لجنة بيكر تدرس: إمكانية التعاون الأمريكي السوري في العراق

13-11-2006

لجنة بيكر تدرس: إمكانية التعاون الأمريكي السوري في العراق

مع الهزيمة المنكرة لبوش في الانتخابات الاخيرة، يتجه الموقف الرسمي الاميركي أكثر فأكثر إلى اللحاق بتوصيات منتظرة للجنة دراسة الاوضاع في العراق برئاسة وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر، والنائب الديموقراطي السابق لي هاملتون، وعلى رأسها إشراك سوريا وإيران في المسألة العراقية، ما قد يغيّر الاوضاع السياسية في المنطقة برمتها.
وقد بدأت الادارة الاميركية بالفعل، أمس، التمهيد لتبنّي الطروحات المسرّبة للجنة بيكر هاملتون حول إيجاد البدائل للاستراتيجية الاميركية السابقة في العراق. وقال رئيس فريق مساعدي بوش، جوش بولتين، إن البيت الابيض قد يأخذ بفكرة الحوار مع سوريا وإيران إذا أوصت لجنة بيكر هاملتون بذلك.
أضاف بولتين ان بوش كان دوماً مستعداً للقيام بتصحيح للمسار في العراق، موضحاً ان المسألة لم تكن نقصاً في التواصل مع إيران أو سوريا لكننا سننظر في كل ما تأتي به لجنة بيكر هاملتون لأن هناك العديد من الاشخاص الاذكياء ضمنها. غير أن بولتين رفض، في المقابل، الحديث عن جدول زمني ثابت للانسحاب الآلي من العراق لأن ذلك قد يشكل كارثة حقيقية للشعب العراقي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الاميركية انه من المتوقع صدور هذه التوصيات في الشهر المقبل. أضافت الصحيفة أن اللجنة ستبدأ، بعد اجتماع مزمع لها مع بوش ونائبه ديك تشيني ومستشاره القومي ستيفن هادلي في البيت الابيض، اليوم، مشاوراتها لرسم مسار جديد في العراق بهدف بسط الاستقرار فيه، باستراتيجية أميركية مختلفة، وربما بانسحاب القوات الاميركية منه. وعددت الصحيفة، نقلا عن مصادر مقربة من اللجنة، الخيارات المحتملة ما بين إشراك سوريا وإيران في حل المسألة العراقية، أو التركيز الاكبر على تدريب القوات العراقية، أو التركيز على اتفاق جديد بين الشيعة والسنة المتقاتلين. أضافت أن بيكر يبحث أيضاً في ما إذا كان من شأن مبادرة أميركية أوسع للامساك بزمام النزاع العربي الاسرائيلي، أن تساعد على بسط الاستقرار في المنطقة واستطراداً العراق.
وكشفت الصحيفة ان بيكر، الذي يبدو أكثر اقتناعاً بفكرة الحصول على المزيد من المشاركة في العراق من أخصام الولايات المتحدة (إيران وسوريا) حظي بغداء استمر لثلاث ساعات في نيويورك، مع السفير الايراني في الولايات المتحدة جواد ظريف، في مقرّ السفارة الايرانية. ونقلت عن مصادر إيرانية أن بيكر أوضح (لظريف) انه لا يتفاوض عن الولايات المتحدة، بل ان اللجنة تريد من إيران تزويدها بالمعلومات والمقترحات حول العراق. أضافت أن بيكر سأل خاصة عن احتمالات التعاون بين طهران وواشنطن حول العراق.
وكانت لندن أوفدت بدورها مبعوثاً رفيع المستوى الى دمشق، مطلع الشهر الحالي، لتقييم رغبة سوريا في تبني موقف بناء أكثر في الشرق الاوسط.
كما ذكرت صحيفة الأوبزرفر أن رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير وبوش أجريا نقاشاً مطولاً عبر الهاتف حول طرق تغيير سياسة التحالف في العراق، يوم الجمعة الماضي. وأكدت ان بلير أصر خلال المكالمة الهاتفية على أن هناك حاجة لأقلمة جهود السلام في العراق وإشراك سوريا وإيران في أي حل رغم اتهامهما بدعم المسلحين.
من جهته، أكد وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في القاهرة أمس، رداً على سؤال عما اذا كانت دمشق مستعدة لصفقة مع واشنطن تتعهد بمقتضاها المساعدة على استقرار الاوضاع في العراق في مقابل تسوية للصراع مع اسرائيل تكفل انسحابها من هضبة الجولان المحتلة، نحن لا نعقد صفقات، نحن نسعى الى سلام عادل وشامل وفق مرجعيات الامم المتحدة، ونحن ندعم العملية السياسية في العراق والحكومة العراقية ونقف ضد إراقة أي قطرة من الدم العراقي.
وستواصل اللجنة، خلال ثلاثة أيام، مشاورات رفيعة المستوى ستستمع خلالها، عبر الفيديو الحي غداً، إلى بلير. كما ستستمع إلى وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، السفير الاميركي السابق إلى الامم المتحدة ريتشارد هولبروك، والمستشار السابق للامن القومي سامويل ساندي بيرغر وغيرهم.
من جهتهم، واصل الديموقراطيون إظهار عزمهم الجدي على تغيير جذري في الاستراتيجية الاميركية في العراق. ودعا الديموقراطي كارل ليفين، الذي سيصبح في الشهر المقبل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، إلى أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق خلال أربعة الى ستة أشهر.
في هذه الاثناء، ذكر بيان صادر عن مكتب رئاسة الحكومة، أن المالكي أبلغ أعضاء مجلس النواب العراقي، في جلسة مغلقة عقدها البرلمان أمس، أنه دعا إلى تعديل وزاري شامل ضمن ضوابط وقياسات تتناسب والمرحلة الحالية في البلاد.
ولم يوضح المالكي تفاصيل التغييرات التي يود إجراءها، لكنه قال لرؤساء تحرير الصحف العراقية، في تصريحات بثت عبر التلفزيون الرسمي، ان الحكومة تريد من خلال هذا التعديل أن تقول لجميع الوزراء إن بالامكان استبدالهم إذا لم يحققوا نجاحاً في مناصبهم. وكأن المالكي يستوحي بذلك من تجربة الديموقراطية الاميركية التي أطاحت بوزير الدفاع دونالد رامسفيلد قبل أيام.
في هذا الوقت، أعلنت قوات الاحتلال مقتل ثلاثة جنود أميركيين وأربعة بريطانيين وبولوني وسلوفاكي. وجاء في بيان لجيش الاحتلال الاميركي ان ثلاثة من جنوده قضوا أمس الأول متأثرين بجروح أصيبوا بها في خلال عملية حربية في محافظة الانبار. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن أربعة جنود بريطانيين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون بجروح بالغة في هجوم على زورق دورية في مدينة البصرة، أمس. كما قتل جندي بولندي وآخر سلوفاكي في انفجار عبوة ناسفة قرب الكوت أمس الاول.
وقتل نحو 70 عراقياً، وجرح أكثر من 113 آخرين، في أعمال عنف متفرقة في أرجاء العراق، بينهم 35 قتيلا و58 جريحاً من متطوعي الشرطة في هجوم انتحاري على مركز للتطوع غربي العاصمة. وكان أمس الاول شهد مقتل 21 شخصاً وإصابة 58 آخرين في هجمات متفرقة. وعثر على 25 جثة في العاصمة في يوم واحد. وخطف نحو 60 مسافراً شيعياً في جنوبي العاصمة.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...