دراما الدوران في المكان

12-11-2006

دراما الدوران في المكان

يقولون في التكرار فائدة، لكن أين الفائدة في تكرار واستنساخ الكثير من الأعمال الدرامية المتتالية، هل فيها من فائدة ما، أم أنها مجرد إثبات وجود لا أكثر ولا أقل.
فعندما جاءنا المخرج المتميز نجدة أنزور بدراما الفنتازيا، لم يتوقف عند حدود الجوارح التي بدأ بها، بل استنسخ منها فوارس، وكواسر، إلى آخر الفرسان، حتى بتنا نرى شقيف، والقعقاع، والغضنفر، وابن الرومية في كوابيسنا، لكنه استطاع أخيراً التحرر من قيدها والانطلاق نحو أعمال جديدة.
وعندما قرر الفنان هاني الروماني، بعد مسيرة تمثيل طويلة، الإخراج، بدأ بقصة حمام القيشاني، التي لم نعرف لها نهاية على مدار خمس سنوات سلخ فيها حمامه جلدنا عن عظمنا، توقف عقبها عن الإخراج وعاد إلى التمثيل.
وفي السينما طالعنا المخرج المبدع عبد اللطيف عبد الحميد برائعته السينمائية "ليالي ابن اوى" التي قدم فيها حياة سكان الريف في ساحلنا السوري الجميل، لكن التجربة أعجبته وقرر استثمارها إلى آخر حد، فأخذنا معه في "رسائل شفهية " إلى "قمران و زيتونة"، و"ما يطلبه المستمعون" والحبل على الجرار.
وها هو المخرج المخضرم بسام الملا يصر على بقائه في أيامه الخوالي ضمن الحارت الشامية ليعرف المشاهد بالأكلات الشامية الشهية "الحراق بأصبعو" و " البابا غنوج" و " الكبة نية"... وحياة " الزكرتاوية" و "القبضايات" ليؤطر نفسه في مساحة ضيقة يصعب عليه تخطيها.
هذه الأمثلة باعتقادي لا تنطوي على أية فائدة لأنها لا تتعدى حالة العجز وقلة الحيلة تجعل من المخرج يدور حول نفسه في المكان عينه، والفائدة في العبرة.

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...