«شعراء»: هل ينصف الشعراء السوريون؟

وأخيراً تنبّهت الفضائية السورية للشعراء السوريين وخصّتهم ببرنامج يقدّمهم ويروّج لهم محلياً وعربياً، من خلال برنامج «شعراء» الذي بدأت بعرض حلقته الأولى في 17 آذار، وعرضت حلقته الثانية في الرابع والعشرن منه، من إعداد وتقديم الزميل عمار أبو عابد. لكن ما ورد من أخطاء في الحلقة الأولى لا يبشّر بأن البرنامج سينصف الشعراء من تجاهل الإعلام المرئي لهم، وأنه سيقدّم خصائص إبداعهم. فعلاوة على ظهور اسم الشاعر عبد القادر الحصني، ضيف الحلقة الأولى، في الـ«جنريك» بحرف السين لا الصاد، وبقاء الخطأ موجوداً حتى في إعادة اليوم التالي، ارتكب الزميل أبو عابد خطأ آخر ضمن سياق تعريفه بالشاعر الحصني حين قال «يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة الأسبوع الأدبي» والصحيح أن الحصني ترك الأسبوع الأدبي منذ صيف عام 2007 ليشغل منصب مدير تحرير مجلة «الموقف الأدبي»، الصادرة أيضاً عن اتحاد الكتاب العرب. ولعلّ عدم دراية الزميل بتجربة ضيفه جعلته يتوّجه إليه بالسؤال الآتي: «هل لشعرك صلة بالصوفية؟» مع أن القارئ المدقق لشعر الحصني سيتنبه إلى أن الصوفية من أهم ملامحه، وهذا ما يدفع المشاهد العارف بشعر الحصني أن يستغرب لماذا لم يكن السؤال حول أسباب تأثره بالتراث الصوفي تحديداً، وله أن يستغرب أيضاً ان الشهادة الوحيدة التي أخذها البرنامج كانت من الشاعر العراقي المقيم في دمشق عبد الرزاق عبد الواحد ولم تضئ على تجربة الحصني، فطبيعة شعر الحصني تدفع بالملم بها إلى التوجّه إلى الناقد الفلسطيني المقيم في دمشق أيضاً يوسف سامي اليوسف الذي كان أول من أشاد بتجربة الحصني وملامح الصوفية فيها منذ ديوانه الثاني «الشجرة وعشق آخر» الصادر عام 1980 بمقدمة لليوسف استبشر فيها بتجديد الحصني للصوفية، فضلاً عن كتابته حول شعره أكثر من مرة.
لم تكن الحلقة الثانية التي خصصت للشاعر د. نزار بريك هنيدي أفضل حالاً، إذ وجّهت له أسئلة مكررة جداً، تمحورت حول العلاقة بين الأدب والطب، وكيفية فهم الشاعر للحداثة في الشعر! كما لم تكن شهادة د. غسان غنيم مضيئة لتجربة هنيدي، فالشهادة يفترض أن تقدّم للمشاهد خصائص التجربة الإبداعية للشاعر الضيف من الناحية الجمالية.
وإن كان الزميل أبو عابد قد كتب سيناريو لبرنامجه حاول من خلاله سرد تعريف بالشاعر حيناً وطرح السؤال على ضيفه حيناً آخر، وترك المجال مفتوحاً لإلقاء قصيدة بين سؤال وآخر، إلاّ أننا ظللنا نشعر بالجمود في البرنامج رغم تعدد الأماكن التي صوّرت فيها الفقرات الحوارية التي خرجت عن حدود الاستوديو.
تعرضه قناة «الفضائية السورية»، العاشرة والنصف صباح كل يوم ثلاثاء ويعاد مساء الأربعاء الساعة السادسة

نضال بشارة

المصدر: السفير