أصل اللغة الإنكليزية «تركي»

ثمة فرضية تتحدث عن أن أصل العائلة اللغوية يعود إلى منطقة الأناضول التركية.
ويقول باحثون إن اللغات الهندية الأوروبية الحديثة، ومن بينها اللغة الإنكليزية، تعود أصولها إلى تركيا قبل نحو تسعة آلاف سنة.
وتختلف النتائج التي ذكرها الباحثون عن فرضية تقليدية تقول إن هذه اللغات تعود أصولها إلى قبل 5000 سنة، وإنها ظهرت في جنوبي غربي روسيا.
واستخدم باحثون من نيوزيلندا وسائل أعدت لدراسة تاريخ عائلات لغوية هندية أوروبية قديمة وحديثة للتعرف على مكان وتاريخ ظهورها.
وتمثل العائلة اللغوية مجموعة من اللغات لها أصل مشترك يُعرف بـ«اللغة الأم».
ويقوم العلماء بتحديد اللغات من خلال البحث عن كلمات ذات صوت متشابه وتصف غالباً الشيء ذاته.
ووفقاً لقاعدة البيانات «إثنولوغ»، فإنّ هناك أكثر من مئة عائلة لغوية. وتمثل العائلة اللغوية الهندية الأوروبية واحدة من أكبر العائلات، حيث تضم أكثر من 400 لغة مستخدمة في 60 دولة على الأقل، لكن أصولها غير واضحة.
وقام الدكتور كوينتين أتكينسون وفريقه من جامعة «أوكلاند» بدراسة، نشرت في مجلة «العلوم»، وتناولت تطور اللغة عبر اللجوء إلى تحليلات وراثية عرقية تستخدم عادة للتعرف على الأوبئة الفيروسية، من خلال تقييم مقدار المعلومات المسجلة في الحامض النووي والتي يتم تبادلها بين الكائنات الحية.
وكما الحال مع الحامض النووي تتنقل اللغات من جيل إلى جيل.
وبالرغم من أن اللغات تتغير وتتطور، فقد أدرك أتكينسون أن الكلمات المشتركة التي تصف أصول الحياة، مثل الأب والأم والعين واليد، تقاوم التغيير. وتكون الكلمات المشتركة المحفوظة مرتبطة بقوة باللغة الأم.
ومن خلال دراسة لغات مختلفة بحثاً عن كلمات مشتركة، تمكن العلماء من بناء شجرة لغات مرتبطة بعضها ببعض، حيث كلما وجدت كلمات مشتركة أكثر، كانت اللغات متشابهة بقدر أكبر وكانت أقرب داخل الشجرة.
وقام الفريق بتحليل 207 كلمات مشتركة موجودة في 103 لغات هندية أوروبية تشمل 20 لغة قديمة مثل اللاتينية واليونانية. ومن خلال النظر إلى أصول الشجرة، تمكن أتكينسون من تأكيد فرضية الأصل الأناضولي.
ويقول مارك باجل من «الجمعية الملكية» التابعة لجامعة «ريدينغ»، والتي شاركت في دراسات سابقة حول علم الوراثة العرقية، «يعد هذا تطبيقاً رائعاً للوسائل المستمدة من عمل الأحياء لفهم مشكلة تتعلق بالتطور الثقافي، وأعني بذلك أصل اللغات الهندية الأوروبية وانتشارها». ويضيف «تظهر الدراسة قطعاً أن اللغات الهندية الأوروبية ظهرت في منطقة الأناضول ثم انتشرت بعد ذلك».
لكن النتائج لم تحظَ بقبول عام، إذ يشير بتري كاليو، من جامعة «هلسنكي»، إلى أن العديد من الكلمات المشتركة التي تصف اختراعات تقنية، مثل العجلة، موجودة في لغات مختلفة.
وحول الوسائل المستخدمة لتحديد تاريخ اللغة الأم، قال كاليو «على عكس الوصول إلى تاريخ في الآثار باستخدام الكربون المشع، اعتماداً على معدل التحلل الثابت لنظائر الكربون-14، ليس هناك معدل تحلل ثابت للكلمات يمكننا من معرفة تاريخ اللغات الأم».

المصدر: BBC