ما الذي ستقدمه صفقة إعادة الجولان لسورية
الجمل: نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي حواراً مطولاً مع البروفيسور جوشوا لانديز الخبير الأمريكي البارز في الشؤون السورية. وقد ركز الحوار على المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة التي بدأت وقائعها يوم الاثنين الماضي برعاية تركية في مدينة اسطنبول التركية. وفيما يلي الخطوط والمحاور الأساسية لأسئلة الحوار والنقاط الأساسية لردود الخبير الأمريكي عليها:
• ما مدى جدوى وساطة تركيا لإنجاز اتفاقية سلام سورية – إسرائيلية شاملة:
- توجد جدوى كبيرة لجهة تحقيق سلام شامل بين سوريا وإسرائيل ولكن لا يمكن القول بأن ذلك سيتحقق على المدى القريب وكل طرف يريد أن يتحقق إذا أراد الطرفان إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في شمال إسرائيل والحدود الجنوبية لسوريا ولبنان فإنه لا بدمن التوصل لصفقة معينة حول ذلك.
• في عام 2000م توسطت الولايات المتحدة بين الطرفين وكانا على وشك التوصل لاتفاق فلماذا انهارت المحادثات:
- هناك عدة تفسيرات منها أن الرئيس كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي باراك أعلنا أن سوريا قد تخلت عن المفاوضات، كما أن السوريين قد أعلنوا بأن المفاوضات غير جادة لأن الوسيط الأمريكي دينيس روس قام نيابةً عن باراك بتقديم أقل من حدود 67 لسوريا بما يمنح إسرائيل السيطرة على شريط من الأرض يبلغ 100م على الجانب السوري.
• يقول بأن السوريين قالوا بأن الإسرائيليين وافقوا على العودة من حيث المبدأ إلى حدود 67، ولكن لم يؤكد الإسرائيليون ذلك فإلى أي مدى سيؤثر على بدء المفاوضات؟
- رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي إيهود أولمرت ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرييل شارون قالا بأنهما يعرفان ثمن المفاوضات مع سوريا وقالا بأنهما لن يدخلا في هذه المفاوضات لأنهما يعرفان ما يطلبه السوريون ومن ثم فإذا أراد الإسرائيليون الدخول في هذه المفاوضات فإن عليهم الاستعداد لدفع الثمن المطلوب سورياً.
• هل سيطلب الإسرائيليون من السوريين اتخاذ بعض القرارات السياسية الرئيسية مقابل إعادة الجولان كقطع الروابط مع حزب الله وإيران والمقاومة الفلسطينية؟
- تتمثل المصالح السورية في لبنان في جانبين: استمرار المقاومة المسلحة ضد الإسرائيليين من أجل إضعاف إسرائيل ووجود لبنان ضمن دائرة المجال الحيوي السوري، وبالتالي إذا تمت إعادة الجولان لسوريا فإنه لن يكون لسوريا مصلحة في استهداف إسرائيل عسكرياً وبالنسبة لوجود لبنان ضمن دائرة المجال الحيوي السوري فإن من الممكن استمرار ذلك دون الاستعانة بالسلاح بسبب الروابط والعلاقات البينية السورية – اللبنانية الوثيقة.
• سيكون لحزب الله سلطة ممارسة الفيتو في قرارات الحكومة اللبنانية الجديدة وقد اتفقت الأطراف اللبنانية على ترك النقاش حول سلاحه جانباً فهل سيتأثر ذلك بالمحادثات السورية – الإسرائيلية؟
- بالتأكيد ستؤثر نتيجة المحادثات على اهتمام السوريين بتسليح المقاومة اللبنانية وبوجود لبنان ضمن المجال الحيوي السوري حتى لا يتم استغلاله حالياً أو مستقبلاً لزعزعة استقرار سوريا مثلما سبق أن تم استغلاله واستخدامه خلال السنوات الخمس الماضية بواسطة الولايات المتحدة وإلا فإن وجود سلطة الفيتو في يد المعارضة اللبنانية سيترتب عليه عدم إمكانية تمرير القرارات التي تهدف لزعزعة استقرار سوريا.
• يواجه أولمرت المتاعب حالياً بسبب تحقيقات الشرطة الإسرائيلية معه وقد يؤدي ذلك إلى إقالته فهل سيؤثر ذلك على استمرار إسرائيل في المحادثات مع سوريا خاصةً وأن هناك عدداً من الإسرائيليين يعارضون المحادثات معها؟
- هذا موضوع صعب، إذا كان أولمرت يريد اللجوء للتفاوض مع سوريا من أجل أن تحميه المفاوضات من إجراءات الشرطة الإسرائيلية.
• هل ستطلب سوريا من قيادة حماس ترك دمشق والذهاب لغزة؟
- لن يسمح السوريون بما يهدد حياة خالد مشعل ولن يقوموا بتسليمه للإسرائيليين، ومن الممكن له أن يختار مكاناً آخر كقطر أو ما شابهها. ومن الممكن أن يقول بأنه قرر مغادرة سوريا اختياراً وطواعيةً لأن بإمكانه أن يدير شؤونه وأنشطته في العديد من الأماكن الأخرى لكني أعتقد بأن من الصعب على سوريا أن تفعل بالفلسطينيين مثلما سبق أن فعل السادات معهم بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد.
• ما الذي ستقدمه صفقة إعادة الجولان لسوريا؟
- ستقدم الكثير وستعزز قدرة ومكانة سوريا في الشرق الأوسط والعالم.
• ماذا عن علاقات سوريا مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
- في ظل وجود إدارة بوش فإن القليل يمكن أن يحدث من أجل تقوية هذه العلاقات، وحالياً فإن إدارة بوش تبدو هادئة إزاء المحادثات وقبل أسبوعين أو ثلاثة كان الأمريكيون يرفضون قيام هذه المحادثات ولكنهم قبلوا بذلك الآن، ونفس الشيء بالنسبة للبنان فقد كانوا يحرضون حلفائهم اللبنانيين على عدم تقديم الثلث الضامن لحزب الله ولكنهم الآن قبلوا باتفاق الدوحة الذي أعطى حزب الله مطلبه.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد