انتاج العنب أكبر من طاقة معمل حمص

22-10-2006

انتاج العنب أكبر من طاقة معمل حمص

تشتهر محافظة حمص بزراعة الكرمة منذ قديم الزمان الى جانب زراعة المحاصيل الاستراتيجية

الأخرى حيث مازالت أشجار الكرمة تحتل مساحات واسعة من مساحة الأراضي الزراعية في المحافظة وهذه المساحة تنتج نوعين من العنب : العنب العصيري بكميات كبيرة , وعنب المائدة بكميات أقل!. ومن أجل إيجاد منافذ لتصريف الانتاج المتزايد من العنب العصيري تم انشاء شركة حمص لتصنيع العنب في زيدل, إضافة الى عدة معامل للقطاع الخاص.. فما هو واقع محصول العنب إنتاجاً وتسويقاً وتصنيعاً ومامساهمة الشركة والمعامل ا لأخرى في تسويق الانتاج?‏

هذه الأسئلة وغيرها نجيب عليها من خلال التحقيق التالي:‏

ولمعرفة المزيد عن مسألة تسويق محصول العنب الى الشركة , قمنا بزيارة الى هناك والتقينا مع مديرها المهندس توفيق الدياب الذي تحدث قائلاً: قامت إدارة الشركة بالاجراءات المعتادة التي تقوم بها عادة خلال أشهر حزيران وتموز وآب من أعمال صيانة لخطوط الهرس والكبس والتخمير والتقطير بالاضافة الى الأقسام الفنية المساعدة كالمراجل بحيث تكون هذه الأقسام جميعها على استعداد تام لاستقبال انتاج الاخوة الفلاحين من العنب العصيري كما تتم اعادة توزيع العمل في الأقسام المذكورة بحيث يستمر عملها المعتاد اضافة الى مايترتب عن عمليات استقبال العنب التي تستمر على مدى ورديتين أما باقي الأقسام فتعمل بواقع ثلاث ورديات وطيلة أيام الاسبوع بما فيها الأعطال والأعياد الرسمية وقد تم التنسيق والتعاون مع اتحاد فلاحي المحافظة من أجل تنظيم عملية توريد محصول العنب من المنتجين وهذا التعاون تم بتوجيه من القيادة السياسية بالمحافظة والتي يمثلها رئيس مكتب الفلاحين والعمال في فرع الحزب وقد نتج عن ذلك تشكيل لجنة من قبل السيد محافظ حمص للاشراف على عملية التسويق ومن الاجراءات الجيدة التي سهلت عملية استقبال محصول العنب في الشركة والتي أدت الى خلق حالة من الارتياح حيث تم تخصيص مكان حول سور الشركة لوقوف الآليات والشاحنات المحملة بالعنب الواحدة تلو الأخرى مما خفف النزاعات والاشكالات بين الاخوة الفلاحين في عملية تنظيم دخول الآليات الى الشركة لتفريغ الحمولة ومع ذلك فقد تحدث بعض الارباكات من جراء عدم التزام عد دمن المنتجين بتوريد كمية العنب المدونة على البطاقة من حيث الزيادة وتتمنى ادارة الشركة من اتحاد الفلاحين أن يعمل على الزام الفلاحين بالتقيد بالكمية المسجلة في البطاقة في الأعوام القادمة حرصاً على العدالة في توريد الكميات المدونة على البطاقات وأضاف ان الخطة التي وضعتها ادارة الشركة لتسويق محصول العنب في الموسم الحالي والتي اعتمدت من قبل هيئة تخطيط الدولة وبعلم المؤسسة العامة للصناعات الغذائية ووزارة الصناعة قد بلغت 12200 طن من عنب العصر على مدى 45 يوماً حيث تم الاتفاق مع اتحاد فلاحي حمص على أن يتم توريد 350 طناً في اليوم خلال فترة ال¯ 12 يوماً الأولى , و250 طناً خلال فترة ال¯ 10 أيام التالية ثم تتراجع الطاقة الاستجرارية للشركة لتصبح 180 طناً في اليوم وهذه الكمية تساوي الطاقة التقطيرية حيث تكون الخزانات قد امتلأت بالعصير ومع ذلك فإن الكميات المستلمة خلال فترة 22 يوماً حوالي 7340 طناً بينما كان المخطط أن يتم استلام 6700 طن أي بزيادة 640 طناً .. وحتى تاريخ 29/9/2006 بلغت كمية العنب المسوقة الى الشركة بحدود 8000 طن ومازالت عملية الاستلام مستمرة حتى نهاية الموسم وهذا يدل على أن الشركة التزمت بتنفيذ تعهداتها لابل أفضل مما هو مخطط كما ذكرنا سابقاً وذلك بسبب عدم حدوث أعطال وتوقفات طارئة واستمرار العمل بوتيرة جيدة في العمليات الفنية والتكنولوجية للشركة , وبفضل حرص إدارة الشركة وبالتعاون مع التنظيمين النقابي والحزبي, على حسن سير العمل.‏

* ورداً على سؤال حول سبب اندفاع المنتجين ورغبتهم بتوريد محصولهم الى الشركة أجاب المهندس توفيق قائلاً: ان رغبة المزارعين بتسويق انتاجهم من العنب الى الشركة لها عدة أسباب أولها : السعر المجزي الذي أعطته الشركة الى المنتج وهو 25ر8 ل.س للكيلو غرام الواحد من العنب وثانيها - تسهيلات عملية استلام المحصول وثالثها - ضمان دفع قيمة المحصول حيث يتم دفع نسبة 50 % من القيمة بتاريخ 30/11/2006 كحد أقصى, والنسبة المتبقية يتم دفعها حسب توفر السيولة النقدية في الشركة التي لها علاقة بعملية بيع المواد الناتجة عن عملية استلام وتصنيع العنب, هذه المواد لاتستطيع الشركة تصنيعها وبيعها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر إضافة الى تأثير عامل دفع رسم الانفاق الاستهلاكي والذي يتم تسديده شهرياً خلال مدة عشرة أيام من الشهر التالي عن الشهر الماضي وهذا الرسم نسبته 35 % من قيمة المبيعات فعلى سبيل المثال إذا باعت الشركة كمية من منتجاتها بقيمة 20 مليون ل.س فإن عليها أن تسدد للمالية بحدود 7 ملايين ل.س في الايام العشرة الاولى من الشهر التالي , وإلا ترتبت غرامة بنسبة 1 %‏

» إذا كان مطلوب من شركات القطاع العام المنتجة دفع رسم الانفاق الاستهلاكي فياحبذا لو تعلمنا مديرية مالية حمص كم يردها شهرياً من رسم انفاق استهلاكي من معامل القطاع الخاص العاملة في مجال تصنيع العنب والمنتشرة في أرجاء المحافظة علماً أن مبيعات معامل القطاع الخاص تتزايد يوماً بعد يوم نتيجة المنافسة وعلى حساب جودة النوعية‏

نعود الى مدير شركة تصنيع العنب الذي أبدى خلال حديثه ملاحظة تتعلق بوضع محصول العنب بالمحافظة بشكل عام , وهي أن معظم الاخوة الفلاحين يلجأون الى قطاف أوراق الأشجار (الكرمة ) بشكل جائر من أجل بيعها وفي وقت تكثر فيه الأمراض الفطرية والحشرية التي تصيب الأوراق والثمار, لدرجة أنه لاتبقى إلا الأغصان الفارعة الخاوية من الأوراق والتي تنمو بدلاً عنها أوراق ضعيفة وصغيرة لاتقوم بالمهام المطلوبة منها لحماية الثمار والشجرة وعندما يقترب المحصول من النضج لاتجد ثمار العنب من الأوراق التي تعمل على تغذيتها وحمايتها من الظروف الجوية مما يؤدي الى ذبولها وموتها وعند ذلك يصيح الفلاح بأن محصوله قد قارب على الهلاك ويحمل إدارة الشركة واتحاد الفلاحين مسؤولية هذه العملية التي قام بتنفيذها بنفسه على مقولة المثل: »جنت على نفسها براقش« وتمنى المهندس توفيق من اتحاد فلاحي محافظة حمص ومديرية الزراعة توجيه الاخوة الفلاحين من خلال الفنيين والمهندسين للقيام بعملية التقليم الخضري العلمي دون اللجوء الى قطاف الورق الذي يعتبر مطبخ الغذاء لأشجار الكرمة ..وبشأن المدة الزمنية اللازمة لتسويق المحصول والتي يطالب البعض بتقصيرها حفاظاً على الموسم من التلف أوضح مدير الشركة أن المدة المحددة لتسويق العنب الى شركة تصنيع العنب تعتبر أقل من المدة المحددة في السويداء حيث تصل هناك الى 60 يوماً و من أجل تسويق أكبر كمية من انتاج المحافظة من العنب العصيري لابد من أن يساهم القطاع الخاص في توريد واستلام كمية أخرى من انتاج الفلاحين وبالسعر الذي تعطيه الشركة وعلى اتحاد الفلاحين أن يسعى بذلك بالتعاون مع الجهات الوصائية بالمحافظة‏

وبالعودة الى العام الماضي فقد استلمت الشركة كمية 11885 طناً من العنب أي بنسبة 97 % من الخطة التسويقية بينما نسبة تنفيذ الخطة الانتاجية والمبيعات بلغت 76 % بقيمة 190 مليون ل.س وبلغت قيمة الأرباح قبل حسم الضريبة بحدود 35 مليون ل.س كما بلغت قيمةرسم الانفاق الاستهلاكي المسدد الى مديرية مالية حمص بحدود 67 مليون ل.س‏

وفي مكتب رئيس اتحاد فلاحي محافظة حمص التقينا مع السيد علي حبيب عيسى رئيس مكتب التسويق في الاتحاد حيث أوضح من خلال حديثنا معه ان انتاج المحافظة من العنب العصيري حوالي 30 ألف طن وهذا الرقم يدل على أن هناك زيادة ملحوظة في الانتاج بسبب عناية واهتمام الأخوة الفلاحين بمحصول العنب وتنفيذ تعليمات الارشاد الزراعي في رش المبيدات واستخدام الأسمدة بشكل عقلاني والتقليم الجيد.. وقبل بدء التسويق كان هناك خلاف بيننا وبين ادارة شركة تصنيع العنب حول تسعيرة شراء الكيلو غرام الواحد من العنب حيث كان المقترح من الشركة ب¯ 6 ل.س والمنظمة أصرت على رأيها بأن لايقل السعر عن 20ر8 ل.س مما أخر ترتيبات التسويق لبعض الوقت وبعد أن تم الاتفاق على السعر تابعنا اجتماعاتنا الدورية مع ادارة الشركة على أن يكون معدل التوريد في فترة ال¯ 12 يوماً الأولى من بدء عملية التسويق 350 طناً في اليوم وفي فترة ال¯ 10 أيام التالية بمعدل 250 طناً في اليوم وعملية التسويق هذه تتم بموجب عقود مبرمة مع 65 جمعية فلاحية منتجة للعنب العصيري منتشرة بين رابطتي المخرم والمركز الشرقي والعقود أجريت بين إدارة الشركة والجمعيات المعنية مصدقة من الروابط الفلاحية واتحاد الفلاحين ومن خلال تعاوننا مع ادارة الشركة وتنظيم توزيع بطاقات التوريد, وجدنا أن هناك ارتياحاً لدى الاخوة الفلاحين في عملية تسويق العنب خاصة بعد أن تم تخصيص مكان حول سور الشركة من أجل تنظيم الدور للآليات الموردة وأضاف : من أجل أن تتم عملية تسويق محصول العنب قبل أن يتعرض للجفاف والتلف وبالتالي لايتضرر الاخوة الفلاحون من المطلوب تحديد فترة التسويق بشهر واحد وهذا يتطلب أحد الحلول التالية : إما توسيع الطاقة الانتاجية والطاقة التخزينية للشركة أو إنشاء معمل آخر في مواقع الانتاج في المنطقة المتوسطة الواقعة مابين المشرفة والمخرم.‏

خلال زيارتنا الى الشركة أجرينا أيضاً بعض اللقاءات مع بعض الاخوة الفلاحين في مكان تواجدهم مع آلياتهم المحملة بالعنب حول سور الشركة‏

* يوسف الجوراني: من قرية الأعور - قال: لدي كرم من العنب إنتاجه الوسطي في العام 12-13 طناً.. وصار لي أربع سنوات وأنا أورد إنتاجي الى الشركة وفي العام الماضي وردت الى الشركة حوالي 12 طناً و600 كغ.. وفي هذا اليوم جئت الى هنا ببطاقة توريد 5 أطنان من العنب, لكن الآلية (التريلة) يمكن أن تتسع لأكثر من ذلك .. وفي العام الحالي وجدنا تسهيلات في عملية تنظيم دور دخول الآليات الى الشركة ونطالب بأن يتم تعبيد هذا المكان الذي تقف فيه الآليات .‏

* عيسى مندو- من قرية دولاب- قال: لدي مساحة من الأرض تبلغ 100 دونم مزروعة بالكرمة وإنني أقوم بتوريد انتاجي من العنب الى الشركة منذ أكثر من عشر سنوات , وفي السنة الماضية وردت الى الشركة 35 طناً من العنب واليوم جئت مع الآلية التي يمكن أن تزيد حمولتها عن الكمية المحددة في بطاقة التوريد ب¯ 5 أطنان .. وهذه المرة الرابعة التي آتي فيها الى الشركة وبلغت الكمية التي وردتها حتى الآن 22 طناً .. ومع ان السعر الذي تدفعه الشركة معقول لكنه لايساوي تكاليف مستلزمات الانتاج‏

* حرب سلامة - من الجابرية - قال: لدي 67 دونما من أشجار الكرمة والمتوسط السنوي للانتاج 22 طناً في السنة .. وقد أعتدت على توريد انتاجي الى الشركة كلما حصلت على بطاقات توريد في وقت مبكر .. وبموجب بطاقة التوريد المحددة كميتها ب¯ 5 أطنان, جئت اليوم مع الآلية (التريلة) التي يمكن أن تكون حمولتها أكثر من 6 أطنان ولي ملاحظة في موسم تسويق العنب تتعلق بالشركة حيث تتأخر بأخذ عينات لمعرفة درجة الحلاوة, بينما بعض الأماكن ينضج فيها العنب بوقت مبكر , كما أنها أيضاً تتأخر باستلام محصول العنب ..‏

المصدر: العروبة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...