الأم آغنيس: المجموعات المسلحة أشاعت الانفلات الأمني في أنحاء سورية

أكدت مسؤولة رهبنة دير مار يعقوب المُقَطَّع الأم آغنيس مريم الصليب أن مجموعات مسلحة أشاعت الخطف والسرقة والانفلات الأمني فضلاً عن التعدي على حقوق الإنسان في أنحاء سورية، مشيرةً إلى أن تغطية وسائل الإعلام للوضع في سورية «لا تمت إلى الواقع بصلة».
وقالت الأم آغنيس أمس: إن «البلاد بدأت تشهد منذ سنة وبشكل تدريجي أوضاعاً استثنائية مع ما يدعى بالربيع العربي والتوق إلى الحرية والديمقراطية»، ثم «ارتبط هذا التحرك بمجموعات كانت مجهولة في البداية، سميناها آنذاك المجموعات المسلحة غير المعروفة»، وأضافت: «هذه المجموعات المسلحة حيّرتنا كثيراً، وسرعان ما اتسعت هذه الظاهرة وغدت سورية تعيش دراما، فتحت غطاء التوق إلى الحرية والديمقراطية هناك واقع على الأرض لا يمت بصلة إلى هذين الهدفين»، وتابعت: «لم يعد أحد في مناطق البلاد التي شملتها الاضطرابات يشعر بالأمان، وشاع في كل مكان الخطف والسرقة والانفلات الأمني، فضلاً عن التعدي على حقوق الإنسان من هذه العناصر المسلحة». وأشارت إلى مأساة الوضع في حمص، حيث وصلت أسر عديدة من المدينة وضواحيها في حالة «لا تُحسد عليها»، وأضافت: «كل يوم هناك موت ودمار وتجاوز لحقوق الإنسان، وأنا أتحدث عن أحياء لم يدخلها الجيش السوري بعد، بل إنها لا تزال تحت سيطرة هؤلاء المسلحين» في المدينة.ولفتت الراهبة إلى أن تلك المجموعات المسلحة تستهدف إشعال فتنة طائفية في البلاد عبر استهداف فئات في حمص بعينها، وأردفت: «لا أقول إن حرباً طائفية قد اندلعت»، بل إن «هناك مجموعات مسلحة غير منضبطة يضعها العالم تحت غطاء الجيش السوري الحر، والجيش والمعارضة والدين منها براء»، ودعت المعارضة إلى أن «تعي حقيقة الأمور التي تجري على أرض الواقع»، مشيرةً إلى أن ذلك «حدث بالفعل»، حيث ترك بعض الأشخاص المعارضة واتخذوا مواقف شريفة جداً، قائلين إن «الأهداف التي وضعناها أمامنا سامية، لكن الطرق المستخدمة للوصول إليها تبعدها عن الحرية والديمقراطية وعن احترام حقوق الإنسان»، على حد تعبيرها.
ونوهت الأم آغنيس بأن مطالب المعارضة «محقة»، وقالت: إن «المعارضة في البداية كانت تلقى تأييد الشعب بأسره لأنها كانت محقة»، لكنها أضافت «متابعة الثورة السورية من وسائل الإعلام وتسييرها من قوى خارجية أدت إلى فقدان السيطرة عليها من الجميع، جاعلة منها ثورة افتراضية لا تمت إلى الواقع بصلة لا يرى العالم منها إلا ما تُظهره وسائل الإعلام من صور، كثير منها مفبرك وقد لا تكون التقطت حتى على التراب السوري، لتوهم العالم بشيء معين والذي اقتنع بذلك في النهاية».

المصدر: آكي