إن أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر واحد

24-04-2021

إن أصاب له أجران وإن أخطأ له أجر واحد


قاعدة فقهية فاسدة بالتراث كانت سببا في تشريع العمليات الانتحارية وتجميل القبيح في عيون أصحابه حتى أصبح المسلم خطير جدا على الآخرين..
القاعدة خرجت لتبرير الفتنة الكبرى بين الإمام علي ومعاوية بهدف الرد على المشككين في عدالة الصحابة أو في معاوية والأمويين على وجه الخصوص ، أي أن الباعث وراء القاعدة سياسي مرتبط بمصالح خلفاء الدولة الأموية..والسبب في تخصيص معاوية بالذات أنه معدود ضمن الفئة الباغية..هكذا يتفق (كل) علماء المسلمين سنة وشيعة، لكن بهذه القاعدة الملعونة نجحوا في تبرير (بغي) معاوية أنه كان على اجتهادٍ مخطئ وبالتالي فهو صاحب أجر واحد..
المصيبة في تفسيرهم لمعنى (الخطأ والاجتهاد)
أولا: يعدون كل ضال مع نية صالحة مخطئ..والسبب في ربط هذه القاعدة بحديث الأعمال بالنيات فأصبحت القاعدة متكاملة ومفهومة في أذهان الفقهاء اختصارها.."أن الأعمال بالنيات والمجتهد نيته صالحة فإن أخطأ فهو مأجور على أي حال"..
ثانيا: أما الاجتهاد فهم يعدون كل باحث عن الحقيقة (داخل مذهبهم) مجتهد، وبالتالي لا يجوز البحث عن الحقيقة خارج المذهب، والسبب أنهم يكرهون الشك ويُبغضون أصحابه ويُكفّرون أي شكاك..فما تفسيرهم إذن لمعنى البحث عن الحقيقة؟..ستجده قولا واحدا..أن تبحث من خلال فتاويهم وطريقتهم في التفكير..
بذلك أصبح الاجتهاد محصور ومحبوس داخل صندوق المشايخ ..فإذا أردت الخروج كان ردهم الشهير.."لا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية ومن شذ فيشذ إلى النار"..وكأنهم يعترفون على أنفسهم أنهم مجموعة من الغنم لا تعقل شيئا
حسب المعنى الشائع للاجتهاد والخطأ لديهم يكون القاتل بنية صالحة هو مجتهد مخطئ في آنٍ واحد، وقد انطبق ذلك على المنتحر أيضا..وهذا هو السبب في شيوع الانتحار عند مجاهديهم في سوريا والعراق وأي مكان في العالم بحيث يُقدم المنتحر على فعلته مستعينا بنواياه الصالحة..فإذا كان مصيباً في الآخرة أصبح مع الشهداء..وإذا كان مخطئ فهو مأجور في ميزان حسناته..أي جعلوا السيئة حسنة تحت أي ظرف والقبيح جميلا أياً كان..
القاعدة فاسدة وتسبب غيابا كاملا للوعي ، كذلك هي نتيجة لجمود الفقه الإسلامي ونكرانهم للعقل والفضيلة..وكما قلت: إذا ذكرت هذه القاعدة ذكر أيضا حديث الأعمال بالنيات..وكأن مخترعي هذه الأحاديث وتلك الفتاوى كانت لهم أهداف (إجرامية) مسبقة يبحثون لها عن تشريع مناسب ولم يجدوا إلا نسب أقوالهم لله وللنبي حتى أصبحت صورة الله والأنبياء في منتهى السوء..ولما لا والأغبياء يكررون نسب جرائمهم القبيحة لربهم بكل ارتياح..بل تجد أغبى منهم يصدقهم أنهم فعلا مخلصين أو حتى مجتهدين..
نعم الإخلاص الصحيح يكون في حضور الوعي وليس في غيابه، هؤلاء لا فرق بينهم وبين السكران أو مدمن المخدرات، جميعهم لا وعي لهم، الفارق أن هؤلاء غاب وعيهم بفعل الإنسان الشرير وليس بفعل الخمر أو الحشيش..

 

سامح عسكر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...