أميركا باشرت تدريب 60 عنصراً من المعارضة السورية (المعتدلة)
وجه داعية الحرب السناتور الجمهوري جون ماكين انتقادات لاذعة للإستراتيجية العسكرية التي تتبعها الإدارة الأميركية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي، معتبراً أن الولايات المتحدة «تخسر» الحرب ضد الجهاديين، كما انتقد بطء وتيرة تدريب مسلحي «المعارضة السورية».
وجاء كلام ماكين أثناء جلسة استجواب لوزير الدفاع اشتون كارتر ورئيس هيئة أركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حول مواضيع تتراوح من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.
وقال ماكين هازئاً: «ليس هناك أي أسباب تدعو إلى الاعتقاد بأن ما نفعله سيكون كافياً لتحقيق الهدف الذي لطالما أعلنه الرئيس وهو إضعاف (داعش) وصولاً إلى القضاء عليه سواء على المدى القريب أو على المدى البعيد». واعتبر أن الجهود والوسائل التي خصصتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمواجهة داعش، «لا تتناسبان» مع الأهداف الأميركية، وأضاف «هذا يوحي بأننا لسنا بصدد الانتصار، وحين لا تكون بصدد الانتصار في الحرب، فهذا يعني أنك تخسر».
وأدلى ماكين العضو في لجنة القوات المسلحة، بهذه التصريحات الساخرة تعليقاً على إقرار وزير الدفاع بأن تدريب واشنطن لمقاتلي «المعارضة السورية المعتدلة» للتصدي لتنظيم (داعش) انطلق ببطء شديد.
وقال كارتر: إنه يجري تدريب ستين مقاتلاً من المعارضة اعتباراً من الأسبوع الماضي، ما يعادل 1% فقط من العدد الذي كانت واشنطن تخطط لتدريبه.
وجرت جلسة الاستجواب غداة إعلان أوباما الاثنين في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن «يكثف» حملته للتصدي لتنظيم داعش في سورية، محذراً بأن المعركة ستستغرق وقتاً.
لكن ماكين استبعد أن تحقق هذه الإستراتيجية نجاحاً، واصفاً التصريحات حول تحقيق انتصارات بأنها من باب الأوهام. وقال «حين يتعلق الأمر بتنظيم (داعش)، فإن تعليقات الرئيس أوباما… تكشف عن مستوى التوهم المقلق الذي يطبع تفكير الإدارة».
وسبق لأوباما أن أعلن عن تنفيذ أكثر من خمسة آلاف غارة على مواقع للتنظيم، مؤكداً تصفية «مئات المقاتلين بينهم قادة كبار» في التنظيم.
وفيما يتعلق بخطط تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة للتصدي للجهاديين، أوضح كارتر أن سبعة آلاف متطوع تقدموا لبرنامج التدريب، لكن التصفية الدقيقة للمرشحين أدت إلى إبطاء وتيرته.
وقررت إدارة باراك أوباما إطلاق هذا البرنامج بضغط من الكونغرس، ونص هدفه المعلن على تدريب نحو 5400 مقاتل وتسليحهم خلال السنة الأولى من البرنامج وخصص الكونغرس من أجل ذلك نحو 500 مليون دولار.
وتوقع كارتر أن تتسارع وتيرة هذا البرنامج لاحقاً، وقال «بات لدينا معلومات أكثر عن مجموعات المعارضة السورية» و«نحن في صدد إقامة علاقات مهمة» معها. وقال «نعرف أن هذا البرنامج أساسي ونحن بحاجة إلى شريك على الأرض في سورية لضمان هزيمة تنظيم (داعش) بشكل دائم».
غير أن ماكين انتقد عدد الذين يجري تدريبهم، معتبراً أنه «ليس لافتاً». وقال إن «الواقع» على الأرض يشير إلى أن الجهاديين يواصلون التقدم والسيطرة على أراض في العراق وسورية، وذلك في حين يوسعون نفوذهم عبر الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا الوسطى.
وذكر كارتر أن واشنطن تريد قيادة تحرك هؤلاء المقاتلين ضد تنظيم داعش وليس ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأضاف «نريد رحيل (الرئيس) الأسد» لكن هذا الأمر يرتبط «بجهد دبلوماسي». وتابع «على (الرئيس) الأسد أن يرحل، لكن بنية الحكم في سورية يجب أن تبقى. نعلم ماذا يحصل في الشرق الأوسط حين لا تكون هناك بنية حكومة». وبدوره، قال السيناتور الديمقراطي البارز جاك ريد: إن التنظيم «لا يزال القوة المهيمنة في شرق سورية.. وفي غياب معارضة معتدلة لديها الإصرار والقدرة على انتزاع أراض من داعش والاحتفاظ بها.. فمن غير المتوقع حدوث أي تغيير في الوضع الراهن».
وكالات
إضافة تعليق جديد