06-02-2018
مندوب سورية: ندعم أي إجراء يتخذه مجلس الأمن إذا كانت النية الكشف عمن يتاجر بالدم السوري
أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر رفض سورية وإدانتها أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو أي نوع من أنواع أسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الإنسانية مبينا أنه أمر مرفوض وغير أخلاقي ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان.
وقال منذر خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم “إن المستهدف باستخدام هذه الأسلحة هو الشعب السوري الذي ما زال حتى اليوم الضحية الأولى لجرائم الجماعات الإرهابية المسلحة التي لم تتورع حتى عن استخدام الاسلحة الكيميائية ضده” مشدداً على أن سورية حريصة اليوم كما كانت في السابق على معرفة المجرم الحقيقي المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيميائية فيها.
وأضاف منذر “إن الحكومة السورية انضمت إلى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ونفذت كل التزاماتها بموجب اتفاقية الحظر وحققت انجازا غير مسبوق في تاريخ المنظمة من خلال انهاء البرنامج الكيميائي في سورية بزمن قياسي” لافتا إلى أن ذلك مثبت في بيان البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية والمقدم إلى مجلس الأمن في شهر حزيران 2014.
وأكد منذر أن سورية هي صاحبة المصلحة الأولى في معرفة الحقيقة وهي كانت ولا تزال تدعم من حيث المبدأ أي اجراء يتخذه مجلس الامن عندما تكون الغاية منه كشف الحقيقة وإماطة اللثام عمن يتاجر فعلا بدم الشعب السوري من خلال استخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين في سورية عبر المجموعات الإرهابية المسلحة بقصد توجيه الاتهامات الباطلة إلى الحكومة السورية.
وجدد منذر إدانة سورية كل الاتهامات الامريكية والغربية الموجهة لها بشن هجمات كيميائية وتؤكد أنها مجرد ادعاءات باطلة وأكاذيب رخيصة وبات الرأي العام العالمي والسواد الأعظم من أعضاء المنظمة الأممية يدركون أنها أسطوانة مشروخة تلجأ إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها داخل مجلس الأمن كلما أدركت أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تمولها وتسلحها وتدعمها على الأرض في سورية قد باتت في مأزق وأنها تتراجع في مواجهة تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه الذين يحاربون اليوم بالنيابة عن العالم بأسره إرهابا مدعوما من قبل حكومات لا تقيم أي وزن للسلم والأمن الدوليين ولا تسعى إلا لتحقيق اجنداتها السياسية الخاصة.
وقال منذر “الجميع يعلم أن من قضى على آلية التحقيق المشتركة هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من خلال سلوكهم وممارساتهم داخل هذا المجلس التي أنهوا بها عمل هذه الالية عندما ضغطوا على رئاستها وأعضائها ودفعوها الى رفض زيارة بلدة خان شيخون والاكتفاء عوضا عن الزيارات الميدانية وجمع الادلة الحقيقية بالاعتماد على ادعاءات وشهادات وأدلة فبركتها الدول الغربية للنيل من سورية” مشيرا إلى أن هذا السلوك كان يهدف إلى دعم المجموعات الإرهابية والتستر على مسؤوليتها في هذه الحادثة.
ولفت منذر إلى أن الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها رفضوا الإصغاء إلى الدعوة التي وجهتها روسيا اليهم لوقف تسييس عمل آلية التحقيق المشتركة وتصحيح منهجيتها في التحقيق من خلال الابتعاد عن الأدلة والروايات الملفقة والاعتماد على استنتاجات علمية وقانونية سليمة.
وأضاف منذر “إن الحكومة السورية تؤكد استمرارها في تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وفي حربها على الإرهاب التي لم تتوقف تحت تأثير أي ابتزاز سياسي وإعلامي أو استغلال رخيص لدماء الابرياء في سورية”.
وبين منذر أن الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية سيقوم بتوزيع رسالة اللجنة الوطنية لتنفيذ اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية ردا على الادعاءات الأمريكية بما يتصل بعمل آلية التحقيق المشتركة وبعثات تقصي الحقائق لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية.
وأضاف منذر إن هذه الرسالة تأتي أيضا ردا على الاتهامات الباطلة والمفبركة ضد سورية وهي تثبت بالأدلة العلمية والقانونية أن هذه الاتهامات هي مجرد ادعاءات كاذبة وأن سورية لم ولن تستخدم هذه المواد لأنها لا تمتلكها أصلا لافتا إلى أن من يوجه هذه الاتهامات الباطلة إلى سورية هي حكومات دول لها تاريخ أسود موثق باستخدام هذه الأسلحة المحرمة دوليا ضد ملايين الأبرياء من فيتنام إلى كمبوديا وصولا إلى الجزائر والقائمة تطول.
ووجه منذر باسم الحكومة السورية الشكر والتقدير لروسيا الاتحادية والدول الصديقة داخل مجلس الأمن التي تسعى معا إلى كشف الحقيقة إدراكا منها لحقيقة الأغراض الخبيثة التي تقف وراء هذه الاتهامات الباطلة والتزاما من هذه الدول بسيادة مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وإيمانا منها بأن مثل هذه الممارسات الشاذة تؤثر على مصداقية العمل الدولي ومؤسساته وتهدد السلم والأمن الدوليين.
من جهته مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد أن روسيا لن تؤيد بيانا حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية لا يعتمد على وقائع مثبتة.
وقال نيبينزيا “نحن على استعداد لتبني بيان حول استخدام الكيميائي في سورية لكن ليس بهذه الصيغة التي تم تقديمها وقد اقترحنا تعديلات على البيان لأن الصيغة المطروحة تهدف إلى اتهام الحكومة السورية بلا أساس باستخدام السلاح الكيميائي”.
وأوضح نيبينزيا أن الحكومة السورية كانت تبلغ المجتمع الدولي باستمرار بالعثور على مواد كيميائية خطيرة واستفزازات محتملة قد تشارك فيها استخبارات أجنبية مؤكدا أن كل ذلك يجب التحقيق فيه فورا من قبل خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأضاف إن المنظمة الدولية تتجاهل هذه الإشارات وتجد العديد من الذرائع والحجج لعدم إرسال الخبراء إلى سورية مبينا أنه مع الأخذ بعين الاعتبار حادثة خان شيخون ومطار الشعيرات العام الماضي فإن هذه التصرفات تدعو إلى التفكير حول إحباط متعمد للتحقيق في استخدام الكيميائي.
وأشار المندوب الروسي إلى أن التصريحات التي تدلي بها بعض الأطراف مليئة بالأكاذيب وخاصة فيما يتعلق باستخدام غاز السارين في خان شيخون حيث إننا لم نتمكن حتى الآن من معرفة من قام باستخدام هذا الغاز والآلية المشتركة للتحقيق لم تقنعنا بنتائجها.
وقال نيبينزيا “كانت هناك ضجة حول استخدام غاز الكلور في ضواحي دمشق ونعتقد أن المجموعات الإرهابية هي المسؤولة عن كل ما يجري لأنها هي التي تقوم بنشر المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام فلا جدوى لدى الحكومة السورية أو فائدة من استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وشدد نيبينزيا على أن أول ما يجب القيام به هو إرسال بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى تلك المناطق لإجراء التحقيق مشيرا إلى أن أي تحقيق في استخدام هذه الأسلحة خارج نطاق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يعد غير مشروع ونطلب من المنظمة أن تكون أكثر فاعلية وأن توقف كل هذه المحاولات.
وأشار نيبينزيا إلى أنه تم إتلاف المواد الكيميائية في سورية تحت رقابة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكن هناك على ما يبدو من يقوم بتأجيج هذا الموضوع رغم أن الحكومة السورية تقدم كل التوضيحات وهناك أسئلة مفتعلة جديدة تطرح عليها ويريد البعض استمرار ذلك إلى ما لا نهاية.
وقال نيبينزيا “هم يريدون آلية تحقيق مشتركة أخرى تأتي فقط بالنتائج المضادة والمناوئة للحكومة السورية ولا يعيرون الاهتمام أبدا لما تقوم به المجموعات الإرهابية على الأراضي السورية واستخدامها للأسلحة الكيميائية”.
من جانبه أعرب المندوب الصيني وو هاي تاو عن دعم بلاده جهود روسيا لإقامة آلية تحقيق جديدة باستخدام الاسلحة الكيميائية في سورية داعيا إلى توحيد الجهود للدفع بالعملية السياسية لحل الأزمة في سورية عبر محادثات جنيف من خلال التعاون مع الامم المتحدة وبالاستناد إلى النتائج المهمة التي تم التوصل إليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد مؤخرا في مدينة سوتشي الروسية.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد