الجيش التركي ينظم تدريبات عسكرية قرب الحدود السورية
بدأ الجيش التركي أمس الأربعاء مناورات مقررة سلفا في محافظة هاتاي (جنوب، على الحدود مع سورية) التي أنشأت فيها «ملاجئ» لسوريين فروا من ترهيب الجماعات المسلحة لهم في المناطق الحدودية مع تركيا.
وجاء في بيان لقيادة أركان الجيش التركي على الإنترنت أن تدريبات «التعبئة» هذه التي كانت مقررة مسبقاً ستتواصل حتى 13 تشرين الأول في إسكندرون.
وترافق الإعلان عن بدء المناورات مع تهويل إعلامي سعى لتصوير المناورات العسكرية التي تشارك فيها فقط كتيبة مشاة مؤللة وحوالي 800 احتياطي، يرافقها، بحسب رويترز، تدريبات للدفاع المدني والمنظمات الإغاثية، على أنه رسالة موجهة ضد سورية.
في المقابل، أشار مراقبون إلى استحالة قيام تركيا بمغامرة عسكرية مع سورية رغم التوتر الشديد الحاصل في العلاقة بين البلدين مؤخرا، نظرا إلى أنه ليس باستطاعة تركيا «تحمل نتائج عبور هذا الخط الأحمر في وقت لم تتجرأ على القيام به دول أعظم منها شأنا».
ويرى المراقبون أنه أنشئت وإن كانت الحسابات التركية السابقة ربما تضمنت احتمال القيام بهكذا مغامرة، إلا أن مستجدات الوضع الدولي لجهة التعاطي مع الشأن السوري، وعودة أجواء «الحرب الباردة» إلى مجلس الأمن الدولي، سيضطر الإدارة التركية لإعادة حساباتها في ما يخص العلاقة مع سورية والكيفية التي ستتخذها في المستقبل. ويشار إلى أن هذه المناورات التي تنظم كل سنة في مواقع مختلفة في البلاد، ستتزامن مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحد إلى مخيمات اللاجئين الواقعة في محافظة هاتاي التي سبق أن نشرت فضائح كارثية حول انتهاكات حقوق الإنسان فيها بمعرفة وبغطاء من المسؤولين الأتراك المحليين في المحافظة، حيث قاموا بالتعاون مع عناصر مسلحة باغتصاب 400 امرأة سورية من بينهم 250 حاملاً.
وعاود أردوغان مجدداً الثلاثاء من جنوب إفريقية التي كان يزورها تصعيد لهجته ضد سورية، قائلاً: إنه «لا يمكنه البقاء متفرجا أمام ما يحصل في سورية من قتل أبرياء وأشخاص عزل» على حد تعبيره.
وحول هذا التصعيد، علق متابعون للعلاقات السورية التركية، أن رئيس الوزراء التركي تقصد تصعيد اللهجة للتغطية على المعلومات التي كشفت مؤخراً عن حجم الأسلحة المهربة من داخل الأراضي التركية إلى الجماعات الإرهابية في سورية، وكذلك التغطية على الوضع الأمني المتردي في بلاده بسبب ما تشهده يوميا من اضطرابات واشتباكات مع حزب العمال الكردستاني في المناطق الجنوبية.
وأضاف المتابعون إلى أن أقصى ما يمكن لأردوغان القيام به، منطقياً، هو أن يعلن عن العقوبات التي سبق أن جرى الحديث عن أن تركيا ستفرضها على سورية، علماً إن أنقرة ستكون أكثر تضرراً من هذه العقوبات بالنظر إلى الميزان التجاري بين البلدين والذي مازال راجحاً لمصلحة تركيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد