أطلس للآلات الموسيقية الشعبية بمصر
يسجل (أطلس الات الموسيقى الشعبية) أن بمصر 26 نوعا من هذه الالات الموسيقية التي تختلف في أشكالها وطرق استخدامها من محافظة لاخرى ومن مدينة اقليمية الى قرية.
والاطلس الذي احتفل مثقفون مصريون بصدوره مساء الاحد في مسرح الجمهورية بالقاهرة نشرته الهيئة العامة لقصور الثقافة التي أقامت معرضا في بهو المسرح لصور الالات الموسيقية الشعبية المتنوعة في أنحاء البلاد وافتتحه أحمد نوار رئيس الهيئة قبل بدء الاحتفال.
وقال نوار في بيان ان اصدار هذا الاطلس "يأتي لايماننا بأن الموسيقى الشعبية هي بمثابة صورة صوتية صادقة لشخصية هذا المجتمع تميزه عن غيره من المجتمعات الانسانية الاخرى وهي (الالات الموسيقية) ابداع جمعي يعبر عن روح وعقل ووجدان المحتمع. والهدف من الاطالس عامة حماية المأثورات الشعبية من الضياع."
و/أطلس الات الموسيقى الشعبية/ هو الجزء الثاني من (أطلس المأثورات الشعبية المصرية) حيث أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة في أغسطس اب 2006 أول موسوعة عن الخبز الذي يحمل في عموم مصر -خلافا لمعظم الدول العربية- اسم "العيش" وله أنواع في مصر تصل الى الثلاثين تصنف الى خبز أساسي وغير أساسي وتختلف وفقا للبيئة ودرجة الحرارة ووسائل الحفظ وطقوس الاكل ومناسبات التناول وتفاوت المستوى الاجتماعي بين المدن والقرى.
ويعد أطلسا الخبز والات الموسيقى الشعبية باكورة عمل علمي بانورامي قيد الاعداد منذ مطلع التسعينيات عن المأثورات الشعبية المصرية يغطي معظم العادات والفنون وأشكال الحياة وتطورها باعتبار مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تتغير حدودها تقريبا منذ عام 3100 قبل الميلاد وهو تاريخ توحيد البلاد على يد الملك مينا. وبحلول عام 2600 قبل الميلاد أقيم أول نظام اداري قومي مركزي في التاريخ في العاصمة منف (الى الجنوب من القاهرة).
ويرى دارسون للموسيقى الفرعونية في مقدمتهم الدكتور محمود أحمد الحفني (1898-1975) أن موسيقى قدماء المصريين كانت فنا ربانيا اذ يقول في كتابه (موسيقى قدماء المصريين) ان الموسيقى كانت من بين العلوم المقدسة في مصر القديمة التي شهدت "مدنية موسيقية" تمثلت في وجود "الات موسيقية جاوزت دور النشوء وغدت تامة كاملة في المصفقات والطبول والات النفخ والالات الوترية."
ومن الالات التي اشتهرت في مصر الفرعونية الناي والهارب.
ويقع الاطلس في أكثر من 302 صفحة كبيرة القطع بالعربية والانجليزية وهو مزود بعشرات الصور لالات موسيقية أو لافراد يعزفون على الالات.
ويسجل الاطلس توارث 26 الة موسيقية شعبية منذ ألوف السنين في البلاد وتنقسم الى ثلاثة أنواع أولها (الات النقر) وهي ذات ايقاع ولها رق جلدي في أحد وجهيها أو كليهما مثل الدف والدربكة والرق والنقرزان والكاسات وصاجات الباعة والطبل الكبير-طبل السيد والطبل السوداني-السيوي.
والنوع الثاني هو المزمار وهو الة نفخ لها تنويعات بعضها ذو ريشة مفردة أو مزدوجة أو بدون ريشة ومنها الارغول والسلامية والمقرونة والشبابة والشلبية (مزمار قنا) والستاوية (مزمار مزدوج).
أما النوع الثالث فهو الات النبر أو الجر بالقوس على الاوتار ومنها السمسمية والطمبورة والربابة.
وشارك في انجاز الاطلس باحثون اعتمدوا على جمع المادة الميدانية الاصلية من أماكنها الطبيعية قبل توثيقها.
وقال عبد المحسن اسماعيل المدير العام للاطلس في مقدمة الكتاب ان أهمية هذا العمل تكمن في التعرف على ابداعات الثقافة الشعبية "التي تؤكد الهوية المصرية" مضيفا أن توثيق هذه المفردات الثقافية هو توثيق للذاكرة وكشف "عن عبقرية المبدع الشعبي".
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد