخي عندما يصبح الهاتف الخليوي متوفراً قبل الهاتف الثابت فهو فشل حكومي. عندما تكبر مدينة دمشق خمسة أضعاف دون وجود مورد مياه للشرب و تبحث عن مصادر لجر المياه تبعد 300 كيلومتر لتغذية مناطق المخالفات فهذا فشل تخطيط حكومي، عندما يصبح تقنين المياه و الكهرباء ساعات لعدة سنوات، عندما تسمح باستيراد مئات آلاف السيارات و لا توجد طرق تتسع أو مرائب خاصة بالأبنية، عندما يتم تزويد مياه الشرب لمئات الآلاف و تنسى بناء محطات معالجة الصرف الصحي فتصبح مصادر المياه ملوثة..... الفشل الحكومي كان و ما زال في عدة مجالات منها: إصدار الخطط الغير قابلة للتطبيق و سياسات التجريب و الخطأ، التقصير في المحاسبة بل تكريس الرشوة و الفساد، تراجع مستويات التعليم بكافة المراحل، عدم تأمين حاجة سوق العمل و رفدها بالإختصاصات المطلوبة، كثرة الخريجين دون وجود أي فرصة عملو غيرها لم تكن الحكومات المتعاقبة سوى حكومات تسيير أعمال، تنفّذ ما يقرره التجار و بعض المتنفذين لأغراض خاصة. أخوكم القاضي

اود ان اشكر الاخ القاضي فقد عبر بشكل مختصر عن اسباب مشاكلنا وحمل المسؤليه لاصحابها دون مواربه ولكن ارجو من حضرة القاضي المحترم ان يدلي برأيه عن الحل لهذه المشكله وهل نكتفي بالدعاء وبادعاء الاصلاح ونحن نرى ونسمع كيف تسير البلاد من سيء الى اسوء وشكرا

الأخ/الأخت ميزان: ذكرت مراراً في شغب عبر مشاركاتي السابقة بأنّي لا أملك حلاً سحرياً. و إنقاذ البلاد بعد أن حلَّ بها الفساد يحتاج إلى جهوداً و تصميم لا أحلام و دعاء و تباكٍ. ما دمنا و عبر هذا الشغب تحت رعاية الأستاذ نبيل قد فنّدنا العوامل و المؤثرات وهي بداية من عدم أهلية و فشل و جهل و فساد الطاقم الإداري على كافة المستويات؛ فبداية الحل تتم بإزالة هذا السبب. هنا توجد عدة خطوات أولها التخلص النهائي من العاهات القديمة المتشبثة بالكراسي. ثانيها تأهيل الكوادر الوطنية التي تشغل المناصب بما يتناسب مع الهدف المحدد، أي تدريب موظفي الصف الأول (الفئة الإدارية العليا من مدراء الشركات و المؤسسات و الهيئات الحكومية) على أساليب الإدارة الحديثة و آليات إتخاذ القرار و إدارة الأزمات و إخضاعهم لتقويم نصف سنوي. ثالثاً اختيار المدراء حسب الكفاءة و عبر مسابقات، على سبيل المثال لا الحصر في بلد الإغتراب الذي أُقيم فيه يتم الإعلان على وظائف من كافة المستويات أي حتى مرتبة معاون وزير Deputy Minister. ويتم اختيار الشخص المناسب دون أي اعتبار لدينه أو جنسه أو شكله أو حتى إنتمائه السياسي. من إسمك "ميزان" أودّ أن أشير أن "العدل أساس الملك" أي أننا نحتاج العدالة كما في المخاصمات بين الناس و في القضايا الجنائية نحتاج العدالة في الفرص و الواجبات. الدولة لا تستطيع لوحدها محاربة الفساد، بل إنه مجهود فردي وواجب على كل مواطن. و البداية من الممارسات الفردية و من الأسرة. سوريا بلدنا نحن و إن لم نحافظ عليها لا نستطيع أن نطلب من أحد مساندتنا. بعض الأمثلة الفردية: أوقفني شرطي و أنا ذاهب إلى عملي ذات صباح صعد إلى جانبي، كل شيء نظامي في السيارة، طلب الأوراق و شهادة السواقة و لم يجد فيها شيء (من الأوراق المالية)، بدأ بحديث ثم بآخر وو بالنهاية لم يحصل على شيء. فقد الأمل فنزل. مثال آخر مع شرطي آخر استوقفني بججة زيادة السرعة مع أنّي لم أتجاوز السرعة المحددة، حاول بعدة طرق و لكنّ إجابتي بأنّي لم أتجاوز السرعة لم تقنعه ولكن قلتله إذا أردت فاكتب مخالفة؛ طبعاً لم يرد ذلك فتابعت طريقي. سمعت عن بعض الشباب المصري بعد سقوط النظام في العام الماضي، أنهم شعروا بإنجاز ما بأن مصر عادت إليهم، فبدأوا بتنظيف الشوارع لأنها بلدهم. هذا ما يفتقده الكثيرون منا نحن السوريون، فيقولون إن سوريا ليست لنا فنحن نخدمها و غيرنا يحصد الأرباح، آن أوان الشعور الوطني الذي تأجج نتيجة للأحداث. سوريا وطننا كما نخدم العلَم (ولي الشرف بخدمته) علينا خدمة الوطن كل من موقعه. هذا ما ينقصنا. لقد آلمني الأخ الصياد باختياره الفاسد في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة (مع احترامي لحريته في الإختيار و التعبير) كي لا نخسر أحدهم يتحوّل إلى معارض إن فقد المنصب. يا أخي الصياد لا نحتاج من ينبح معنا بل نحتاج من يعمل معنا في بناء الوطن، مستقبل سوريا التشريعي و الرقابي بين أيدي 250 "ممثّل" للشعب فأرواحنا و حياتنا بين أيديهم. أعلنت الدول الغربية مرحلة جديدة مع سوريا في إعداد لخطوة أخطر قد تصل لإعلان الحرب على سوريا، فتجويع الشعب و محاولة تأليبه على الحكومة لم تعد تنفع فالصهاينة بعدما استطاعوا خلال أكثر من سنة إنهاك الجيش العربي السوري و إهدار الجهود و الأموال و العتاد و الدماء. يريدون التخلص من القيادة بأي ثمن. و المبعوث الدولي و قبعاته الزرق تضغط على صدورنا مانعةً الجيش من تنفيذ واجبه الوطني بالتخلّص من الآفات الفورجية و داعميهم. و أذكّر هنا بمشاركة سابقة لي، بأنه على القيادة السورية التصرّف بحكمة عبر طرد هذه القبعات الزرق من الأراضي السورية و تطهير البلاد من كل جراثيم الفورة. و بعدها إصدار تعديل على القانون 49 الخاص بإعدام المنتمين للإخوان ال"مجرمين" ليشمل أعضاء الجيش الكر و مجلس اسطنبول و كل من انشقّ عن الجيش العربي السوري و كل من حمل السلاح. بعد فترة سماح أخيرة و نهائية. لم تمت خطّة كونداليسا رايس في الشرق الأوسط الجديد بهزيمة الصهاينة في 2006 و لكنها تُطبخ على نار هادئة، ولا بد لدحرها من إنهاء الأزمة في سوريا بأسرع وقت، لأننا في كل يوم نستفيق على خطوات للأسف لم نستطع إدراكها، و العون الروسي لا يراهن على الضعفاء. علينا أن نحسم المعركة العسكرية بسرعة و أن نسابق الزمن لأن خططهم و خطواتهم أسرع من استيعاب أكثر المترهلين من أصحاب القرار ذوي المناصب الحساسة. أخوكم القاضي

إليك أيها القاضي الجليل أكرم وأصدق التحيات ,مابعد ماكتبت من قول ,كل ما قلته صحيح ,مؤلم ماذكرت ولكنه صحيح ,وكلنا لدينا مثل هذه التجارب وأفظع وعلينا التكاتف لوقف الفساد ,ما المانع من وقوف الموظفين بمجموعهم ضد الفساد -طبعا الشرفاء منهم وهم كثر- ماالمانع من وقوف الشباب امام الكاميرات وفضح كل استاذ يطلب رشوة -مهما كان نوعها- رأيي ان الإعلام هو المساعد الأول وسيقوم بواجبه إن وقفنا معه بجد ولم ننهزم ونخاف من فلان وعلان ,هذه بداية وقد حاولت في مرات عدة أن اعمل بها ونالني نصيبي من التهميش والأذى ومنع نشر كل ماكتبت بحجة الخوف من التقاضي مع أني قدمت لهم تعهدا خطيا بتحمل كامل المسؤولية عن كل اتهام لأي فاسد في الجامعة فكان الجزاء لي اكبر مما يمكنك تخيله .واليوم أنا في بطالة نعم في بيتي لأني رفضت التهاون والسكوت وصممت أني لن أقف على منبر التدريس إن لم يتم القصاص ممن يسيء لمهنتنا الشريفة ولكن لاأحد يهتم بل ربما لو رفعت صوتي اكثر لنالوا من سمعتي الشخصية ,مع ذلك لايهمني إن وجدت من يرضى بتحمل مسؤولية فضح هؤلاء الفاسدين على كافة المستويات هناك خطر شخصي نعم هذا مارأيته بعيني ولكن اليوم الوطن كله بخطر وهذا ما يجعل أمثالي يؤجلون كل خططهم .لكني اعدكم لن استسلم مادمت استطيع الصراخ وسارفع صوتي في كل واد عسى ان لاتكون صرخاتي في وادي النسيان .طبعا انا أمثل فردا في هذه القضية ويوجد كثر مثلي وأفضل مني ونحن نحاول ان نصلح بداية من محيطنا ولكن كل من حولنا يتكالب في الدفاع عن الفاسدين وللعلم هؤلاء هم أول من أعلن أنه ضد النظام :يعني أكلوا وافسدوا في الصحن والآن يبصقون عليه وفيه وهذا يدعوا للشماتة بمن دعمهم ولن نندم على الشماتة بمن اضطهدنا واليوم يطلب الفاسدون بإقصائه .اخي القاضي لاتيأس سورية لنا وأجمل من أن نتركها لهم ولكن نحتاج للتكاتف ,يريدون لنا أن نهجر وطننا ونخلي الساحة لفسادهم ولكني ارى ان التغيير قادم بسواعد الشباب ولو لم يختطف الفورجية والفوضويون ومن ثم الإرهابيون للحراك لكنا اليوم في مكان آخر ولكن لابأس ستنتهي المحنة وسيعود للشباب مجال التطوير والتغيير وسنكون خلفهم نسندهم وندعمهم ولكن لانسرق جهدهم وأملهم ,كلي أمل بغد سوري جميل لهذا يحكمني الأمل وأرجو أن يحكمك أيضاً وستعود إلى سورية وستحيا فيها كما تتمنى ونتمنى . حماكم الله وحمى سورية الغالية

أشكر الأخت المحكومة بالأمل على جرعة الأمل. الأمل موجود و الحمد لله بوجود الشرفاء في وطني من أمثالكم. لا أحب الإطراء و لكنه مطلوب إلى حدٍّ ما بعدما تعوّدنا في بلاد الغرب عليه و حتى عن الكلام عن المنجزات الفردية لأنها مطلوبة وإن كانت تُضحكني على مبدأ "مادح نفسه يُقرئك السلام". إن ماذكرته عن أمثلة بسيطة ليس إلا تذكير بما يجري على الأرض يومياً و عن كيفية التعامل معها فردياً. و في نفس السياق أذكر أنّي وجهتُ نداءً عبر أحد المواقع السورية في تعليق لي على مادة منشورة بمناسبة بداية شهر رمضان المبارك قبل العام الماضي بأن يمتنع المواطنون و الموظفون في الشهر الكريم عن الرشوة، طبعاً تعليقي لم يلقَ أي رد. على مستوى أعلى مما ذكرت سابقاً أود الإشارة إلى كارثة بيئية مجبولة بالفساد: قرأت بالأمس على موقع طرطوس سيتي أنه تم وضع حجر الأساس لمشروع المفيض البحري، جاءت فكرة مشروع المفيض البحري من إيجاد حل سريع و إسعافي لمشكلة تجمع مياه الصرف الصحي في منطقة مشاريع الكورنيش البحري في مدينة طرطوس أثناء الإنشاء أي في العام 2006، وطرح الفكرة مدير فرع لشركة عامة (الإسم موجود لدي) على السيد المحافظ الذي تمّ تعيينه حديثاً في ذاك الوقت وذلك لإيجاد جبهة عمل جديدة لشركته بعد إنهاء مشاريع الكورنيش البحري التي بدأت بعقد قيمته بضع مئات ملايين الليرات لتنتهي بعدة عشرات من العقود بقيمة إجمالية 1.2 مليار ليرة سورية. الحل الإسعافي أخذ مدة سنتين للدراسة و كلفة التنفيذ 450 مليون ليرة سورية و يحتاج لمهارات و خبرات خاصة غير موجودة في سوريا (حسب معرفتي)، مع العلم أن المفيض هو جزءٌ لا يتجزأ من محطة معالجة الصرف الصحي المزمع تنفيذها على مصب نهر الحصين من قبل الشركة الإيرانية بكلفة 1.1 مليار ليرة سورية، بينما مشروع المفيض يقع ضمن منطقة الكورنيش البحري. لماذا هذا الهدر و الكارثة البيئية. في سوريا فاسد في دمشق فاسد، في حلب فاسد، في حمص فاسد،(في كل مدينة فاسد) في سوريا ألف فاسد في كل مدينة ألف فاسد في سوريا عشرة آلاف فاسد في كل مدينة عشرة آلاف فاسد في سوريا مليون فاسد في كل مدينة _____ فاسد أين وصلنا؟ أرقام و أرقام، و لكن هل نستطيع تصنيف الفساد؟ لنحاول معاً: لنفترض موظف دخله الشهري 10000 ليرة سورية يلزمه ليعيش مع أسرته بالحد الأدنى 25000 أي عليه تأمين المبلغ الباقي. إذا أمّنت الحكومة المبلغ الباقي و بسبب الموروثات الأخلاقية و الدينية سيمتنع نسبة 70% من الموظفين عن الطرق غير المشروعة لتأمين الحاجات. 20% تمتنع عن هذه الطرق في حال تطبيق المحاسبة. 10% لا تخاف لأنها جشعة و لن ترتدع حتى بأقسى العقوبات. إذاً علينا أن نعمل على هؤلاء ال 90% بتأمين الدخل الكافي على الأقل و تطبيق القوانين. إنّ ما ذكرته سابقاً حول اقتراح لي بتأمين المبلغ المطلوب عبر الشراكة الأوربية لم يعد ذا مغزى في الظروف الحالية. و لكن على الحكومة تأمين هذا المطلب عبر البحث عن مصادر تمويل لأننا لا نستطيع أن نطلب من الجياع الإمتناع عن سرقة رغيف الخبز، و لكن نستطيع أن نطلب من شاب عدم تبديل هاتفه الخلوي كل شهر حسب الموديل. حسب ما أرى أننا على مفترق طرق، و محور المعادلة هو العدو الصهيوني، سمعت قولاً أنّ الحل بأن تسرع القيادة السياسية و تتفاوض مع الصهاينة لإقامة معاهدة سلام ضاربين عرض الحائط العلاقات الأخلاقية و الإستراتيجية مع المقاومة و إيران. نظرياً، هو مخرج للأزمة و يضع جميع الغربان و أسيادهم الأوربيين و الأمريكان في الزاوية و قد يُنهي الأزمة بأسرع مما نتصوّر. و لكنّي لا أرى في ذلك حلٌّ مشرّف، بل أرى أن نقوم بعكس ذلك، أي بالإتفاق مع إيران و المقاومة على عمل عسكري ضد الصهاينة، حيث أننا نفقد يومياً الكثير من الأبناء و تُهدر الدماء السورية و نخسر العتاد و الجهود و الأموال في حرب هدفها إنهاك الجيش العربي السوري ليصبح لقمة سائغة يستطيع الصهاينة القضاء عليه بسهولة. قد يُسمي البعض ذلك هروباً من الأزمة، نعم هو هروب و لكن باتجاه الأمام و لمواجهة ما يُحاك من مؤامرة، كقراءة للمستقبل، علينا أن نستلم المبادرة و أن نكون فاعلين لا أن نتلقى الصفعة تلو الأخرى من أناس كنا نعتبرهم حتى أمس قريب أخوة و أشقاء. أخوكم القاضي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...