عشر سنوات ساخنة على شاشة «الجزيرة»

12-11-2006

عشر سنوات ساخنة على شاشة «الجزيرة»

(ولست أدري من, أومن الذي أوصل الجزيرة إلى هذه الحالة المزرية?لكن ما أدريه أننا كمشاهدين بتنا نشتاق إلى الجزيرة أيام زمان ,‏

أيام محمد جاسم العلي , ومهنيته العالية , التي وضعت الجزيرة ذات يوم في الطليعة, قبل أن يأتي من يريدها حزباً يشدها إلى الوراء ويكاد يجعل لها لحية طويلة, ويلبسها (دشداشة) قصيرة).هكذا يرى زاهي وهبي الجزيرة قبل أن تدخل عامها العاشر بسنة كقناة شطت وخرجت عن أولويات بداياتها , وخسرت مصداقيتها وثقة مشاهديها وخصوصا في مناطق الصراع , بل ويذهب إلى درجة اتهامها (أضحت حزباً).‏‏

في حين نسي وهبة الحال الذي وصل اليه التلفزيون الذي يعمل فيه .‏‏

في الوقت نفسه ترى فيها الغالبية مدرسة جديدة في الإعلام استطاعت استيعاب التقنيات الغربية في مجال التلفزيون وتطويعها لتغطية القضايا العربية والإسلامية.‏‏

وفي ذروة التباين حول أدائها , دخلت الجزيرة بمراسليها مناطق الحروب, والخطر, وأثبت كادرها كفاءة عالية في نقل الأحداث المهمة رغم الصعوبات, وفي قمة نجاحاتها تعرضت لحملات تناولت الأهداف الخفية لتغطياتها وتركيزها على عناوين معينة وتجاهلها لعناوين أخرى, وذهب بعض العراقيين إلى اتهامها أثناء الحرب الأمريكية على بلادهم بأن ما يجري في العراق يختلف تماماً عما تقدمه الجزيرة, كذلك كان الأمر في أفغانستان , وما جاء بعده من اعتقال مدير مكتبها هناك وقصف وتدمير مكاتبها , عدا عن إغلاق بعض الدول لمكاتبها العاملة على أراضيها , وصولاً إلى الفضيحة التي أثارتها صحيفة(ديلي ميرور)حول الوثيقة الأمريكية الداعية لقصف الجزيرة.‏‏

وخلال تغطياتها, فقدت الجزيرة بعضاً من كوادرها , مصورين ومراسلين خصوصاً في العراق (طارق أيوب, ماهرعبدالله), وكذلك مصورها في أفغانستان (سامي الحاج) المعتقل في (غوانتنامو).‏‏

أما على صعيد النجاحات الأخرى فقد حققت الجزيرة في سنواتها العشر أعلى نسب المشاهدة ليس عربياً فحسب بل عالمياً, وقدمت برامج استحوذت اهتماماً ومتابعة من الشارع العربي والأنظمة, الأمر الذي أكد حضورها شعبياً ورسمياً, عدا عن إثارتها لقضايا في عمق المجتمع العربي المطوي داخل محظورات وممنوعات فرضتها الكيفية التي أدارت بها الأنظمة بيوتها الداخلية, في برامج اعتبرت جريئة من الشارع وأحياناً غير بريئة, ومارقة وتهدف إلى إحداث شروخ في الجسد العربي, ويمثل(الاتجاه المعاكس) أحد أهم البرامج التي جمعت التناقضات على اتساعها وحساسيتها , وكذلك(بلا حدود , أكثر من رأي).‏‏

ولم تقف الجزيرة عند حدود البث العربي والتقليدي فقد شهدت السنوات الأخيرة انطلاق مجموعة من القنوات الجديدة(الرياضية , الدولية الناطقة بالإنكليزية, الوثائقية, مباشر, موبايل, نت) إضافة للمراكز(مركز ا لجزيرة للتدريب والتطوير, الجزيرة للدراسات).‏‏

وفي ذكرى انطلاقتها العاشرة أقامت حفلاً استثنائياً لم تتعود الفضائيات العربية إقامته أفردت جزءاً ليس بالقليل للفنان (مارسيل خليفة)في سيمفونيته الجديدة الرائعة(شرق), وشيدت نصباً لشهداء الصحافة, ومتحفاً خاصاً لها, وستعلن عن صحيفة تحمل اسمها.‏‏

الجزيرة في تجربتها القصيرة والمثيرة تبقى حدثاً إعلاميا عربياً متميزاً بالرغم من كل الانتقادات.‏‏">الانتقادات.‏‏

عبد الرزاق دياب

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...