اكتشاف أصغر كوكب "وليد" من خارج المجموعة الشمسية
اكتشف باحثون بمعهد "ماكس بلانك" الألماني للبحوث الفضائية، كوكباً عملاقاً يُعتقد أنه الأصغر عمراً، بعد انفصاله عن أحد النجوم من خارج المجموعة الشمسية، قبل مدة تتراوح بين ثمانية وعشرة ملايين سنة.
ويبلغ حجم الكوكب الذي أُطلق عليه اسم "تي دابليو هايدري" TW Hydrae، عشرة أضعاف كوكب "المشترى"، ويدور حول نجمه كل 3.56 أيام، ويبعد عنه بمسافة تصل إلى ستة ملايين كيلومتر.
وقال القائمون على هذا الاكتشاف من المعهد الألماني إن غيوم الغاز والغبار التي نشأ عنها الكوكب الجديد، مازالت تحيط بـ"النجم الأم" الذي انفصل عنه الكوكب مؤخراً.
يُذكر أن الأرض تبعد عن نجمها "الشمس" بمقدار 150 مليون كيلومتر، في حين يقع كوكب "المشترى" على مسافة 780 مليون كيلومتر من الشمس.
وأعلن "ماكس بلانك" عن هذا الاكتشاف الجديد في العدد الأخير من مجلة "الطبيعة" Nature المتخصصة، حيث يُعتقد أنه سيساعد العلماء في دراسة كيفية نشأة الكواكب، حسبما ذكرت المجلة العلمية ضمن موقعها على الانترنت.
واستنتج العلماء من هذا الاكتشاف أن نشأة هذا الكوكب جديدة، ولا يمكن أن تكون قد استمرت أكثر من ثمانية إلى عشرة ملايين سنة، هي عمر الكوكب القريب من الشمس، والذي يقع في برج "الشجاع"، فيما يبلغ عمر الشمس 500 ضعف عمر هذا الكوكب.
وتعليقاً على الاكتشاف، قال مدير قسم نشأة الكواكب والنجوم بمعهد ماكس بلانك، توماس هينينغ، إن هذا الاكتشاف يقدم دليلاً مباشراً على أنه من الممكن فعلاً أن تنشأ كواكب في قرص الغاز والغبار المحيط بالنجم.
يذكر أن الأبحاث التي تعنى بدراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي قد بدأت منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين تم اكتشاف أكثر من 250 من هذه الكواكب.
وتبدو الكواكب المحيطة بالنجم الساطع وكأنها دودة صغيرة متوقدة قريبة من مصدر ضوء قوي، مما يحجب الرؤية المباشرة للكواكب المتولدة حديثاً، حسبما أعلن المعهد في بيانه بشأن اكتشافه الجديد.
ويضطر الباحثون للجوء إلى وسائل غير مباشرة للتدليل على وجود هذه الكواكب، مستفيدين بما يعرف عن الكواكب الكبيرة من أنها تتجاذب مع نجمها الذي تدور حوله، من خلال قوة جاذبيتها، مما يجعل النجم يهتز من جانب لآخر، فتارة يقترب قليلاً منها وتارة أخرى يبتعد عنها.
وحاول باحثو معهد ماكس بلانك منذ العام 2003 رصد التغيرات التي تطرأ على دوران النجم، فوجدوا خلال مراقبتهم للنجم "تي دابليو هايدري" إشارات على وجود كوكب مرافق له يدور حوله داخل الإطار الداخلي للقرص الذي يدور حول النجم.
وتمكن الباحثون من اكتشاف هذا النجم الجديد من خلال تركيب راصد للأطياف بتلسكوب تابع للمعهد وللمرصد الأوروبي في تشيلي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد