«فولكسفاغن».. فضائح بالجملة
بعد عملية الغش الواسعة النطاق في محرّكاتها التي تعمل بالديزل، أقرّت شركة «فولكسفاغن» بأكاذيب جديدة، ما أغرق المجموعة الألمانية العملاقة لصناعة السيارات أكثر فأكثر في أزمتها، وانعكس نكسة جديدة في البورصة.
وأعلنت «فولكسفاغن» أمس الأول، أنها اكتشفت «مخالفات» في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في 800 ألف سيارة في العالم، مضيفة بذلك فصلاً جديداً إلى الفضيحة المدوّية التي تمّ الكشف عنها في منتصف ايلول الماضي.
وفي الواقع، فإن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، من سيارات من «فولكسفاغن» و «سكودا» و «اودي» و «سيات»، ومع محرّكات تعمل بالديزل والبنزين، أكثر ارتفاعاً مما تَعِد به «فولكسفاغن» زبائنها.
وأعطت صحيفة «فرنكفورتر الغمايني تسايتونغ» أمس، استناداً الى وثائق داخلية للأجهزة التي كشفت هذه «المخالفات»، مثالاً على ذلك، سيارة «الغولف بلو موشن» لـ «فولكسفاغن»، التي تصدر في الحقيقة أكثر من مئة غرام من ثاني اكسيد الكربون بالكيلومتر الواحد، بدلاً من 90 غراماً في الكيلومتر كما تتعهّد الشركة المصنعة، وكما هو معلن في المواصفات التقنية لهذا النموذج.
وانعكس هذا الكشف الجديد على الفور في البورصة، فتراجع سهم «فولكسفاغن» بنسبة 7,48 في المئة، ليصل الى 102,70 يورو، متراجعاً بنسبة تقارب الـ40 في المئة في ستة اسابيع.
والكذب الجديد الذي اعترفت به الشركة الألمانية، خلافاً للغش الذي كشف قبل ستة أسابيع، لا يتعلّق ببرامج معلوماتية مغشوشة او تلاعب آخر، بل ظهر خلال التحقيق الداخلي الجاري لدى المجموعة، حيث وعد رئيسها الجديد ماتياس مولر بإعادة النظر في كل شيء لتسليط الضوء على المخالفات.
وأجري الكشف عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الغاز الذي يركّز عليه الأوروبيون، بعد يوم واحد فقط من توجيه السلطات الأميركية اتهامات جديدة بشأن محرّكات الديزل.
وبحسب «الوكالة الأميركية لحماية البيئة»، فإن «فولكسفاغن» غشت أيضاً بشأن انبعاثات اكسيد النتروجين بمحركات سعتها ثلاثة ليترات، وليس فقط بالمحركات الأصغر حجماً، كما كان معروفاً حتى الآن.
ونفت «فولكسفاغن» وضع برامج معلوماتية مغشوشة، لكن «فرنكفورتر الغمايني تسايتونغ» علقت على ذلك في مقالة افتتاحية بقولها «مَن كذب مرّة فلا نصدّقه بالمرّة».
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد