إسرائيل ترد على نصرالله: سنتوقف عن معالجة جرحى «جبهة النصرة»
ردّ ضابط إسرائيلي رفيع المستوى على الاتهامات التي وجهها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله بشأن مساعدة إسرائيل لـ «جبهة النصرة». وفيما اعترف الضابط بتقديم مساعدات طبية لجرحى سوريين، أنكر قيام إسرائيل بتقديم «ولو طلقة واحدة» للمعارضين السوريين.
ومن جهة ثانية نقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن مرور مقاتلين من «جبهة النصرة» إلى إسرائيل لتلقّي العلاج فيها أمر توقف، ولن يتكرر.
ونقل موقع «والا» الإخباري عن ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان الإسرائيلية ردّه على اتهامات السيد نصر الله للاحتلال بتقديم المساعدات لمقاتلي «جبهة النصرة» بالقول إنه «حسب أقواله، فإن إسرائيل تقف خلف جبهة النصرة وداعش. ويهمني التأكيد أن أفرادا من جبهة النصرة أفلحوا في التسلل إلى إسرائيل من أجل تلقي العلاج الطبي، لكن هذا توقف في الشهر الأخير، ولن يتكرر أبداً. ونحن نجري فحصا على الحدود كي نحول دون حدوث ذلك».
وأضاف الضابط «أننا لن نُدخل إلى إسرائيل سوى المدنيين، وهذا أيضا لن يتم قبل أن نفحص من هو الجريح. وإذا وصل إلى السياج الحدودي جرحى ليسوا مدنيين، فسيتم معالجتهم ميدانياً وفق ما يقتضيه قسم أبقراط الطبي، لكنهم لن يدخلوا إلى مستشفيات في إسرائيل». ومع ذلك أكد أن إسرائيل لم تقدم أبدا أي مساعدات عسكرية. وقال «بودي التشديد على أننا لم ندعمهم ولو بطلقة واحدة».
وأشارت «هآرتس» إلى أن إسرائيل غيرت سياسة استقبال الجرحى السوريين، وكفت عن تقديم مساعدات طبية على «أراضيها» لرجال «جبهة النصرة». وشكل كلام الضابط الكبير في هيئة الأركان الإسرائيلية أول اعتراف رسمي بتقديم مساعدات طبية لمقاتلي «النصرة» في السابق.
وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل توقفت منذ شهر ونصف تقريباً عن إدخال جرحى مقاتلين إلى «أراضيها» لتلقي العلاج الطبي. وكان الضابط الكبير قد اعترف بنجاح أفراد من «جبهة النصرة» في «التسلل» إلى إسرائيل وتلقّي العلاج الطبي على «أراضيها». وأشار الضابط إلى أن ذلك كان يحصل بسبب عدم عمق الفحص الذي كانت تجريه إسرائيل قبل إدخال أي من الجرحى إلى مستشفياتها.
وحاول الضابط الكبير أيضاً تفنيد الاتهامات التي وجهتها جماعات درزية للجيش الإسرائيلي بأنه يقدم مساعدات لـ «جبهة النصرة» بعد أن قام أفرادها بإعدام دروز سوريين في الشهر الماضي. وقال إن «إسرائيل لم تساعد، لا بشيكل ولا بطلقة واحدة، رجال جبهة النصرة».
وقال الضابط إن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن تعزز إيران مساعيها في المنطقة بعد إبرام الاتفاق النووي. وحسب الشائع في الجيش الإسرائيلي تستثمر طهران في منظمات المقاومة في المنطقة ما بين 4 الى 5 مليارات دولار سنويا، تسليحاً وتدريباً وتوجيهاً. لذلك فإن رفع العقوبات سيحسن وضع إيران الاقتصادي ما سيجعل تأثيرها في المنطقة أكبر.
ونشر موقع «والا» الإخباري صورة لورقة نقلها جريح سوري إلى الإسرائيليين تحدد ما يحتاجه بعض المعارضين الذين وصفوا وضعهم بـ»السيئ جدا». وقال الموقع أن الجريح السوري، الذي وصل مؤخرا إلى مستشفى إسرائيلي لتلقي العلاج، جذب الاهتمام بحمله رسالة مطولة ومفصلة باللغة الانكليزية تشرح الوضع الإنساني المتدهور، وطلبات بتقديم مساعدات دوائية وأجهزة طبية.
وتبدأ الورقة بعبارة «نحن في وضع سيء وبحاجة للمساعدات». وفصلت الورقة الأدوية المطلوبة بشكل عاجل لمعالجة جرحى الحرب في سوريا، وهي تتراوح بين أدوية الضغط والتخدير والتعقيم وأجهزة تسخين لأسرّة المرضى ومقاييس للأوكسجين في الدم وأجهزة ضخ وعتاد لإجراء عمليات. وتقول أوساط إسرائيلية إن الورقة التي تظهر الاحتياجات تبين أن الوضع الإنساني في سوريا صعب جداً.
تجدر الإشارة إلى أن قيام مواطنين سوريين دروز في الجولان المحتل بمهاجمة وقتل جرحى سوريين أثناء نقلهم إلى مستشفى إسرائيلي، لم يمنع استمرار تدفق جرحى سوريين لتلقي العلاج في إسرائيل. وقد زادت السلطات الإسرائيلية مؤخرا التعزيزات الأمنية المرافقة لسيارات الإسعاف التي تحمل جرحى سوريين في طريقهم لمستشفيات داخل إسرائيل.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد