أفغانستان تستعد لجولة انتخابية ثانية في 7 ت2
اعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة في افغانستان أمس، بعد حوالى شهرين من التحقيق في عمليات التزوير التي جاء «معظمها في خدمة الرئيس الأفغاني الحالي حميد قرضاي»، أن الأخير لم يحصد من الأصوات ما يكفيه لتجنب دورة انتخابية ثانية، من المقرر أن تجرى في السابع من شهر تشرين الثاني المقبل، فيما استمرت الحملة العسكرية الباكستانية على إقليم وزيرستان بمزيد من المواجهات مع حركة طالبان التي اتهمها مسؤولون باكستانيون بالوقوف وراء هجوم انتحاري ذهب ضحيته 4 أشخاص على الأقل، في قلب العاصمة اسلام اباد.
وحصل قرضاي على 49.67 في المئة من أصوات المقترعين الأفغان كما أكد المتحدث باسم اللجنة الانتخابية نور محمد نور، الذي أضاف «لا يسعني قول المزيد حول النتيجة التي حققها (منافس قرضاي عبد الله) عبد الله. سنوضح ذلك في مؤتمر صحافي غدا»، معلنا أن الدورة الثانية ستجري في 7 تشرين الثاني المقبل.
ورحّب كل من قرضاي وعبد الله بقرار إجراء دورة ثانية يتنافسان فيها على رئاسة البلاد، الذي اعتبره قرضاي «شرعيا وقانونيا ودستوريا ويعزز المسيرة نحو الديموقراطية»، فيما أعلن المتحدث باسم عبد الله، سيد فاضل أقا سنشركي «إصرار» عبد الله على ضرورة إجراء الدورة الثانية في الأيام الـ14 المقبلة...وفقا لما ينص القانون».
وعلى الرغم من الحجم الهائل لعمليات التزوير التي جرت لصالح قرضاي، وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما القرار بأنه «سابقة مهمة» ستساعد على إضفاء المصداقية على العملية الانتخابية، معتبرا أن «الخطوات التي اتخذها الرئيس قرضاي أرست سابقة مهمة للديموقراطية في افغانستان»، وأضاف «قرار إعادة الانتخابات يدعم الدستور والقوانين الأفغانية».
اما السيناتور الأميركي الديموقراطي، جون كيري فجاء موقفه شبيها بموقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي رحب بقرار إجراء جولة ثانية، محذرا في الوقت ذاته من انه ستكون هناك «تحديات ضخمة» لتنظيمها بصورة مرضية، ومشيدا بكل من قرضاي وعبد الله، في حين اكّد أن الامم المتحدة «ستقوم بكل ما في وسعها» لضمان إجراء الجولة بطريقة «حرة ومنصفة وشفافة وفي مناخ آمن».
كما اعرب الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن عن «ترحيبه» بتنظيم دورة ثانية، لكنه طلب الا تتكرر عمليات التزوير «الكثيفة» التي سجلت في الدورة الاولى. وكان راسموسن اعلن أمس الأول دعم الـ«ناتو» للحملة التي تشنها إسلام اباد على حركة طالبان في إقليم وزيرستان الباكستاني القريب من الحدود الأفغانية، رابطا نجاحها «باستقرار المنطقة برمتها».
إلى ذلك، أكد وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك مقتل 6 أشخاص بينهم انتحاريان في الانفجارين اللذين وقعا في الجامعة الإسلامية في اسلام اباد، وإصابة 13 شخصا، فيما قال ان «المتطرفين» يريدون عدم استقرار البلاد، ناصحا كل الأجانب ومن بينهم «أئمة المساجد الأفغان»، بمغادرة البلاد، ورابطا بين حملة وزيرستان والهجوم بقوله «كل الطرق تؤدي إلى وزيرستان الجنوبية».
وقال شهود عيان ان «الانفجار الاول استهدف مبنى كلية الشرع للطلاب، اما الهجوم الثاني فوقع في الكافيتيريا المخصصة للطالبات». واضاف ان «الجميع في حال هلع اذ يتدافع الطلاب للتبرع بالدم، وهناك العديد من عناصر الشرطة في المباني».
في هذه الأثناء، قال مسؤولون أمنيون ان مقاتلي طالبان هاجموا القوات الباكستانية واستعادوا السيطرة على بلدة كوتكاي مسقط رأس زعيم طالبان حكيم الله محسود، التي تحتل موقعا استراتيجيا في الطريق إلى وزيرستان الجنوبية.
وصدر عن الجيش الباكستاني بيان جاء فيه «خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية... قتل 12 إرهابيا في عمليات القوات الأمنية» مضيفا أن أربعة جنود قتلوا كما أصيب ثلاثة. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل عن الأعداد، فيما وصلت حصيلة الحملة بحسب مصادر الجيش حتى الآن إلى 13 قتيلا في صفوفه مقابل مئة في صفوف حركة طالبان، منذ بدء العملية فجر يوم السبت الماضي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد