الجيش يحاصر مسلحي ريف حمص الشمالي
مع نهاية العام 2015 وبداية العام الجديد، حقق الجيش السوري خرقاً جيداً في خريطة السيطرة مكنه من محاصرة الفصائل المسلحة التي تتوزع في ريف حمص الشمالي.
العملية التي بدأها الجيش السوري في اليومين الأخيرين من العام الماضي تركزت في ريف حماه الجنوبي الشرقي، حيث تمكن خلال أربعة أيام فقط من السيطرة على عدة قرى ومناطق، عزل من خلالها المسلحين الموجودين في الريف الشمالي لمحافظة حمص وسط البلاد.
وأشار مصدر عسكري، إلى أن قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره تمكنت خلال العملية، التي تمت تحت غطاء ناري كثيف وفرته المقاتلات الحربية وسلاح المدفعية، من السيطرة على قرية الجنان الإستراتيجية، والتي تؤمن طريق حماه - السلمية من جهة، وتقطع طرق الإمداد عن الفصائل المسلحة في كل من الرستن وتلبيسة وغيرهما في ريف حمص الشمالي. كما تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة على قرى كريمش وزور السوس والشيخ عبدلله وزور الزيارة في حوض العاصي، إضافة إلى قرية الرملية الإستراتيجية.
وأوضح المصدر أن العملية انطلقت من محورين، الأول من زور سريحين باتجاه قرية رعبون والثاني من قرية سريحين باتجاه قرية جنان، حيث تمكنت القوات، بعد اشتباكات عنيفة، من السيطرة على قرية الجنان والقرى الشرقية في حوض نهر العاصي في الريف المتصل بحمص. وأضاف «تابعت القوات تقدمها في حوض العاصي شرق طريق حمص ـ حماه غرب مدينة السلمية ليبسط سيطرته الكاملة على قرية الرملية الإستراتيجية».
وبحسب المصدر فإن قوات الجيش السوري استطاعت بسيطرتها على هذه القرى في ريف حماه الجنوبي الشرقي أن تقطع أهم خطوط إمداد المسلحين، والتقدم باتجاه قرى حوض العاصي الشرقية والغربية، والضغط على المسلحين على امتداد منطقة السطحيات شرق حماه.
بدوره، أكد مصدر معارض، أن الفصائل المسلحة المنتشرة في ريف حمص الشمالي أصبحت في الوقت الحالي تحت الحصار، بعد تقدم الجيش وقطع خطوط الإمداد. وقال إن «سيطرة النظام على هذه القرى تعني إغلاق المنفذ الأخير إلى ريف حمص الشمالي»، مضيفاً «بعد إغلاق منفذ الدار الكبيرة في العام 2013 بقي للريف الشمالي منفذان، هما تيرمعلة وجنان، ومنذ بدء المعارك في تيرمعلة في تشرين الأول من العام الماضي تم إغلاق هذا المنفذ من قبل قوات النظام، واليوم يتم إغلاق آخر منفذ في قرية جنان بعد سيطرة قوات النظام عليها».
وتتخوف الفصائل المنتشرة في ريف حمص الشمالي من تكرار سيناريو الحصار الذي عاشته داخل مدينة حمص، والذي أجبرت في نهايته على ترك معاقلها في حمص القديمة إثر اتفاق تم بموجبه تسليم هذه المناطق بعد نقل المسلحين إلى الريف الشمالي، وهو ذات السيناريو الذي يتم تنفيذه في الوقت الحالي في حي الوعر الذي يمثل آخر معاقل المسلحين في مدينة حمص.
وبعد أن وسعت قوات الجيش السوري من دائرة سيطرتها، ذكرت مصادر ميدانية أن وتيرة المعارك بدأت ترتفع بشكل تدريجي على محور عيدون وتلول الحمر والدلاك في منطقة السطحيات، والتي باتت تمثل خط الدفاع الأول للفصائل المسلحة في ريف حمص، الأمر الذي يعني في حال تقدم قوات الجيش السوري فيها بأن المعارك انتقلت إلى داخل الريف الشمالي لحمص، والذي ظل بعيداً عن المعارك طيلة السنوات الثلاث الماضية، وتعتبره الفصائل المسلحة «حصنا منيعا»، يبدو أنه يوشك على السقوط، أو التسليم.
علاء حلبي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد