إسرائيل تبدأ مناوراتها غداً ولعنة سورية تطاردها
تطلق اسرائيل، غداً، صفارات الإنذار من الجليل الشمالي حتى النقب جنوبا، لتبدأ بعد ذلك اضخم مناورة عملانية تشارك فيها الحكومة والجمهور الاسرائيلي منذ تاريخ نشوء الكيان الاسرائيلي في العام .1948
وهذه المناورة التي من المقرر أن تستمر خمسة أيام، يفترض أن تبلغ ذروتها صباح الثلاثاء المقبل، عندما تشارك فيها حكومة ايهود أولمرت برئيسها ووزرائها وكل المؤسسات التابعة لها في اطار ما يسمى «المنظومة العملانية المدنية»، باستثناء الجيش الذي ستكون له تدابيره وإجراءاته الموازية للمناورة، من زاوية حمايتها من أي استهداف، بعدما كان مقدرا في البداية أن تكون المناورة مقدمة لعمل عسكري عدواني إسرائيلي ضد لبنان.
واستنادا الى مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع في نيويورك أن الجيش الاســـرائيلي طلب، أمس، من قيادة «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني، ابلاغ الحكومة اللبـــنانية أن المناورة «غير المسبوقة» التي ستنفذ في إسرائيل غير موجهة ضد لبـــنان ولا ضـــد «حزب الله»، وأن المناورة «ستكون داخلية ولن تشمل منطقة الحدود».
وقالت مصادر في «اليونيفيل» إنه تم رصد حركة استنفار وجهوزية في صفوف «حزب الله» جنوب نهر الليطاني وشماله، كما في صفوف الجيش اللبناني، وتمت مراجعة الطرفين وكان الجواب أن الاستنفار القائم «هو عبارة عن اجراء روتيني اعتيادي ربطا بالمناورة الاسرائيلية لا أكثر ولا أقل».
وأضافت المصادر أن الأوضاع على طول «الخط الأزرق» هادئة للغاية «لا بل ان الجانب الاسرائيلي بالغ في محاولة توضيح صورة أكثر من اشكال حصل في الآونة الأخيرة، سواء في الغجر أو في العباسية، وحاول الإسرائيليون في الاجتماع العسكري الأخير في الناقورة إضفاء طابع إيجابي من أجل طمأنة الجانبين اللبناني والدولي».
ووفق مصادر في «اليونيفيل» فإن أية اجراءات غير عادية لن تتخذ في صفوفها، أي سيستمر العمل بموجب «اللون الأصفر» (الاعتيادي)، لكن في المقابل، ثمة تدابير ادارية وتنظيمية تقرر اتخاذها ليس ربطا بالمناورة الاسرائيلية بل بمجمل الأجواء في المنطقة، وتشمل وضع تدابير تجمع وإخلاء بآليات محددة وواضحة تشمل قضايا تفصيلية مثل احتياطي الطعام والألبسة والاتصال واللوجستيات... كما تقرر تشكيل فريق مدني خاص للقيام بدوريات على مدار الساعة على طول الخط الممتد من شبعا حتى كفركلا (القطاع الشرقي)، ومهمته القيام برقابة صارمة على طول «الأزرق» لمنع أي خرق في الاتجاهين.
وأعلنت الناطقة الرسمية باسم «اليونيفيل» ياسمينا بوزيان «أن الجيش الإسرائيلي أبلغ «اليونيفيل» أن ما سيقوم به هو مجرد تمرين، ولا ينطوي على أي نوايا عدائية».
وأكدت مصادر عسكرية لبنانية بارزة أن قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان طلب وضع جميع ألوية ووحدات الجيش المنتشرة في الجنوب في حالة استنفار قصوى اعتبارا من اليوم وحتى انتهاء المناورة الاسرائيلية، وأعطى سليمـــان أوامر للعسكريين بوجوب التصدي لأي خرق اسرائيلي لـ«الخـــط الأزرق» وأي اســتهداف للمدنيين، كما طلب سليمان من قيادة «اليونيفيل» تشـــديد اجراءاتها وعدم السماح بأي خرق للأجواء والمياه والأرض اللبنانية».
وشددت المصادر العسكرية على أن لا مخاوف من قيام اسرائيل بعدوان اسرائيلي ضد لبنان وأن الاجراءات المتخذة من جانب الجيش والمقاومة «وقائية بحتة».
وفيما ظلّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتابع الوضع في الجنوب عبر قيادة الجيش، من المقرر أن يستقبل في الساعات المقبلة قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وهو أبلغ زواره أنه يستبعد إمكان قيام إسرائيل بأي عدوان ضد لبنان.
وطلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من قيادة «اليونيفيل» التنبه إلى أن المناورة الاسرائيلية، «لا يمكن أن تشـــكل بأية طريقة من الطرق، ذريعة إضافية تستعملها إسرائيل لتخرق الأجـــواء اللبنانية، أو لتقوم بأي عمل من شأنه زيادة حدة التوتر على حـــدود لبنان الجنوبية». ودعا الجيش اللبناني «الى اتخاذ جميــع التــدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المواطنين اللبنانيين الآمنين والتصدي إلى أي خرق قد تقوم به إسرائيل»، كما دعا قوات الطوارئ إلى التحوط لعدم قيام إسرائيل بأي عمل يؤدي إلى توتير الأجواء أو أي خرق للقرار .1701
وأكد مسؤول «حزب الله» في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة لا تخشى المناورات الاسرائيلية ولكنها بالمقابل لا تستخف بجديتها وفي الوقت ذاته لن تسمح لإسرائيل بتحقيق أية مكاسب سياسية أو معنوية. وقال إن المقاومة تراقب جيدا المناورات العسكرية الاسرائيلية، معتبرا أنها «دليل على انها لا تزال تغرق في مستنقع الهزيمة ويسقط جيشها فى العجز والتقصير والضعف». واعتبر ان الجيش الاسرائيلي يحاول من خلال المناورة العسكرية الكبرى ان يرمم الثقة التي فقدها في هزيمة تموز 2006 ويستعيد المعنويات وثقة الشعب الاسرائيلي به.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد