الدولار بـ 148/149 ليرة في بعض المصارف والحوالات الأجنبية تضغط على الليرة
عاود الدولار ارتفاعه بعد ظهر أمس ليلامس حاجز الـ150 ليرة في دمشق بعد أن كان يناور بين 145 و147 ليرة أول من أمس. وتراوحت أسعار الشراء في تعاملات السوق السوداء يوم أمس بين 147 و148.5 ليرة سورية، وذلك بين محافظة وأخرى على حين لم ينخفض سعر البيع عن مستوى 149.
وقالت مصادر مصرفية خاصة أن القرار الذي صدر مؤخراً عن المركزي وحصر إعطاء الحوالات الواردة من الخارج بالليرة السورية ساهم بشكل جزئي في رفع سعر الصرف لأن قسماً منها يشكل ضغطاً على الليرة السورية لتحويلها إلى قطع أجنبي من جديد لغايات الاحتفاظ بالقطع أو السفر ويتم ذلك من خلال السوق السوداء عادة وبخسارة نسبة مئوية بسيطة بما يساهم في رفع السعر.
وقالت المصادر المصرفية: إن تدخل المصرف المركزي من خلال تلبية احتياجات السوق أسبوعياً هو الضامن لعدم ارتفاع سعر الصرف وإن غياب مثل هذا التدخل قد يرفع السعر وإن هذا التدخل يجب أن يشمل المصارف وليس فقط شركات الصرافة حيث إن المركزي طرح كميات من القطع الأجنبي للبيع ولكن لم يحصل الشراء من المصارف خلال الأسبوع الماضي وتنتظر المصارف حصول مزايدة أو بيع من المركزي بحيث تحصل من خلاله المصارف على القطع علماً بأن سعر صرف الدولار قد وصل أمس في بعض المصارف الخاصة إلى 148-149 ليرة سورية للدولار.
وبينت المصادر المصرفية أن لكل مصرف خاص سياسته فيما يتعلق بالقطع من حيث التسعير حيث يقوم المصرف بتحريك السعر صعوداً أو هبوطاً حسب حاجته من السيولة النقدية أو عدم حاجته ولاسيما بعدما أصبحت أسعار المركزي قريبة جداً من أسعار السوق السوداء الخاضعة للعرض والطلب ولا يوجد بينها فروق جوهرية.
وأكدت المصادر المصرفية أن من مزايا سياسية المركزي الحالية هي أن الأسعار أصبحت واحدة تقريباً ولم يعد هناك أسعار مختلفة وهذا يزيد من الارتياح في تحرك المركزي ومن جهة ثانية فإن المصارف تتمتع بالحرية في الشراء من السوق أو من المركزي وهذا جعل المصارف تتمتع بمرونة كبيرة بيعاً وشراء.
ولفتت المصادر المصرفية إلى أنها لم تلمس أثراً للقرار على الإيداعات حيث استمر الإيداع بالعملة الأجنبية أو السحب بشكل طبيعي ولكن الأثر هو فقط على الحوالات الخارجية التي تم استلامها بالليرة السورية ويتم فيما بعد تحويل نسبة منها من خلال السوق السوداء إلى قطع أجنبي حسب الحاجة.
وأشارت المصادر المصرفية إلى أن الظروف السائدة ليست طبيعية ومع ذلك فإن المركزي يمارس تدخلاً جيداً في السوق ويحافظ على مستويات جيدة للصرف في ظل الظروف الراهنة من أزمة وصعوبات اقتصادية وتضخم وأن المستويات الحالية مهمة قياساً لما وصلت إليه الأسعار في دول مجاورة في خضم الأزمات كلبنان والعراق، والسعر حالياً بالنظر إلى الظروف عادي.
وشددت المصادر المصرفية على أن دور المركزي في المحافظة على استقرار مستويات سعر الصرف الأجنبي وأن المحافظة عليه يعتبر إنجازاً مهماً يسجل للمركزي في هذه الظروف.
محمد بدر كوجان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد