إسرائيل تطلق 429 أسيراً من أصل 12 ألفاً
اعتقلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، 42 فلسطينيا، بعد ساعات من عملية إفراج باهتة ودعائية، عن 429 أسيرا معظمهم من حركة فتح ومن الضفة الغربية، الأمر الذي اعتبرته الحكومة المقالة تسييسا و”خيانة وطنية”. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن “إسرائيل” أفرجت منذ بداية العام عن 950 أسيرا ولكنها اعتقلت في الفترة ذاتها 3750 فلسطينيا. ولا يزال خلف قضبان الاحتلال ما يقارب ال 12 ألف أسير عدد منهم أمضى حوالي 30 سنة.
وأشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعملية الإفراج قائلاً “اتفقنا مع “الإسرائيليين” قبل لقاء انابولس على إطلاق سراح المعتقلين، وكان من المفترض أن يتم هذا الأمر قبل عقد اللقاء ولكن بما أنه تم فإننا نعتبره خطوة جيدة نأمل أن يتبعها خطوات إيجابية”.
كما رحبت الحكومة الفلسطينية المقالة بالخطوة، لكنها اعتبرت أن التعامل مع قضية الأسرى “بهذا التمييز الخطير يعتبر خيانة للمشروع الوطني، وهو ما لا يقبله الأسرى أنفسهم”. وطالب محمد المدهون رئيس ديوان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية في بيان صحافي، المجتمع الدولي بالتدخل “للإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين من دون استثناء أو تمييز وعلى رأسهم أصحاب الأحكام العالية والمرضى والنساء والأطفال وممثلو الشرعية الفلسطينية”. وحذّر مما يسمى “حسن النوايا” التي تقدمها “إسرائيل”، وقال إنها “في الحقيقة استخفاف متجدد بالقيادة الفلسطينية ومؤسسة الرئاسة على حد سواء لأنها موافقة منهم للالتفاف على وحدة شعبنا الفلسطيني وتمزيق صفه”.
وكانت سلطات الاحتلال أفرجت، امس، عن 429 أسيراً فلسطينياً بينهم 20 أسيرا من قطاع غزة، وسط التحذير من أهداف “إسرائيل” الرامية إلى تعزيز التفرقة بمختلف أنواعها بين الأسرى. وجرى استقبال الأسرى المفرج عنهم في مقر الرئاسة في رام الله في الضفة الغربية.
وقالت الحاجة خديجة نافع ادريس “لا أعرف إن كان عليّ أن أفرح أم أحزن”، تستقبل ولدها الأسير عماد ادريس الذي افرج عنه. وأكدت أن فرحتها بالإفراج عن ولدها عماد تبقى منقوصة من دون الإفراج عن ابنها الأسير انس الذي ما زال ينتظر صدور حكم “إسرائيلي” بحقه. وقالت المواطنة حليمة الشعيبي التي وصلت إلى مقر المقاطعة قبل ساعات من وصول ابنها الاسير ضياء (21 عاما) إلى مقر الرئاسة، حيث أمضى عاما ونصف العام من اصل أربعة أعوام “الحمد لله انه تم الإفراج عن ولدي ضياء، ولكن فرحتنا الكبرى ستكون عند الإفراج عن شقيقه علاء الذي يمضي حكما بالسجن 15 عاما انهى منها 4 اعوام”.
وحرصت “اسرائيل” من خلال عملية الإفراج عن هذه الدفعة بشكل أحادي ومن دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية، على ان يكون الأسرى المفرج عنهم ينتمون إلى حركة فتح وحرمان أسرى “حماس”.
وأكد أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال الأسرى البالغ عددهم 409 أسرى من الضفة، أن الفرحة بالإفراج عن الأسرى ستبقى منقوصة ما دام هناك الآلاف ما زالوا قيد الاعتقال.
منتصر حمدان
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد