لزوم ما لا يلزم
ولّى زمن المسؤولين، ونحن اليوم نعيش عصر الموظفين الممسوحين، بعدما تقلص نفوذ الوزير إلى حجم مدير، وتضاءلت سطوة المدير إلى درجة أنه لا يمون على محاسب الدنانير (وهذه لضرورة القافية) حيث يقف لهم موظفو الرقابة بالمرصاد، سواء أصابوا أم أخطأوا في العمل والاجتهاد، لأن "هيئة الرقابة ومحاكم التفتيش" قد نصبت نفسها بديلاً للقضاء، وسيفاً مسلطاً على رقاب الفاسدين والشرفاء، حتى أربك وأحبط سائر المدراء والوزراء، واقتصرت نشاطاتهم الآمنة على الاستقبالات والتصريحات والكرنفالات التي تؤكد الولاءات... وهنا لا بد أن نسأل: طالما أننا لا نستورد المراقبين من الهند أو الصين، وبما أنهم جاؤوا من بين شرائح المواطنين، الأخيار والفاسدين، فما الذي يؤكد مناعة هؤلاء المفتشين طالما أنهم ليسوا من سلالة الأئمة المعصومين؟ والنون هنا لضرورة القافية ولزوم ما لا يلزم في النثر والشعر والسياسة والدين وارتفاع أسعار البنزين.. والله الله على المسؤولين، عندما كانت كلمتهم تشلفط أرواح المواطنين وتتركهم في أوكارهم خائفين قانعين إلى يوم الدين..
نبيل صالح
التعليقات
يوتوبيا
للسيد راوند....
المواطن الغبي
إضافة تعليق جديد