موسوعة الشعر السوري الرديء

08-11-2006

موسوعة الشعر السوري الرديء

أفرزت حقبة التسعينيات في سورية نحو مئة شاعروشاعرة،وجدوا في رحابة قصيدة النثر ملاذاً للركاكة والاستسهال في اقتحام هذا الجنس الإبداعي.

الأمر الذي أوحى للشاعر الشاب ابراهيم حسو، جمع هذه النصوص في موسوعة ضخمة، أطلق عليها اسم «الشعر السوري الرديء»، واتخذ شعر التسعينيات نموذجاً. ‏

لم يكن اختيار هذه النصوص صعباً،يقول ابراهيم، ويضيف «يكفي أن تقوم بجولة افتراضية على المواقع الالكترونية حتى تخرج بحصيلة ضخمة من هذه النماذج التي تفتقد إلى الحد الأدنى للشعرية وجماليات قصيدة النثر، كما أسهمت الصفحات الأدبية في الصحافة المحلية برفد هذه الموسوعة بنصوص نموذجية للبلاهة الشعرية. بعد نحو ثلاثة سنوات على إطلاق هذا المشروع والإعلان عنه، وصلت هذا الشاعر عبر بريده الالكتروني مئات النماذج للشعر الرديء،وبالمقابل استلم رسائل تهديد من بعض الشعراء، ممن ُأدرجت أسماؤهم في صفحات الموسوعة،مرفقة بشتائم جارحة، واعتبر هؤلاء أن المشروع تخريبي،وهو «مصنع لتفخيخ الشعرية السورية بمتفجرات الكراهية والقطيعة». ويرى هذا الشاعر الذي يعيش عزلة طويلة في الشمال السوري أن حقبة التسعينيات تستحق بجدارة اسم «مرحلة نهوض القصيدة الرديئة»، بعد أن حفلت الساحة الشعرية بأسماء لا تمتلك الحد الأدنى للكتابة.والغريب أن صاحب الموسوعة لا يستثني نفسه من الانتماء إلى هذه المرحلة، والمساهمة في كتابة نصوص رديئة ونشرها في الصحافة المحلية،طوال تلك الحقبة، بسبب من العطالة والضجر والفوضى واللاجدوى، فقد انتظر نحو عشر سنوات كي تتاح أمامه فرصة لنشر مجموعته الشعرية الأولى «الهواء الذي لونه أزرق». واضطر للعمل في محطة محروقات في إحدى مدن الشمال السوري،وكتابة أوجاعه في أوقات فراغه،قبل أن تلمع في رأسه فكرة الموسوعة،وإذا به يجد نفسه «غارقاً في التفاهة»، إلى درجة الحيرة في اختيار هذا النص أو ذاك،نظراً للوفرة الهائلة في النصوص الرديئة.ويوضح أن المقياس الذي اعتمده في فرز أصحاب النصوص الرديئة،هو الذائقة أولاً،ثم غياب الحد الأدنى للشعرية والصياغة اللغوية،وانتصار الركاكة على ما عداها.ويضع ابراهيم حسو اللوم على بعض النقاد «الرديئين»، هؤلاء الذين واكبوا هذه التجارب،وأثنوا على تفاهتها،لأسباب لا تتعلق بالنقد، وإنما للعلاقات الشخصية والمجاملات العابرة.ويستدرك صاحب الموسوعة،انه تردد أكثر من مرة بطي الفكرة، خشية غضب البعض من جهة،وغزارة النصوص الرديئة التي تحتاج في الحد الأدنى إلى نحو ألف صفحة،وبالتالي صعوبة تمويل المشروع وإخراجه إلى النور. ‏

ويتوقع صاحب موقع«أبابيل .نت» على شبكة الانترنت، أن تثير هذه الموسوعة،فور صدورها،زوابع من الاحتجاجات والسخط،خصوصاً أنها ستطال أسماء معروفة في الساحة الشعرية السورية، و«تفضح قناع الحداثة» عن تجارب تسللت في غفلة من النقد،إلى المنابر،لكن حسو يؤكد أن الموسوعة، ستكون ترجمة دقيقة لحال الشعرية السورية اليوم، وما وصلت إليه من هزال وتسفيه لمعنى الشعر وجماليات قصيدة النثر على وجه التحديد. ‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...