الاحتراق البشري الذاتي أحد أغرب أسباب الموت!
احتراق الإنسان العفوي أو الذاتي SHC هى حالة تكررت عدة مرات وفيها احترق أجساد بشر بدون تدخل خارجي، أي أن الجسم احترق ذاتياً، قد يُنتج الإحتراق دخان، حروق بسيطة أو إحتراق كامل للجسد.
تم تسجيل 200 حالة خلال الـ 300 عام السابقة، العديد من العلماء حاولوا البحث عن أسباب تلك الظاهرة أشهرهم جو نيكل وفريقه البحثي في 1984م.
بعض العلماء ينكرها تماماً مثل بنجامين ريدفورد وبعضهم أصبح يؤمن بها تماماً حتى أنه كرس حياته لتفسيرها مثل لاري إي، أرنولد الذي ألف كتاب عن الظاهرة يسمى Ablaze!، وقضى 30 عاماً من عمره يبحث في الظاهرة.
ما هى الصفات التي تجمع العديد من حالات الاحتراق الذاتي ؟
حسب تغطية قامت بإجرائها الجورنال البريطاني الطبي في عام 1936 فأن هناك مجموعة صفات ظهرت في أغلب هذه الحالات، وهي:
1- الضحايا مدمنو كحول.2- أغلبهم سيدات مسنات.3- الأيادي والأرجل تنفصل عن جسم الضحية.4- رائحة كريهة تنتج عن الضحايا.
بعض التفسيرات لهذه الحالة:
أغلب التفسيرات العلمية التي ذُكرت في القرن التاسع عشر الميلادي لتفسير تلك الظاهرة تميل إلى أن هناك سبب خارجي للاشتعال مع ارتفاع نسبة الكحول في الدم، كمدمن كحول قام بتدخين سيجارة أو جلس بجانب مصباح بدائي أو شمعة.أما بعض المؤمنين بالخوارق اتجهوا إلى تفسير الأمر بأنه شئ خارق ناتج عن طريق قوي خفية وليس له تفسير علمي!.
انتقاد لتفسير الكحول
البيولوجي والمحقق الجنائي (مارك بينيك) قام بعمل تجربة بسيطة، احضر قطعة من القطن وشبعها بالكحول وقام بحرقها، الطبقة الخارجية احترقت بينما لم يحترق ما بالداخل والسبب هو عدم تواجد أوكسجين في الداخل ليساعد في عملية الاحتراق ليجعل تفسير الكحول لا يبدو منطقياً.Wick effect تأثير الفتيل
هناك تفسير يعتبره البعض مقبولاً أيضاً ولكن ليس كتفسير الكحول وهو تأثير الفتيل، حيث عندما يقترب مصدر للاشتعال من جسم الضحية في درجة حرارة مرتفعة الدهون تحت جسمه تحترق كفتيل الشمعة.
هذه العملية تستغرق كثير من الوقت وتكون مؤلمة وبطيئة ولا توجد فيها نيران شديدة بل تحترق الدهون ببطئ، هناك حالات تم تفسيرها بهذه الطريقة مثل حالة قاتل أوريغون في عام 1991 وقضية لييدز في عام 1963م.
تفسير براين جي فورد
براين جي فورد اتجه إلى تفسير أكثر وضوحاً بسبب إدمان الكحول، براين جي فورد يقول أن إدمان الكحول مع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات يجعل الجسم يفرز الأسيتون وهو مركب شديد الاحتراق.
تفسير باباس
العالم اليوناني بينوس باباس، هو من مجموعة علماء صغيرة تعتقد أن جسمنا هو مفاعل نووي، ومصدر الطاقة في جسمنا هو سلسلة تفاعلات نووية تحدث علي مستوى الخلايا، الخلل في تلك العملية يؤدي إلى ظاهرة الاحتراق الذاتي!.
هناك تفسيرات أكثر جنوناً لن نستطيع حصرها، ولكن كثرة تلك التفسيرات تعطي معنى واحد فقط، أن لا واحد منهم هو تفسير قاطع لتلك الظاهرة وإلا كان هو التفسير الوحيد، أو كما يقول البعض، أن كل حالة لها تفسيرها الخاص!.
ما الذي يجعل الاحتراق الذاتي يختلف عن الاحتراق العادي؟
ربما خطر ببالك أنه تلك الحالات هي حالات احتراق عادية وأن الظاهرة كلها غير موجودة، والمحققون توهموا هذا الأمر لكن الاحتراق العادي يكون باحتراق المكان الذي تكون فيه الضحية ثم باحتراقه.
لكن في حالات الاحتراق الذاتي الضحايا هم فقط من يحترق، بل في حالة هنري توماس احترق هو شخصياً وقدمه احترقت لكن جوربه ظل سليماً!، مما يجعل الحريق بدأ من الداخل.
احتراق جورج موت
جورج موت إطفائي متقاعد، في عام 1986 احترق تماماً ولم يتبق سوى 3 باوندات من عظامه، في غرفته لم يحترق سوى جورج وسريره فقط.
أديل – الناجية
في 2002، كانت (أديل) هي وعائلتها في السيارة علي شاطئ البحر في بلجيكا ثم بدأ فخذها في الاحتراق، وخرجت شعلة نار زرقاء من جيبها، ولكن تم انقاذ أديل سريعاً وكانت هذه صورة فخذها بعد الحريق.
هذه الحالة لم يتم الوصول لسبب الحريق بصورة قاطعة لكن البعض يعتبرها الدليل القاطع على وجود ظاهرة الاحتراق الذاتي، التحقيق الجنائي لم يستطع الجزم بأن الحريق بدأ من داخل جسم (أديل) ولكنه لا يستطيع تفسير سبب بدايته أيضاً.
رافضو حدوث الظاهرة تماماً
كما ذكرنا في البداية، بنجامين ريدفورد وغيره العشرات يرفضون الظاهرة تماماً ولديهم أراء منطقية حيال هذا الأمر، لماذا لا يحدث هذا الأمر بكثرة؟.
ما الذي يجعل الخلل في التفاعلات داخل الجسم كما يدعي مؤيدو الظاهرة لا يحدث إلا نادراً؟ ما هو الدليل القاطع علي حدوث تلك الظاهرة؟، لما كل تلك التفسيرات المتناقضة المتضاربة؟.
الظاهرة العلمية لها تفسير علمي واضح أو على الأقل توصيف علمي واضح، كل الأمر أنها حالات إحتراق لم يستطع الباحثون الجنائيون الوصول لأسباب الحريق فقط. هذا هو الأمر.
الخلاصة
تظل حالات الاحتراق الذاتي من أغرب أسباب الوفاة التي لم تفسر بتفسير قاطع، البعض يحاول تفسيرها علمياً والبعض يحاول تفسيرها بالخوارق وآخرين ينكروها تماماً.
لكن ما هو مؤكد، أن هذه الظاهرة تحدث من وقت لأخر لشخص ما ولسبب ما! هل هو احتراق ذاتي فعلاً؟ أم فشلنا في معرفة التفاصيل يجعلنا نعتقد هذا؟.
المصدر: العالم
إضافة تعليق جديد