استسلام عناصر من فتح الاسلام والجيش لا يحدد زمنا لانتهاء المواجهة
استمرت الأزمة الأمنية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان أمس من دون أفق سياسي مع استمرار الهدوء الحذر في المخيم ومحيطه، وكانت تقطعه من حين إلى آخر مناوشات متفرقة بين الجيش اللبناني وعناصر “فتح الإسلام”، وذلك فيما يواصل الجيش إحكام الطوق على هؤلاء في مساحة محدودة في داخل المخيم. وترددت معلومات واسعة عن استسلام عناصر غير قليلة من التنظيم المذكور إلى رجال حركة فتح في المخيم، وذلك فيما نقل عن وزير الدفاع اللبناني إلياس المر قوله إن المعركة قاسية، ولكنها وطنية، وعن قائد الجيش العماد ميشال سليمان قوله إنه لا تحديد زمنيا لانتهاء العمليات العسكرية. وفي محيط مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا كبرى مدن جنوب لبنان، أفيد أنه تم تطويق الاشتباكات بين “جند الشام” والجيش اللبناني، وأنه تم توزيع المسؤوليات الأمنية في المخيم.
وواصل الجيش اللبناني أمس تمشيطه أبنية استولى عليها من عناصر “فتح الإسلام” عند المدخل القديم لمخيم نهر البارد، وعمل سلاح الهندسة في الجيش على تفكيك عبوات وأشياء مفخخة. ونقلت مصادر من داخل المخيم أن عناصر عديدة من “فتح الإسلام” يحاولون الفرار أو يفكرون بتسليم أنفسهم للجيش والدولة اللبنانية، لكن تهديدات بالقتل وجهت إليهم من زعيم التنظيم شاكر العبسي تمنعهم من ذلك. وأضافت أن عدد المنتسبين للمجموعة المذكورة أصبح قليلا، وباتوا ضمن حلقة ضيقة وفي حال تراجع وفقدان توازن. وواصل الجيش تعزيزاته مع إعادة انتشار عناصره معززة بوحدات خاصة.
ونقلت مصادر إعلامية لبنانية وعربية أن 6 عناصر من مسلحي “فتح الإسلام” استسلموا أمس إلى حركة فتح في مخيم نهر البارد، لكن مصادر معنية نفت الأمر وقالت إنه لم يتم التثبت منه. وأفيد أن زعيم التنظيم شاكر العبسي يهدد مسلحيه إذا ما سلموا أنفسهم إلى الجيش اللبناني أو حركة فتح بتصفيتهم، ما سبب ذعرا وارتباكا في صفوف المسلحين. وقال شهود من داخل المخيم إن الوضع العسكري للتنظيم المذكور أصبح في غاية الصعوبة، بعد الحرب الضارية التي شنها الجيش اللبناني ضده، والقصف المركز لمراكزه، واستراتيجية شل قدرته التي اعتمدها الجيش، وقطع خطوط الإمدادات عنه.
وقال أمين سر حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين أول أمس “ستصبح ظاهرة” فتح الإسلام “وراءنا بعد أيام قليلة، وهناك توافق فلسطيني لبناني على إنهاء الخطر الذي تسببه هذه الظاهرة على الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
وكان وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي قد صرح بعد اجتماع لمجلس الوزراء أول أمس أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان ذكر في الاجتماع أن قرار الجيش هو توقيف المجرمين كيفما اقتضى الأمر، وأنه ليس هناك مهلة زمنية محددة لإنهاء العمليات العسكرية.
ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتمكن من إيصال الإمدادات الضرورية من الطعام والشراب إلى داخل مخيم نهر البارد الذي لا يزال من دون كهرباء منذ 20 الشهر الماضي.
وبشأن الأوضاع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، أفادت المعلومات أنه تم الانتهاء من تشكيل قوة فصل فلسطينية من مختلف الفصائل، وتم تقسيمها إلى أربعة أقسام تنتشر القوة الرئيسية منها في مخيم الطوارئ وحي التعمير، حيث تتواجد منظمة “جند الشام” التي سبق لها الاصطدام بالجيش اللبناني يوم الأحد الماضي، وتتألف القوة المشكلة من “عصبة الأنصار” برئاسة أبو طارق السعدي و”أنصار الله” التي يترأسها جمال سليمان، إضافة إلى “الحركة الإسلامية” المجاهدة ويقودها جمال خطاب. وكانت وسائل إعلامية قد ذكرت أن “عصبة الأنصار” طلبت مهلة يومين لتنظيم صفوفها قبل تشكيل قوتها، ووافق “أنصار الله” و”الحركة الإسلامية” على المهلة.
وعقد اجتماع لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وجرى نقاش في تطورات أزمة مخيم نهر البارد، وأصدر المجتمعون بياناً جددوا فيه إدانتهم للجريمة التي ارتكبتها “فتح الإسلام” في حق الجيش اللبناني، وأكدوا أن لا علاقة لمرتكبي هذه الجريمة بالشعب الفلسطيني، وقرر المجتمعون تشكيل لجنة متابعة من الفصائل لصيانة الوضع الفلسطيني في المخيمات والحفاظ على العلاقة اللبنانية الفلسطينية
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد