"الأطباق الشعبية" في ظل انخفاض القيمة الشرائية لليرة
لم تعد هناك إمكانية للحديث عن وجود ما يسمى «طبق شعبي» أو «طعام شعبي» في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، بالتوازي مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة، وفي ظل واقع الدخول الشهرية التي أصبحت شبه معدومة بهذه المقاييس، ناهيك عن العاطلين عن العمل الذين لا دخول لهم.
فارتفاعات الأسعار التي أخرجت الكثير من السلع الغذائية من سلة الاستهلاك اليومي والشهري للمواطنين، أخرجت كذلك ما كان يطلق عليه «أكلات شعبية»، مثل: (الفلافل والفول والحمص والمسبحة والبرغل والسلطات والمفركات والشوربات وغيرها) من هذه السلة أيضاً.
سجلت بعض السلع الغذائية التي تدخل في قوام الطعام الشعبي اليومي ارتفاعات متتالية، تجاوز بعضها 200%، وفيما يلي بعضها:
كيلو السمنة النباتي بين 4000- 5000 ليرة، كيلو السكر يتذبذب على حدود 1600 ليرة وبحسب المكان، كيلو الطحين تجاوز 900 ليرة في بعض الأسواق والمحال، كيلو المسبحة بحدود 2600 ليرة، كيلو الفول المسلوق بحدود 900 ليرة، كيلو الحمص الحب المسلوق بحدود 800 ليرة، ليتر الزيت النباتي بحدود 3500 ليرة، صفط البيض 2600 ليرة- البيضة بحدود 86 ليرة، كيلو اللبن الرائب 650 ليرة، كيلو الحليب 500 ليرة، كيلو الجبنة بحدود 3000 ليرة، كيلو البطاطا والبندورة بحدود 400 ليرة، كيلو الرز بين 1000- 2500 ليرة، علبة التون بحدود 1500 ليرة، علبة السردين بحدود 1000 ليرة، قرص الفلافل تجاوز 30 ليرة وسعر السندويشة تجاوز 500 ليرة، كيلو البرغل 1300 ليرة، كيلو العدس 1300، كيلو الحمص الحب 900..
الآن، لكم أن تحسبوا مثلاً تكلفة وجبة لخمسة أفراد بموجب هذه الأسعار، مثل: وجبة فول أو وجبة فلافل، أو طبق عجة، أو أية وجبة مفركات (بطاطا- كوسا..) طبعاً بدون لحمة، ووجبات الشوربات الخفيفة والمعكرونة، بل وحتى صحن السلطة أو المقالي (بطاطا- باذنجان- كوسا- زهرة).
وبالحسابات التقريبية، إن التكلفة التقريبية لأية وجبة، كانت بالمقاييس القديمة تعتبر شعبية، أصبحت بين 3000-5000 ليرة، وتبعا لذلك، أصبحت خارج هذا التصنيف الشعبي من الناحية العملية، فكيف الحال مع بقية الأطباق والوجبات؟!
إن إعدام ما كان يسمى «الأكلات الشعبية» وإخراجها من سلة الاستهلاك اليومي للمواطنين، في ظل الواقع المجحف على مستوى الأجور وفرص العمل والتفلّت في الأسواق ومعدلات الاستغلال المرتفعة، يعني: الحكم بمزيد من العوز الغذائي على الغالبية المفقرة من السوريين، المعوزين مسبقاً، ويعني بالمحصلة: مزيداً من الجوع الذي تجاوزت إمكانات درئه كل حدود إمكانات المساعدات والتكاتف الاجتماعي
المصدر: قاسيون
إضافة تعليق جديد