بري يدعو الإخوة الأعداء إلى حكومة وحدة وطنية

26-10-2006

بري يدعو الإخوة الأعداء إلى حكومة وحدة وطنية

دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اطراف الحوار الوطني اللبناني الى العودة الى الطاولة المستديرة للتشاور، على ان لا تتعدى مدة هذا التشاور 15 يوما تبدأ من الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين المقبل، وذلك لمناقشة بندين: تأليف حكومة وحدة وطنية ووضع قانون الانتخاب.
عقد رئيس المجلس مؤتمرا صحافيا الحادية عشرة قبل ظهر امس في عين التينة حضره النواب سمير عازار وميشال موسى وعلي حسن خليل وعلي بزي ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وقياديون من حركة "امل".
وتوجه بري الى "اللبنانيين، والعرب، والمسلمين"، بالتهنئة برمضان، وقد كان شهرا اجتاز فيه اللبنانيون "امتحانا صعبا، بل اجترحوا معجزة، معجزة ضد العدوان الاسرائيلي البربري على بلدهم وقراهم وبناهم التحتية واطفالهم ومنازلهم بفضل مقاومتهم الباسلة وتضامنهم الرائد في زمن التفكك والتشرذم والتطييف والتمذهب، وتراكض الغرب لوقف التصدع لدى الكيان الصهيوني بعدما انقلب سحر المعتدي على الساحر ومن وقف ويقف وراءه دائما. ولم يكن على لبنان سوى الانتقال الى الجهاد الاكبر، جهاد التغلب على الذات وعلى الفتنة، وتاليا التكاتف لاعادة البناء والتصدي للتردي الاقتصادي. غير ان أبواق الفتنة عادت تنفخ وتبث فحيحها في حدائق لبنان. وأطل شهر رمضان شهر الخير والبركة والتسامح والتآلف والتآخي، وهو ينتهي، كما تعلمون، بعيد ليس للعودة الى ما كان، بل ليجسد هذه المعاني السامية التي كان الصيام من اجلها قربانا".
لذا، و"درءا لما يخطط وفي محاولة تفرض نفسها"، كان على بري وعلى "جميع القيادات اللبنانية من دون استثناء، موالاة ومعارضة"، ان يقول ان "لا احد يستطيع ان ينقذ لبنان وحده. فإما ان ننقذه جميعا او ان ننهار جميعا". وعليه، تقدم بالآتي:
"- اولا: الاعتذار الشديد لعدم تمكني من اجراء مشاورات مسبقة وتفصيلية لهذا الطرح، ولكنني آمل في قبول اعتذاري هذا وتاليا تلبية المضمون، اي هذا التوجه للقيادات اللبنانية.
- ثانيا: ادعو جميع اطراف الحوار الوطني الذي انطلق في 2 آذار الماضي، وعلى المستوى ذاته من التمثيل للعودة الى الطاولة المستديرة في المجلس النيابي للتشاور هذه المرة بدل النزول الى الشارع او الشوارع المتباينة ولا اريد القول الشوارع المتقابلة، مع الاخذ في الاعتبار حق سماحة الاخ السيد حسن نصرالله في ان يتمثل اذا ارتأى، بمن يرتئيه لمقتضيات امنية يعلمها جميعنا.
- ثالثا: ان مدة التشاور هذه هي 15 يوما حدا اقصى، تبدأ بجلسة اولى في الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين المقبل 30 تشرين الاول الجاري.
- رابعا: ان اي امر يجري الاتفاق عليه يصار وضعه موضع التنفيذ حتى لو تأخر بت امر آخر او تعذر. وموضوعا التشاور هما اولا البحث في حكومة الوحدة الوطنية وهو عنوان الشقاق اليوم، وثانيا القانون الجديد للانتخاب. وهذا لا يعني القفز فوق ما قامت به اللجنة التي ترأسها الوزير الاستاذ فؤاد بطرس، بل المطلوب من القيادات امران: تحديد ماهية الدائرة الانتخابية وماهية النظام الانتخابي، اكثري ام نسبي ام الاثنان معا".
واضاف: "بما اننا امام مؤتمرات مالية لمساعدة لبنان واستحقاقات تنتظرنا لدفع ما يتوجب علينا من ديون بدءا من سنة 2007، وهي مستحقات كثيرة، فسنبادر فورا الى دعوة اللجان المشتركة في مجلس النواب في حضور نواب يمثلون اطراف التشاور كلهم للبحث في الشأنين المالي والاقتصادي بما يريح اللبنانيين ويؤمن الاسراع في بناء ما هدمته الآلة الهمجية الاسرائيلية".
وتوجه بالحديث الشريف الى كل اللبنانيين:"اذا غضب الله على قوم أورثهم الجدل وجنبهم العمل".
وسئل بري هل المؤشرات مؤاتية للحوار بين الاطراف، أجاب: "قلت انني اعتذر سلفا من جميع القيادات اللبنانية لانني لم أتمكن من التشاور مفصلاً معهم حول هذا الموضوع، وقلت انني اتمنى ان يقبلوا اعتذاري ولكن يسيروا في المضمون، يعني ان يلبوا هذه الدعوة".
• اين هو موقع رئيس الجمهورية ولم تأت على ذكره في هذا الموضوع؟
- كل ما هو مطروح على الحوار الوطني لن يؤتى على ذكره، لان موضوع الحوار شيء وموضوع التشاور شيء آخر.
• الى اي درجة انت متخوف من اللجوء الى الشارع، هل هناك مؤشرات لتردي الوضع اكثر؟
- هذا السؤال يجعلني، ويا للاسف، أجيب: نعم اكثر من متخوف ولعلي اصل الى درجة الاعتقاد ان هذا التوتر وهذا التصعيد الذي حصل سيؤديان الى مواجهات في الشارع، ونحن نعلم ويا للاسف الشديد، الانقسام الافقي والعمودي القائم، ولا اريد ان اقول الطائفي والمذهبي في البلد. لذلك، نحاول ان نجعل هذا الموضوع محصورا في ما بيننا وبحوار، "وادفع بالتي هي احسن، فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"، مع العلم انه ليست في لبنان عداوات".
• هل سيكون البحث في موضوع حكومة الوحدة الوطنية وموضوع تغيير رئيس الجمهورية؟
- تعلمون ان هناك مطالبة بحكومة وحدة وطنية. لا يستطيع احد ان يكون ضد مبدأ حكومة الوحدة الوطنية. اصلا كما قلت للشيخ (النائب) سعد الحريري في لقائي معه خلال شهر رمضان: ان الوحدة الوطنية تفترض توافق جميع الاطراف. ليس من المعقول ان يكون الواحد ضد شيء. المفروض ان يوافق عليه. ولكن بدلا من ان نطرح هذا الموضوع في الشارع بين حكومة وحدة وطنية وتعديل حكومي وغير تعديل حكومي، لنجلس الى الطاولة ونتفاوض على هذا الموضوع، ونر كيف يمكن ان نصل الى نتيجة ايجابية ترضينا جميعا ما دامت المسألة بتوافقنا جميعا. ليست لهذا الموضوع علاقة برئاسة الجمهورية.
• قلت انك في الحوار الوطني ستكون طرفا وستعبر عن رأيك. انت تدعو اليوم الى التشاور. فهل ستأخذ في هذا التشاور الموقع نفسه؟
- نعم. طرف وطرفان وثلاثة، هذا حقي.
• طرحت التوافق حول حكومة الوحدة الوطنية. ولكن قوى 14 آذار رفضت مبدأ حكومة الوحدة الوطنية، وقال رئيس "تيار المستقبل" ان هذه الحكومة هي حكومة جيدة وحائزة ثقة اكثرية المجلس النيابي، وان الهدف من مطلب الحكومة الوحدة الوطنية هو تعطيل المحكمة الدولية. فما هو ردكم؟
- ليس في لبنان، بما في ذلك 14 آذار، من يرفض حكومة وحدة وطنية. لماذا؟ لان حكومة الوحدة الوطنية تفترض توافق الجميع. واذا كان هناك تخوفات معينة فلنقلها على الطاولة وليس في الشارع، هذا كل شيء.
• هل سلاح "حزب الله" مطروح على طاولة الحوار؟
- موضوع سلاح "حزب الله" كان مطروحا على طاولة الحوار، وحصل ما حصل. واعتقد ان الذي قام به الاخوة في "حزب الله" وفي المقاومة كان شرفا لنا جميعا. وفي جميع الحالات، حتى هذا السلاح، رغم القداسة كلها، اذا كان ثمة حوار يجب ان يدور حوله، فانه يعود الى موضوع الحوار وليس الى موضوع التشاور الآن.
• اذا لم تلب اطراف قوى 14 آذار وقوى 8 أذار الدعوة الى التشاور، فهل يمكن ان تكون العيدية ذهبت سدى، ونقول عندها "عيد بأية حال عدت يا عيد"؟
- اذا كنت تريد ان اقول "عيد بأية حال عدت يا عيد" اقولها بجميع الحالات. واذا كانت ترضيهم فانني اقولها، واذا لم يلبوا، كما قلت، سأعطي مثلا بسيطا: هذه النافذة في الامكان ان اكسرها وحدي. في امكان كل قيادي ان يخرب في لبنان، ولكن ليس في امكان اي قيادي ان يعمر لبنان وحده. هذا الشباك في امكاني وحدي الآن أن أكسره، ولكن اذا اردت ان أعيده، فانني في حاجة الى بضعة عمال لنتمم هذا الامر. هل اللبنانيون يريدون ان يعتبروا لبنان وطنهم الاول أم لا؟ هذا هو السؤال المطروح.
كنت دائما أقول اذا كان هناك ناس يعتبرون ان لبنان مسرح لحروب استتباع اقليمية يمكن ان يكون مساحة لكل القوى الشريفة في المنطقة. هناك انهيارات كبيرة في المنطقة من افغانستان الى العراق، وما بينهما. كنا ننتظر ان تحصل الهزة في اسرائيل. فلماذا يريدون نقل الهزة الى بيروت؟ هذا ما اريد ان اقوله وهذا ما يجب ان نتنبه اليه.
• الجلسة الاخيرة للحوار انتهت عند موضوع البحث في الاستراتيجية الدفاعية. لماذا لا يستأنف الحوار من النقطة التي توقف عندها وخصوصا ان هذا الموضوع هو موضع خلاف بعد العدوان الاسرائيلي؟، وماذا عن البنود التي اتفق عليها خلال الحوار ولا سيما العلاقة مع سوريا؟
- بالنسبة الى الشق الثاني من السؤال، كل ما اتفقنا عليه انا شخصيا، والمفروض جميعنا كقيادات ملتزمون تنفيذه، ومن هذه البنود العلاقات المميزة والعلاقات الديبلوماسية مع سوريا الى آخر ما ورد بالنسبة الى موضوع الحوار. اما بالنسبة الى الشق الاول، فمجددا اقول: هذه ليست جلسة حوار والا كنا قلنا ندعو الى جلسة حوار. هذه جلسة تشاور".
• هل الجلسات متواصلة؟
- ممكن. هذا امر لا اقرره انا. ما يهمني ان نكون موضع ثقة في هذا الطرح، ونيات طيبة، ونجتمع كقيادات كما اجتمعنا في السابق. عندئذ، هم يقررون اذا كانت الجلسات وستتواصل. انا مستعد خلال 15 يوما، اذا ارادوا، ان يجري ذلك كل يوم، وفي الوقت نفسه تكون اللجان المشتركة تناقش الموضوع المالي لان هذا الموضوع من اخطر المواضيع. ان العطف على لبنان والمساعدات اليه والمؤتمرات المعدة لاجله يمكن ان تذهب سدى نتيجة ما يحوطنا".
• قلت ان السيد نصرالله يمكن ان يتمثل بمن يرتئيه. هل هذا يعني انه ستكون هناك لقاءات ثنائية مع الامين العام لـ"حزب الله" ؟
- سيكون ممثلا. اما موضوع اللقاءات الثنائية، فلا قطيعة في لبنان بين قيادي وآخر. تحصل بعض الامور، اخذ ورد وطلعات ونزلات. هذه امور تعودناها. ليس هناك مشكل ولا قطيعة.
• هل في جدول اعمال التشاور احتمال انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهل تعتقد ان مؤتمرك الصحافي كان مستهدفا بالمتفجرة التي ألقيت فجرا؟
- بالنسبة الى رئاسة الجمهورية، انه موضوع مطروح على الحوار. واذا اراد الاخوة ان يعودوا الى الحوار في شأنه، فانه ليس للتشاور. ان موضوع التشاور هو حكومة الوحدة الوطنية. وقانون الانتخاب فقط (...).
اما بالنسبة الى القنبلة الصوتية، فاذا كان من قاموا بهذا العمل يقصدون ان يرتفع الصوت اكثر من هنا، من عين التينة، فها انا أرفعه".
• في ظل التوتر في الوضع الدولي والعلاقات العربية - العربية وانعكاس ذلك على لبنان، هل قمت باتصالات لتحمي مبادرتك التشاورية؟ هناك قوى حليفة لسوريا بدأت تدعو الى النزول الى الشارع والى التغيير. فهل تم التشاور مع المسؤولين السوريين لتجنيب لبنان هذا التوتر؟
- يا للاسف، نعم هناك انقسام عمودي وافقي، ولا اريد ان اقول ان هناك انقسامات مذهبية وطائفية. انا من الذين يعتبرون انه اذا كان العرب بخير يكون لبنان ايضا بصحة افضل ويكون بخير. وفعلا، اذا كانت العلاقات العربية - العربية جيدة، فان ذلك ينعكس على لبنان. ليس عندي في السياسة شيء تحت الطاولة، واحب ان تكون الامور مكشوفة. ان احد اهم اسباب زيارتي السعودية ليس فقط لشكرها على ما قدمته وتقدمه من اجل لبنان، وخصوصا بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان، ولكن ايضا في سبيل تحسين العلاقات العربية - العربية وخصوصا العلاقات السعودية السورية لان مثل هذا التحسن ينعكس ايجابا على لبنان. طالبت بتطبيع العلاقات ليس فقط ايضا مع السعودية، انما مع مصر ومع كل بلد آخر. ان العرب، اذا كانوا موحدين، فانهم بالكاد ان يكون لهم مكان تحت الشمس. فكيف بالاحرى اذا كانوا مفرقين؟ ويا للاسف، نتيجة الاهتزاز الآن في المنطقة اقليميا، اعود واؤكد ان العلاقات العربية - العربية لا تزال قائمة على تعقيدات عدة. الآن نحن امام شرق اوسط جديد، ولكن ليس الشرق الاوسط الذي تحدث عنه الاميركيون. فلنتنبه الى ما يحصل. مجددا، في افغانستان، في العراق، في فلسطين، وايضا وايضا الى ما يعد بالنسبة الى موضوع لبنان. فلنتق الله والسلام عليكم.
وتلقى برقيات تهنئة بعيد الفطر من رئيس مجلس النواب اليمني عبدالله الاحمر، ولي العهد البحرين الشيخ سليمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس مجلس الشورى البحريني فيصل الموسوي، رئيس مجلس الشورى اليمني عبد العزيز عبد الغني والدكتورة سعاد الصباح.

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...