مصر: التحقيق مع 40من «القاعدة» خططوا لضرب سيّاح وأهداف أميركية

قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس نقل 40 أصولياً ينتمون الى تنظيم إسلامي راديكالي مرتبط بـ«القاعدة» الى سجن طرة، بعد تحقيقات مع عدد من المتهمين أوقفوا منذ آذار (مارس) الماضي. ويتهم هؤلاء بالتخطيط لضرب أهداف اميركية وهجمات ضد السياح.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر امني ان مترو القاهرة وضع تحت رقابة مشددة بعد ورود سلسلة اتصالات هاتفية تهدد بشن اعتداء على محطة شبرا الخيمة (شمال شرقي العاصمة). واوضح المصدر ان فرق ازالة الالغام انتشرت في محطات المترو حول العاصمة وبرفقتها كلاب بوليسية ومزودة كاشفات معادن. وبدأت مثل هذه الاجراءات منذ ايام لكن السلطات لم تعلنها رسمياً.

وعلم ان المتهمين الاربعين ينتمون جميعهم الى محافظتي بني سويف (شمال الصعيد) والقليوبية (شمال القاهرة)، وأن قائدهم، ويدعى خالد مصطفى، تمكن من الفرار الى قطاع غزة بمساعدة أصوليين فلسطينيين هناك. وتمكنت الأجهزة الأمنية من كشف التنظيم، بعد انفجار قنبلة بدائية كان يعدها المتهم ايهاب أبو الخير في منزله.

وأظهرت التحقيقات أن بعض المتهمين تلقوا مكالمات هاتفية من عناصر في «القاعدة» يقيمون في اليمن وباكستان والعراق، بعدما نجح التنظيم في تجنيدهم عن طريق مواقع أصولية على الانترنت. وكشفت اعترافات المتهمين ان بعضهم تردد على مواقع تابعة لـ «القاعدة» على الانترنت، وان خالد مصطفى ارتبط بمسؤول الإعلام في التنظيم، ويدعى «ابو عبيدة»، الذي كلفه بتجنيد عناصر لتكوين خلية.

وقالت مصادر أن بين المتهمين فلسطينياً يدعى محمد السيد ابراهيم يقيم في بني سويف، ويجيد التعامل مع أجهزة الكومبيوتر، وانه كان يقرأ نشرة اخبار بصورة دورية من منزله على احد مواقع «القاعدة» على الانترنت. وأفادت مصادر مطلعة أن المتهمين اعتقلوا على مراحل منذ آذار، وجرت التحقيقات معهم في سرية حتى تمكنت أجهزة الأمن من القبض عليهم جميعاً، باستثناء قائدهم الذي كان فر الى غزة. وقررت النيابة حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيق تبدأ بعد انتهاء فترة اعتقالهم إدارياً.

ونسبت النيابة الى المتهمين تهم «الانضمام الى جماعة سرية غير مشروعة، الغرض منها منع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها وتعطيل احكام القانون والدستور والاضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وكان الارهاب إحدى وسائلها لتحقيق أغراضها». كما نسبت إليهم «حيازة وإحراز مطبوعات تتضمن ترويجاً وتحفيزاً لفكر الارهابي ذاته، كونها معدة للتوزيع واطلاع الغير عليها».

وجاء في تحقيقات النيابة ان قائد التنظيم، ويعاونه المتهمان محمد احمد سليمان ومصطفى عبدالظاهر ابراهيم، تولى تجنيد عناصر لتدريبهم وتسفيرهم الى فلسطين والعراق وافغانستان، والقيام بأعمال ارهابية هناك ثم العودة الى مصر للقيام بأعمال مماثلة داخلها. وكشفت التحقيقات أيضاً أن المتهم المتوفى حسام الدين حنفي، وهو طبيب بيطري، «اعطى تكليفاً لعناصر الجماعة بالاطلاع على مواقع تنظيم الجهاد على الانترنت»، كما كان «يدير لقاءات تنظيمية لأعضاء التنظيم ويروج بينهم ويلقنهم الافكار التي تدعو الى تكفير الحاكم... ووجوب الخروج عليه والقيام بأعمال عدوانية ضد السياح الاجانب استناداً لفتوى اسامة بن لادن استهدافاً واستحلالاً للمصالح الاميركية في انحاء العالم وتكفير الطائفة المسيحية في البلاد واجازة الاعتداء عليهم في حال اعتدائهم على المسلمين».

وأطلقت السلطات المصرية المحامي الإسلامي ممدوح إسماعيل الذي اعتقلته في آذار (مارس) الماضي واتهمته بأنه «حلقة الوصل» بين الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري وعناصر تنظيم «الجهاد» في مصر، بعدما تردد وقتها أنه يرفض مبادرة لوقف العنف يعدها الأمير السابق لجماعة «الجهاد» سيد إمام.

محمد صلاح

المصدر: الحياة