الحرب السورية ومستقبل الإرهاب الدولي
بعد تقارير صحفية عدة تشير إلى ارتفاع أعداد المسلحين الأجانب الذين يتدفقون إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة تزايدت التحذيرات التي يطلقها مسؤولون أمريكيون وغربيون وغيرهم من خبراء ومحللين بمن فيهم توماس هيغهامر الخبير في شؤون الارهاب وعضو المؤسسة النرويجية لابحاث الدفاع والذي أكد أن مسألة عودة أولئك الذين يقاتلون في سورية واحتمال قيامهم بشن هجمات إرهابية في أوروبا "أصبح أمرا حتميا ".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن هيغهامر قوله خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني "إن ما لا يقل عن 1200 متطوع خرجوا من مختلف البلدان الأوروبية ليلتحقوا بالجماعات المتطرفة التي تقاتل في صفوف المعارضة في سورية" .
وأضاف هيغهامر إنه "من الناحية التاريخية فإن نسبة من تطوعوا للسفر والقتال خارج بلادهم ثم عادوا بعد ذلك وانضموا إلى جماعات مسلحة في بلادهم كانت واحدا من كل تسعة أشخاص لكنه من المعتاد في تلك الحالات أن تكون هناك فترة زمنية فاصلة لبضع سنوات ما بين بدء الصراع في منطقة ما وحدوث هجمة ارتدادية داخل بلاد أولئك المتطوعين".
وقد أجريت دراسات غربية كثيرة من قبل هيغهامر والمركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي الذي يتخذ من لندن مقرا له وغيره من المراكز المتخصصة بشؤون الإرهاب والتطرف وجميع تلك الدراسات حذرت من خطر المقاتلين الأجانب الذين انخرطوا في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
وأشارت دراسات عدة إلى أن ما بين 200 و 400 مسلح من كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد توجهوا إلى سورية وان عدد المجموعات المسلحة الموجودة داخل البلاد يتراوح بين 1600 وألفي مجموعة ومن بين أكبر تلك المجموعات وأكثرها تأثيرا مايسمى "جبهة النصرة" و"دولة الإسلام في العراق والشام" المرتبطتين بتنظيم القاعدة الإرهابي.
ووسط ترقب مسؤولي مكافحة الإرهاب في بريطانيا ما يسمونه بـ "الارتداد" والمقصود به انخراط هؤلاء الإرهابيين في عمليات وهجمات داخل بلادهم بعد مشاركتهم في القتال داخل سورية قال مسؤول رفيع في الحكومة البريطانية " نعمل على أساس أن الجماعات الإرهابية في سورية لديها النية لمهاجمتنا ويعتبر توجههم الاستراتيجي عاملا مهماً لكن الأفراد يمكن أيضا أن تكون لديهم أسباب تدفعهم لشن هجوم ما" .
وفي هذا السياق حذر مسؤول غربي في مجال مكافحة الإرهاب من أن "مصدر القلق يتمثل في أن انتباه تلك الجماعات المتطرفة في سورية سيتجه نحو أوروبا " مضيفا " نحن قلقون من عودة أولئك المتطوعين إلى بلادهم بالتدريب والخبرة التي حصلوا عليها هناك لينشئوا في بلادنا شبكات مسلحة قد يكون لها علاقة بتنظيم القاعدة في سورية ".
كما أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي مايك روجرز أن الآلاف من مواطني البلدان الغربية ومن بينها الولايات المتحدة يقاتلون إلى جانب المجموعات المسلحة في سورية.
وقال روجرز في مقابلة أجراها مع شبكة سي إن إن الإخبارية.. "إن في سورية حاليا تجمعا غير مسبوق لمقاتلي القاعدة والمرتبطين بها.. والأخطر من ذلك أن آلاف الأشخاص الذين يذهبون إلى هناك للمشاركة في الجهاد يحملون جوازات سفر دول غربية".
وأضاف.. "أن العنف الذي يجتاح سورية سيبدأ بالانتشار في المنطقة وقد بدأت نتائجه تظهر في لبنان والعراق والأردن وتركيا".
وأكد روجرز أن الولايات المتحدة من بين الدول التي ينشط مواطنوها إلى جانب المقاتلين المتطرفين في سورية مشيرا إلى أن "نسبة معينة من هؤلاء عادوا إلى وطنهم وهذا أمر يقلق أجهزة الاستخبارات الغربية".
من جهتها اعتبرت السيناتور دايان فاينستاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الامريكي أن التهديد الإرهابي خلال السنوات الاخيرة ارتفع بشكل ملحوظ في العالم قائلة "إن حجم الإرهاب في العالم يتزايد.. هذا ما تشير إليه الاحصائيات.. وارتفاع عدد ضحاياه".
وحذر مسؤولون أمريكيون رفضوا الكشف عن أسمائهم مؤخرا من تزايد عدد الأمريكيين الذين ينضمون إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية ومن التهديد الأمني الكبير الذي يشكله هؤلاء في حال عودتهم إلى الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي تعترف فيه وزارة الخارجية الأمريكية بأنه ليس لديها تقديرات دقيقة لعدد الأمريكيين الذين انضموا للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية يؤكد مركز آي أتش أس جينز البريطاني المتخصص بشؤون الإرهاب أن عدد هؤلاء الأمريكيين يقدر بالعشرات مشيرا إلى أن عدد "المسلحين" المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية يصل إلى 15 ألف مسلح.
وكالات
إضافة تعليق جديد