عن سماح ادريس بعد رحيله
سماح وأنا، كنا نتناقش كثيراً، ونختلف قليلاً. عرفته متأخّراً في العام ألفين، خلال وقفة احتجاجيّة، وسط بيروت، في ما أذكر دعماً لمطالب الأسرى المحرّرين من معتقلات الاحتلال. كنت عائداً لتوّي إلى بيروت بعد غياب 18 عاماً، وعليّ أن أعوّض أموراً كثيرة فاتتني، في مدينة تعيش أوهام الانبعاث واستعادة الروح. أخذني جوزف من كتفي صوب شاب طويل عابس، وقال لي: ألا تعرف سماح؟ سلّمت بحرارة، ومن تلك اللحظة صرنا أصدقاء، بعدما كنّا رفاقاً افتراضيين في المعركة الشاقة التي وهبها عمره. المعركة من أجل فلسطين. لطالما تساءلت عن سر عبوسه، فلا تنفرج أساريره إلا لحظة تثبيت إنجاز، أو إفحام مساجل.