حرب روسية أمريكية أوروبية.. فما الذي يحدث؟!
عقب الملفات الخلافية التي تركمت خلال السنوات الأخيرة بين روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن حظرت موسكو أمس، دخول 8 مسؤولين أوروبيين، بينهم رئيس البرلمان الأوروبي، رداً على عقوبات فرضها الاتحاد مؤخراً ضدها، أعلنت السفارة الأمريكية في موسكو أنها «ستخفض حجم خدماتها القنصلية في روسيا».
الاتحاد الأوروبي يندد بالقرار "غير المقبول" وغير المبرّر للسلطات الروسية بمعاقبة ثمانية مسؤولين أوروبيين بينهم رئيس البرلمان ومفوض، متحدّثاً عن "إجراءات مناسبة" ردّاً على هذه العقوبات.
والعقوبات الأوروبية هي من اختصاص الدول الأعضاء في الاتحاد وتتطلب إجماعاً لتبنيها.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي ورئيس المجلس شارل ميشال ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين إن «هذا القرار هو التأكيد الصارخ الأخير لكيفية اختيار روسيا للمواجهة مع الاتحاد الأوروبي بدلاً من القبول بتقويم المسار السلبي لعلاقاتنا الثنائية».
وأشارت المفوضة فيرا جوروفا إلى أن «الجهود الدائمة لروسيا لزرع التضليل والتعرض لحقوق الإنسان تستحق رداً شديدا ومستمراً».
وفي سياق هذا، أعلنت السفارة الأمريكية في موسكو أنها «ستخفض حجم خدماتها القنصلية ابتداء من 12 أيار القادم بسبب قرار موسكو منع توظيف الروس والأجانب القاطنين في روسيا للعمل في البعثة الدبلوماسية الأمريكية».
بدوره، دان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الإجراءات التي اتخذتها روسيا ضد الاتحاد الأوروبي رداً على عقوبات أوروبية ضد مواطنين روس، معتبراً ذلك «محاولة أخرى من قبل موسكو لترعيب منتقديها».
وأفاد بيان للخارجية الروسية أن «موسكو بهذا القرار ترد على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي في 2 و22 أذار على مسؤولين روس كبار»، واعتبرته خطوة تهدف «إلى خوض تحد مفتوح لاستقلالية السياستين الداخلية والخارجية الروسية».
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية أمس، بياناً ندّدت فيه بالعقوبات الروسية التي شملت خصوصاً مدّعياً عاماً ألمانياً، معتبرة أنّ «الخطوة التي أقدمت عليها موسكو "تُسهم من دون أيّ داعٍ في زيادة توتّر العلاقات مع روسيا».
وكانت روسيا قد نددت بالعقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سابقاً بسبب قضية المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني، وهددت بالرد بالمثل، محذرة من تأثير مدمر لهذه العقوبات على العلاقات الثنائية مع الطرفين.
وأيضاً التدخل في الانتخابات، عنوان متجدد كان للتوتر بين الجانبين، فالإدارة الأمريكية الجديدة تتهم موسكو بالتدخل في الانتخابات الأخيرة عبر هجمات إلكترونية، وعلى خلفية هذا الاتهام فرضت عقوباتٍ عليها.
وفي عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يتغير موقف واشنطن بشأن الاعتراض على حصول تركيا على منظومة الدفاع الروسية إس 400.
ولوح تصادم المصالح بين الجانبين في المنطقة وتحديداً في سوريا، بأجواء حرب باردة جديدة بينها مراراً وتكراراً، عدا طبعا عن صراع الحدائق الخلفية بين الجانبين، ونذكر هنا رفض واشنطن القاطع لضم روسيا لجزيرة القرم عام 2014.
يذكر أن التوتر بين روسيا والغرب تصاعد مؤخراً بسبب النزاع في شرق أوكرانيا، واتهام موسكو بإذكاء التوتر ودعم الانفصاليين.
إضافة تعليق جديد