«عندما تتمرد الأخلاق»: الجزائر تنتج وسوريا تخرج
تَشهد بيوت دمشق القديمة، تصوير أحداث المسلسل السوري ـ الجزائري المشترك «عندما تتمرد الأخلاق» بإدارة المخرج السوري الشاب فراس دهني الذي يقود نخبة من نجوم التمثيل في سوريا والجزائر، بالإضافة إلى فنيين من البلدين لتجسيد نص الكاتبة الجزائرية سميحة سعيد خليفة.
المسلسل دراما اجتماعية معاصرة تدور أحداثها بين سوريا والجزائر وإسبانيا. وهي تروي حكاية أستاذ جامعي جزائري يدرس في سوريا، فتنشأ علاقة حب بينه وبين طالبته الدمشقية. إلا أن القدر يتدخل ليحول دون إتمام الزواج بينهما حيث يقتل الأستاذ الجزائري في حادثة تتعرض فيها الشابة الدمشقية للاغتصاب من قبل أحد أفراد عصابة إجرامية. ثم تسافر الفتاة إلى الجزائر لتشارك في الذكرى الأربعين لوفاته، وهناك، تقرر عدم العودة إلى سوريا بسبب «العار»، وما تحمله في بطنها. وسرعان ما تقرر الهجرة بطريقة لا شرعية مع مجموعة من الشبان الجزائريين إلى إسبانيا، حيث تضع مولودها، الذي يعود بعد عشرين عاماً للجزائر، لتظهر حقيقة ما جرى.
لا تتوقف أحداث المسلسل عند حدود حكايته الرئيسية. فهو يسلط الضوء على تاريخ العلاقات الطيبة بين سوريا والجزائر، والتي ساهمت في خلق صلة تواصل كبير بين الشعبين، كما تتناول شرائح مختلفة من المجتمعين الجزائري والسوري.
أكد مخرج العمل الشاب فراس دهني لـ«لسفير» أن «الخطوط الدرامية للمسلسل متشابكة جداً، وهي مستمرة بين سوريا والجزائر اللتين يراهما «عالمين متصلين لا منفصلين.. الأمر الذي يتطلب وجود مجموعة من الممثلين الجزائريين في سوريا ومجموعة من الممثلين السوريين في الجزائر ومنهم من سينتقل إلى إسبانيا أيضا..».
ولفت المخرج دهني إلى أن مسلسل «عندما تتمرد الأخلاق»، يتجاوز «حدود الشراكة الإنتاجية البرتوكولية التي يقوم فيها طرف بالتمويل، والطرف الآخر بتنفيذ العمل»، وإنما هو «نموذج لدراما عربية مشتركة، تتماهى فيها عناصر العمل الفني، من دون أن يبدو أي عنصر مقحماً فيها. فطبيعة النص، يتابع دهني، تقتضي وجود فنانين من البلدين. وامتداد الحكاية بين البلدين خير تعبير عن الشراكة الفنية التي نتج عنها العمل، فضلاً عن أن لدينا مجموعة من كبار الفنيين الجزائريين بأسمائهم الكبيرة مثل مدير الإضاءة الأستاذ بشير سلامي وأيضاً المخرج المنفذ حسين مزياني ومجموعة مختلطة حتى في الكادر الفني».
و«عندما تتمرد الأخلاق» هو حسب دهني «أول تعاون سوري جزائري على هذا المستوى الكبير». ولقد جاء بناء على «رغبة من التلفزيون الجزائري كجهة حكومية بتطوير الإنتاج الدرامي الجزائري. فقد دُعينا كعاملين في الدراما السورية إلى الجزائر حيث أُعلمنا برغبة الجزائريين في تطوير الدراما الجزائرية عبر وضع اليد باليد مع الدراما السورية».
وكشف المخرج دهني أن «الجزائريين يعولون كثيراً على هذا العمل ويعتبرونه الإنتاج الأضخم هذا العام في الجزائر، ضمن خطة وضعها تلفزيونهم الوطني للنهوض بالدراما التلفزيونية الجزائرية»، مؤكدا «نحن لم نبخل في تقديم كل ما يمكن».
ووصف المخرج دهني «التجربة مع زملائنا الجزائريين» بأنها «جميلة وجيدة ولو انها لم تخلُ من صعوبات». وعن كيفية تعامل الممثلين الجزائريين مع طريقة الإخراج السورية، قال دهني «الممثل الكبير يتأقلم أينما وجد».
يشارك في العمل من نجوم الدراما في سوريا كل من الفنانين باسم ياخور، كندة حنا، سوسن ميخائيل، ديمة الجندي، جيني إسبر، سليم صبري، ضحى الدبس، جلال شموط، عاطف حوشان، عاصم حواط، يحيى بيازي. ومن الجزائر مليكة بلباي، كمال روني، سعيد أحمد آغومي، سونيا، عبد الباسط بن خليفة. مدير التصوير بسام بخاري، ومدير الإنتاج كمال شنان. ومن المقرَّر أن يعرض المسلسل في التلفزيون الجزائري رمضان المقبل.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد