خلاف امريكي روسي حول مقترحات طهران
باشرت الدول الكبرى المكلفة بحث برنامج ايران النووي، امس الخميس، دراسة مقترحات ايران الجديدة لاستئناف المفاوضات، لكن طهران جددت رفضها تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، كما ظهرت بوادر خلاف امريكي روسي حول الاقتراحات الايرانية.
وفيما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان المقترحات التي قدمتها ايران تتضمن شيئا يمكن العمل بشأنه، اعلنت واشنطن ان الاقتراح الايراني لا يرد بصورة حقيقية على بواعث القلق الامريكية بشأن البرنامج النووي الايراني، وان ايران كررت موقفها بأن الملف النووي اغلق.
واشار البيت الابيض الى ان الجمهورية الاسلامية غالبا ما تخلفت عن واجباتها حول الملف النووي، وحذر طهران من زيادة عزلتها. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي.جي كراولي للصحافيين 'انه (المقترحات الايرانية) ليس ردا حقيقيا على اكبر مبعث قلق لنا الذي من الواضح انه برنامج ايران النووي'.
ومن جهته قال لافروف لأكاديميين وصحافيين في حلقة نقاش في موسكو 'بناء على مراجعة موجزة للاوراق الايرانية فانطباعي ان هناك شيئا يمكن استخدامه.'
وقال لافروف ايضا ان مجلس الامن الدولي لن يؤيد فرض عقوبات نفطية ضد ايران.
وقام وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاربعاء بتسليم ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة بواسطة السفارة السويسرية التي تمثل المصالح الامريكية في طهران، وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) رزمة مقترحات ترمي الى الخروج من الطريق المسدود.
ويشتبه الغربيون في ان ايران تريد امتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران باستمرار. وقد اعلنت طهران ان لها الحق في القيام بأنشطة نووية سلمية بصفتها احدى الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي.
وعلى الرغم من ستة اعوام من التحقيق المعمق، فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عاجزة عن القول ما اذا كان برنامج ايران سلمياً بالكامل، في حين تشتبه الولايات المتحدة في ان ايران باتت قريبة من امتلاك وسائل لتصنيع القنبلة الذرية.
وفي هذه الاثناء، اعلنت الدول الكبرى انها تدرس المقترحات الايرانية، واعربت الصين عن املها 'في تكثيف الجهود الدبلوماسية' بهدف 'ايجاد تسوية عامة على المدى الطويل، ومناسبة لهذه المسألة'.
اما لندن التي ازداد تدهور علاقاتها مع طهران منذ اعادة انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في 12 حزيران (يونيو)، فقد جددت لطهران عرض الحوار الذي قدمته مجموعة '5+1'، معربة عن الامل في ان 'تستجيب ايران له في اقرب وقت'.
وعلى الرغم من ان المحتوى الدقيق للمقترحات الايرانية لم يعلن، فان دبلوماسيا فرنسيا طلب عدم كشف اسمه اعلن انه 'لم يرد اي شيء في الوثيقة الجديدة حول تعليق تخصيب اليورانيوم' كما تطالب الامم المتحدة.
واعتبر 'ان مصلحة الايرانيين هي كسب الوقت بهدف التمكن من انتاج عدة قنابل ذرية'.
وبالفعل، فان علي اصغر سلطانية ممثل ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اعلن ان الايرانيين لن يذعنوا للغربيين في ما يتعلق بمطالبهم لتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم.
وتقوم سياسة ايران 'على عدم تعليق (تخصيب اليورانيوم) وعلى مواصلة دعم حقها غير القابل للبحث باستخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية'، كما قال سلطانية الاربعاء في فيينا، بحسب صحيفة 'جمهوريي اسلامي' الايرانية المحافظة.
ويؤكد المسؤولون الايرانيون باستمرار ان طهران توافق على استئناف المفاوضات مع الدول الكبرى للحديث عن المشاكل الكبرى في العالم، وانما ليس لبحث تعليق برنامجها النووي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد