الصومال تؤجّل انتخابات مجلس الشيوخ

26-07-2021

الصومال تؤجّل انتخابات مجلس الشيوخ

أجّلت الصومال انتخابات مجلس الشيوخ، التي كانت مقرّرة أمس الأحد، بعد أن تأجّلت الانتخابات فترةً طويلة بسبب الاضطرابات الكبيرة التي شهدتها البلاد، بحسب وكالة "فرانس برس".

وكان من المقرَّر أن ينطلق أمس الأحد مسار انتخابي طويل يبدأ بانتخاب مجلس الشيوخ، ومن المقرَّر أن ينتهي في 10 تشرين الأول/أكتوبر مع الانتخابات الرئاسية، وفقاً للجدول الزمني الرسمي.

وقال عضو في اللجنة الانتخابية، خلال حديثه إلى "فرانس برس"، إن "هناك تأخيراً، وقد لا تجرى الانتخابات وفق الجدول المحدَّد لها، على الرغم من أنه كان يفترض بها أن تبدأ يوم أمس في مختلف الولايات".

وأوضح أن "التأخير مردّه عدم تمكّن مناطق اتحادية من تقديم قائمة المرشَّحين في الموعد المحدَّد للمشاركة في الاقتراع، أو تشكيل اللجان المحلية، التي يتعيّن عليها التصويت".

بدوره، بيّن المتحدث باسم الحكومة الاتحادية، محمد إبراهيم معلمو، لـ"فرانس برس"، أن "الانتخابات تأجّلت، لكنّ العملية ستستمرّ".

والأسبوع الماضي، حذّرت "حركة الشباب" المُوالية لتنظيم "القاعدة"، في رسالة صوتية، السياسيين من المشاركة في الانتخابات التي كانت قد تأجّلت طويلاً.

ومنذ عام 2007، تشنّ "حركة الشباب" هجمات بهدف إطاحة الحكومة الاتحادية، وغالباً ما تستهدف المَقارَّ الحكومية والأمنية والمدنيين.

وشهدت الصومال هذا العام أزمة دستورية غير مسبوقة، بعد أن تعذّر التوصل إلى اتفاق بين الرئيس محمد عبد الله محمد وحكّام الولايات الاتحادية الخمس بشأن تنظيم الانتخابات.

وفي حزيران/يونيو الماضي، أعلنت الحكومة، بعد مشاورات مع مسؤولي المناطق، في البلد ذي النظام الفدرالي، أن الانتخابات ستجرى في 25 تموز/يوليو، بدءاً باختيار أعضاء مجلس الشيوخ، ثم انتخاب مجلس الشعب.

كما ينص النظام الانتخابي الصومالي المُعقَّد على أن ينتخب مفوضون خاصون تختارهم العشائر والقبائل في الولايات الاتحادية الخمس، البرلمانيين الذين يختارون الرئيس. وبحسب عدة مصادر، فإن الولاية الوحيدة التي يمكن إجراء الاقتراع فيها "خلال الأسبوع" هي "جوبالاند". 

وقال المسؤول الحكومي في جوبالاند، محمد عدن، "نتوقع أن تبدأ الانتخابات قريباً"، بينما أشار مصدر آخر إلى احتمال بدء الاقتراع الأحد. وأكدت مصادر في بونتلاند للوكالة تأجيل الاقتراع هناك بسبب "مشكلات فنية". 

الأزمة تؤدي إلى أعمال عنف

وفي منتصف نيسان/أبريل الماضي، أدّى تمديد ولاية الرئيس محمد عبد الله محمد، عامين، بعد أن انتهت في الثامن من شباط/فبراير من دون التمكن من إجراء انتخابات، إلى مواجهات عنيفة في مقديشو هدَّدت الاستقرار الأمني الهشّ في البلد الذي سبق أن شهد حرباً أهلية.

وبداية أيار/مايو، وفي بادرة تهدئة، كلّف الرئيس، المعروف باسم "فرماجو"، رئيسَ الوزراء تنظيمَ انتخابات في أقرب الآجال.

وكانت الأمم المتحدة اعتبرت في السابق أن تبنّي نظام الاقتراع المباشِر "شخص واحد، صوت واحد" ضروريّ لاستعادة الديموقراطية في البلاد بعد عقود من الفوضى وانعدام الاستقرار. لكن البلاد، التي تشهد صراعات سياسية ومشاكل لوجستية وتمرداً مسلّحاً لحركة الشباب، تعجز عن بلوغ هذا الهدف.

ومن المفترض أن تَلي انتخاباتِ مجلس الشيوخ انتخاباتُ مجلس الشعب، المُقرَّر أن تجرى بين 12 أيلول/سبتمبر والثاني من تشرين الأول/أكتوبر، وفق جدولٍ زمنيّ محدّث صدر الأسبوع الماضي.

وكان بيان صادر في حزيران/يونيو حدَّد يوم العاشر من تشرين الأول/أكتوبر موعداً لجلسة انتخاب الرئيس، إلا أن أي موعد لم يحدد لهذا الاستحقاق في الجدول الزمني المحدّث.


ولم تشهد الصومال انتخابات مباشرة وشاملة منذ عام 1969، وهو العام الذي تولى فيه سياد بري السلطة عبر انقلاب. وفي العام 1991 انهار نظام بري، وغرقت الصومال في فوضى عارمة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...