"اشتهاءاتُ الأحلام ": قصيدة لنعمى أحمد سليمان

20-05-2016

"اشتهاءاتُ الأحلام ": قصيدة لنعمى أحمد سليمان

في البلادِ المتعبةِ تتسكعُ الأحلامُ
تتوهُ في عمقِ الليل
يلصّها شاعرٌ عاشقٌ
سيكتبُ منها قصائدَ
يزينُ بها جيدَ الفجرِ
على تخومِ البلاد
يقفُ الجنودُ يحملون بنادقهم
وفي جعبتهم الكثيرُ من الوصايا
يحلمون بزيتونةٍ وحمامةٍ بيضاء
يقولُ جنديٌ يتدثرُ بالأملِ
وصلواتِ حبيبتهِ
هذي البلادُ على موعدٍ مع السعدِ
سيهلُّ الربيعُ وتزهرُ أثداء
ترضعنا في المحلِ الكبرياء
*****
في الشارعِ البعيد
ريحٌ تكسرُ الصمتَ
وأطفالٌ جياع
كيف لهم أن ينسوا رائحة الخبز المنبعثةِ
من أحلامهم
كيف لأصابعهم القدرةُ
على رسمِ السماءِ ؟
*****
في الغرفةِ المشبعةِ بالدمع
ثمةَ عجوز ٌ يحلمُ بجذعِ سنديانةٍ
يقتلُ بجمرها بردَ الشتاء
كان أباً
لكن الحربَ
علّمته الرقصَ مع البكاء
وهناكَ على ناصيةٍ بعيدةٍ
ضوءٌ خجولٌ يبعثرُ عتمَ المكان
صبيةٌ جدائلها بيادرُ قمحٍ
تكتبُ غدَ الوطنِ
تزرعُ أمانيها في رحمِ ورقةٍ
ينبعثُ منها الضياء
دونت فيها
هذي البلادُ لي
واسمها يستحقُ العناء
******
الشاعرُ العاشقُ
يفردُ أحلامه
يمشطُ شعرَ قصيدتهِ البكر
بها سيقابلُ الشعراء
كان ديكُ الجن مسربلاً بالدماء
يمشي الهوينى
يمسكُ بيديهِ أبا العلاء
كان الأديمُ يردد
كذبَ الظن لا إمام سوى العقلِ
وعلى مقعدٍ غريب
يعتمر ُ الماغوط قبعةً سوداء
يرمي لفافتهُ
وصوتهُ يعلو مردداً:
حزنٌ في ضوءِ القمر
وفي الشوارعِ المعتقةِ
كان شاعرُ الشامِ محاطاً بالنساء
عيناهُ معلقتان بمدى
ورائحة البارودِ لم تمنعِ الياسمين من احتلالِ المدينة
المدينةُ التي كان حبها ابتلاء
ووصلها اشتهاء
أطلقَ الشاعرُ الأحلامَ
ومن شرنقةِ الدّمِ
خرجَ الوطنُ قصيدةً
كتب في مطلعها
وطني باقٍ كالله لا يعرف الفناء.

القصيدة الحائزة على المرتبة الأولى في مسابقة عاديات سلمية 2016

نعمى أحمد سليمان

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...