معرض عن الحضارة الفينيقية في معهد العالم العربي بباريس

"متوسط الفينيقيين من صور الى قرطاج"، معرض عن الفينيقيين ينظمه معهد العالم العربي في باريس وسيفتتحه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاثنين المقبل.
ويحاول المعرض الذي يستمر حتى 20 نيسان 2008 تقديم ملامح عن الحضارة الفينيقية وخصائصها، فيما الكثير من معالمها لا يزال غامضاً، وتثير جوانب منها جدلاً بين الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار.
ومن المقرر ان يجمع المعرض نحو 600 قطعة اثرية فينيقية استعيرت من اهم متاحف العالم، بينها كتابات فينيقية وشواهد قبور محفورة واختام وقطع نقدية وقطع من العاج والزجاج والسيراميك العالي المهنية، الأمر الذي يبين تطور الصناعات والحرف اليدوية التي اشتهر بها الفينيقيون ونقلوها الى البلدان الاخرى.
وتعتبر السواحل اللبنانية وساحل شمال سوريا مهد الحضارة الفينيقية التي أعطت العالم الابجدية واكتشفت الصباغ الارجواني وانشأت اوسع تجارة في حوض المتوسط واقامت العديد من المستعمرات.
وقال الباحث الفرنسي في مجال الدراسات السامية القديمة بيار بورديل ان اسباب الانتشار الفينيقي متعددة، فهم "كانوا في البداية باحثون متنقلون عن الذهب والفضة والمعادن الثمينة وراهنوا منذ البداية على المناطق المنتجة لها". وأضاف: "ربما بسبب الهجمات الاشورية وما سببته من دمار وابتداء من القرن التاسع، سجلت حركات هجرة مهمة من المدن الفينيقية نحو مواقع في المتوسط".
واعتبر ان "التوسع التجاري للفينيقيين في المتوسط كان الدافع الاساسي لتجديد كبير في تطور المجتمعات القديمة" حيث تم نقل الابجدية الى العالم اليوناني في بداية القرن الثامن قبل الميلاد.
ولا يزال الباحثون حتى اليوم يجهلون الكثير عن الحضارة الفينيقية، فالدراسات التاريخية التي تناولتها غير كاملة، ولم تعرف منها سوى كتابات قليلة مثل تلك التي اكتشفت اولا والموجودة على قبر احيرام الذي عثر عليه في جبيل والمحفوظ في متحف بيروت.
واذا كانت الكتابات القليلة والآثار تزوّد الباحثين بعض المعرفة، فان الجزء الآخر جاء من ادبيات يونانية ورومانية كانت تصورهم على انهم برابرة محتالون يحاولون باستمرار السيطرة على مواقع ومستعمرات لتجارتهم، وهذا هو وصف هوميروس لهم.
واتهم باحثون الفينيقيين بأنهم كانوا يضحّون باطفالهم للآلهة، فيما اعتبر مختصون آخرون ان دفن الاطفال والاجنة في جرار بوضعية جنينية انما يحصل عند وفاة الطفل في سن مبكرة وليس بعد تقديمهم كأضحية في طقوس انتقدوا عليها والصقت بهم واعتبرت معيبة.
وقد مارس الفينيقيون الديموقراطية وكان مجتمعهم طبقياً لكنه عرف التمثيل في نوع من برلمان.

المصدر: و ص ف