هايدغر والدين
ميرنا سامي
ميرنا سامي
عبر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عن ألمه لما تمر به سوريا، بعد موجة حرائق اجتاحت الساحل السوري، داعياً الأمة العربية للتكاتف من أجل سوريا وشعبها.
وكتب الطيب عبر صفحته على "فيسبوك": «قلوبنا تحترق ألمًا لما تمرّ به سوريا الشقيقة والعزيزة علينا جميعًا، وما حل بها من خراب ودمار وحرائق دامية».
منذ أزيد من نصف قرن تمكنت المملكة العربية السعودية - بفضل إمكاناتها المالية النفطية الضخمة، وموقعها الجيو/ديني - تمكنت من تحقيق نفوذ ثقافي ودعوي وسياسي كاسح، تمدد عبر العالم كله، وشمل العالم الإسلامي بصفة خاصة. وبذلك انتشر وساد هذا الذي أسميته "الإسلام السعودي". وأصبح معظم المتدينين والدعاة وأبناء الحركات الإسلامية متأثرين بهذا النمط "الإسلامي"، بدرجة من الدرجات.
فما هو الإسلام السعوي؟
البعض يسمونه "وهابية"، وهو وهابي الأصل فعلا، لكن وهابية الإسلام السعودي معدَّلة ومكيفة.
والبعض يسمونه "سلفية"، وهو سلفية مشوهة ومطوَّعة.
شعار الدعوة السلفية: “الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة”، وكثيرون يعتبرون دراسة الفقه هي حفظ فتاوى السلف أو المذاهب الأربعة. وحين يختلف علماء قدامى مع معاصرين، يرجح الغالبية رأي القدماء؛ لأنهم أقرب لعصر النبي، وبذلك فهُم أقرب لروح الدين، وأقرب للغة العرب وقت نزول الوحي، وهم أجَلُّ قيمة، وأكثر علمًا من المعاصرين!ومن هذا الفهم انتشرت مقولة في عهد المعتصم: “كل آية تخالف مذهبنا فهي منسوخة، وكل حديث يخالف رأي صاحبنا فهو موضوع”!
التقليد
بقلم الدكتور نزار الحيذري:
يمنى طريف الخولي:
من كتاب: الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
تقول الأساطير المسيحية إن “فرسان الهيكل” أخفوا الكأس المقدسة التي استخدمها المسيح في العشاء الأخير، في صندوق خشبي كبير يحوي كنزاً من العملات الذهبية، ودفنوه تحت جنح الظلام في إحدى الآبار إبان الفتح الإسلامي للقدس، بصفتهم حراساً لهذه الكأس وعددٍ من المقتنيات الدينية التي تعود للمسيح.
وبحسب الحكاية، فقد جفت البئر دون أن تترك أي أثر للكنز الذي قد يكون تعرض للسرقة أو فقد إلى الأبد.
ساد مفهوم الولاء والبراء حتى تدخَّل في العقيدة، وأصبح ركنًا من أركان العقيدة: (عقيدة الولاء والبراء)، ومن ينكره يُتهم بالكفر، ومقتضى هذا المفهوم ألّا نوالي سوى المسلم، ونبرأ من كل غير المسلمين، نبرأ من أشخاصهم، وأعمالهم، وحبهم، وصداقتهم، وتأييدهم! باختصار هو إعلان قطيعة مع غير المسلم!
الولاء والبراء في الجاهلية
يأتي التعريف الكلاسيكي لعلم الكلام مُوَضِّحًا أنَّه العلم الذي يدافع عن العقيدة بالحجة العقلية؛ لذا حمل هذا العلمُ داخلَه تجسيدًا للصراع المذهبي بين الفرق الإسلاميَّةِ نفسِها وبين تلك الفرق والأديان والمِلَلِ المُخالفة للإسلام، وحاولتْ كلُّ فرقة في خِضَمِّ هذا الصراع الذي لا ينتهي بيان مدى أحقِّيَتِها بملكيَّةِ حقيقةِ العبادة، وأن تصوُّرَها عن الإله هو التصوُّر الصحيح.